رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال 5 أيام.. ماذا فعلت «الداخلية» للكشف عن حقيقة حادث كوبري الساحل؟

عمليات البحث في كوبري
عمليات البحث في كوبري الساحل

على مدار 5 أيام كاملة نفذت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية عدة إجراءات للكشف عن حقيقة بلاغ بسقوط سيارة ميكروباص من أعلى كوبري الساحل بنهر النيل وانتشار منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بغرق ركابها بالكامل. 

بلاغ من مواطن بسقوط جسم من أعلى كوبري الساحل

كانت البداية بتلقي الأجهزة الأمنية بلاغ من مواطن بأنه علم من آخرين رؤيتهم شيء يسقط من أعلى كوبري الساحل بدائرة قسم شرطة إمبابة ولم يتحققوا منه (مرجحين كونه سيارة ميكروباص).

أخذت الأجهزة الأمنية البلاغ على محمل الجد خاصة مع عدة شواهد أعلى الكوبري مثال وجود زجاج سيارة مهشم بجوار السور الحديدي وفقدان جزء بمسافة 3 أمتار من السور الحديدي للكوبري إضافة إلى أقوال عدد من الشهود برؤيتهم سقوط ميكروباص من أعلى الكوبري. 

بعد عدم العثور عليه.. ترجيحات باحتمالية "غرس" الميكروباص في طمي النيل

فور تلقي البلاغ دفعت إدارة شرطة المسطحات المائية وإدارة الحماية المدنية بالجيزة بقوات أعلى لانشات لمسح المسطح المائي والدفع برجال الضفادع البشرية وقوات الإنقاذ النهري للبحث عن غرقى وانتشال جثامينهم، و عقب ساعات من البحث وعدم العثور على أي شيء سواء جسم سيارة أو جثث لأشخاص وكون المياه ضحلة في تلك المنطقة ذهبت الترجيحات إلى احتمالية "غرس" الميكروباص في طمي النيل ولذلك تم دعم فرق البحث ب "كراكات" ضخمة لتتمكن من "نبش" طمي النيل وإظهار ما قد يكون علق به. 

يومين من البحث في المياه ولم يتم العثور على أي شيء

يومين كاملين من البحث في المياه ولم يتم تسجيل العثور على أي شيء يذكر يفيد بوقوع حادث من الأساس علاوة على عدم تلقي أقسام الشرطة بالقاهرة أو الجيزة أية بلاغات تغيب لمواطنين ممن يسيرون على ذلك الخط، و اتجهت خطة البحث إلى فحص كافة مواقف السيارات الأجرة "الميكروباص" التي تأخذ كوبري الساحل خط سير لها وتم استجواب عدد كبير من سائقي الميكروباص والمسئولين عن "الكارتة" لتسفر التحريات وجمع المعلومات في النهاية عن عدم وجود أية سيارات مفقودة، بالإضافة إلى عدم تلقى الأجهزة الأمنية أية بلاغات تفيد غياب مواطنين أو فقدان سيارة أجرة "ميكروباص" في ذات اليوم وحتى تاريخه.

غطاء سيارة يكشف اللغز

بعد 3 أيام ونصف من البحث أسفرت عمليات تمشيط المسطح المائي وعمق النيل عن العثور فقط على "غطاء سيارة كبير الحجم من المشمع" بقاع نهر النيل وهو ما أكدته شهادة "صياد" إلى أن ما سقط من أعلى الكوبري "غطاء سيارة".

 وفي إجراء جديد اتبعته أجهزة الأمن للتأكد من تلك الرواية وخاصة عقب رصد إحدى كاميرات المراقبة لـ "جسم أبيض" يطير من أعلى الكوبري في نهر النيل وللتيقن من حقيقة الواقعة تم إجراء "بروفة" تجربة بإلقاء ذات الغطاء من أعلى الكوبري، والتقطتها الكاميرا التي سبق وأن أُشير إلى أنها سجلت لحظة سقوط الجسم الأبيض وتبين مطابقة المشهدين.

سبب انهيار الكوبري

وعن سبب انهيار السور الحديدي للكوبري والتي انتشلته قوات الإنقاذ النهري من المياه عقب 24 ساعة من عمليات البحث توصلت التحريات إلى أن سور الكوبري سبق واصطدمت به سيارة نقل، مما أدى إلى تصدعه، وفى وقت لاحق اصطدمت به إحدى مركبات "التوك توك" بذات الجزء من السور مما أدى إلى سقوطه لضعفه.

تمكن فريق البحث من تحديد صاحب مركبة "التوكتوك" وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأشار إلى قيامه عقب ذلك برفع مركبة "التوكتوك" من مكان الحادث لحدوث تلفيات شديدة بها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية و أسفرت التحريات أنه ليس له معلومات جنائية ولا يواجه أية اتهامات.