رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الصحة العالمية»: زيادة وفيات السل للمرة الأولى منذ عقد بسبب كورونا

كورونا
كورونا

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن وفيات مرض السل شهدت زيادة للمرة الأولى منذ عقد من الزمان، حيث "قلبت" جائحة كورونا التقدم العالمي في معالجة المرض، وذلك إثر تعطل الخدمات الأساسية لمواجهة المرض، بسبب توجيه الجهود لمكافحة كورونا.

جاء ذلك في تقرير منظمة الصحة السنوي، الذي أصدرته اليوم الخميس في جنيف عن مرضى ووفيات السل خلال العام الماضي، وتأثير جائحة كورونا على التقدم الذي كان قد جرى إحرازه عالميا في السنوات السابقة في مكافحة المرض.

وأشارت المنظمة الدولية إلى أن المزيد من الأشخاص توفوا بسبب مرض السل- في العام الماضي- مع عدد أقل بكثير من الأشخاص الذين تم تشخيصهم وعلاجهم أو تزويدهم بالعلاج الوقائى من السل مقارنة بعام 2019، إضافة إلى انخفاض إجمالي في الإنفاق على خدمات السل الأساسية.

وقالت إن ما يقرب من 1.5 مليون شخص توفوا بسبب السل في عام 2020، بمن في ذلك حوالي 214 ألف شخص من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

ولفت التقرير إلى أن الزيادة في عدد وفيات السل حدثت- بشكل رئيسي- في 30 دولة ذات أعلى عبء من السل، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه توفير خدمات السل الأساسية والوصول إليها أدت إلى عدم تشخيص العديد من المصابين بالسل في عام 2020؛ حيث انخفض عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم مؤخرا بالسل والذين تم إبلاغ الحكومات الوطنية بها من 7.1 مليون فى عام 2019 إلى 5.8 مليون فى عام 2020.

وذكرت المنظمة أن حوالى 4.1 مليون شخص يعانون- حاليا- من مرض السل، لكن لم يتم تشخيص إصابتهم بالمرض أو لم يبلغوا السلطات الوطنية رسميا وذلك مقارنة مع 2.9 مليون فى عام 2019 وذكرت المنظمة أن البلدان التى أسهمت بأكبر قدر فى التخفيض العالمى فى إخطارات السل بين عامي 2019 و2020 هى الهند (41%) وإندونيسيا (14%) والفلبين (12%) والصين (8%)، حيث شكلت هذه البلدان و12 دولة أخرى 93% من إجمالى الانخفاض العالمى فى الإخطارات.

وأشار التقرير إلى انخفاض في توفير العلاج الوقائي من السل، منوها إلى أن حوالى 2.8 مليون شخص حصلوا على العلاج في عام 2020، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 21% منذ عام 2019.

وأفاد التقرير بأن الإنفاق العالمي على خدمات تشخيص السل وعلاجه والوقاية منه انخفض من 5.8 مليار دولار إلى 5.3 مليار دولار، وهو أقل من نصف الهدف العالمى للتمويل الكامل للاستجابة للسل البالغ 13 مليار دولار سنويا بحلول 2022.

وأضاف أن الانتكاسات الجارية تعنى أن أهداف السل العالمية بعيدة عن المسار الصحيح ويبدو أنها بعيدة المنال بشكل متزايد، موضحة أنه برغم ذلك فقد كانت هناك بعض النجاحات، حيث انخفض عدد الأشخاص الذين يصابون بالسل كل عام (بالنسبة إلى عدد السكان) بنسبة 11% من عام 2015 إلى عام 2020 أى ما يزيد قليلا عن نصف الطريق إلى أهداف عام 2020 البالغ 20%.

وذكر التقرير أن الإقليم الأوروبي لمنظمة الصحة تجاوز مرحلة عام 2020 بانخفاض قدره 25%، وكان الدافع وراء هذا فى الغالب هو الانخفاض فى الاتحاد الروسي، حيث انخفض معدل الإصابة بنسبة 6% سنويا بين عامي 2010 و2020.

وأوضح التقرير أن الإقليم الإفريقي اقترب من بلوغ المرحلة الرئيسية مع انخفاض بنسبة 19%، مما يعكس انخفاضا مثيرا قدره 4%- 10% سنويا فى جنوب إفريقيا والعديد من البلدان الأخرى فى جنوب إفريقيا .