رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التدمير الذاتى».. إبراهيم منير يطيح بجبهة حسين والجماعة تعزله من منصب المرشد

إبراهيم منير
إبراهيم منير

لا يتوقف مسلسل الانشقاقات داخل جماعة الإخوان الإرهابية، كنتيجة لتفاقم الأزمات بين جبهة الجماعة فى تركيا بقيادة محمود حسين، الأمين العام السابق للتنظيم، وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد، الذى اتخذ– مؤخرًا- قرارًا باعتبار «حسين» وأتباعه خارج التنظيم. وجرى تداول بيان منسوب لـ«منير» قبل أيام، طرد خلاله «حسين» وأتباعه: مدحت الحداد ومحمد عبدالوهاب وهمام على يوسف ورجب البنا وممدوح مبروك. 

وأكد «منير»، فى بيانه، أن هذه المجموعة التى أحيلت للتحقيق تقدمت مع غيرها بطلب للمجلس للتصويت على مشروعات قرارات تؤدى إلى شق الصف، وإحداث بلبلة بين صفوف الجماعة، معتبرًا أن مَن أسهم فى هذه الإجراءات قد أخرج نفسه من التنظيم. 

فيما رد ما يسمى مجلس شورى جماعة الإخوان الإرهابية، أمس، بإقالة إبراهيم منير من مهامه كنائب للمرشد العام للإخوان وقائم بعمله. 

وفى بيان نشرته وسائل إعلام الإرهابية، قرر المجلس إلغاء الهيئة المشكلة من خلاله، طبقًا لوثيقتها الصادرة عن مجلس الشورى العام فى ١٦ يناير ٢٠٢١، وإحالة ما بدأته من مشاريع إلى مؤسسات الجماعة التنفيذية والشورية المعنية.

وقال البيان إن منير لم يلتزم باللوائح وهمّش مؤسسات الجماعة ولم يلتزم بقرارات مجلس الشورى طوال عام كامل، باعتباره السلطة العليا فى الجماعة ومرجعيتها.

«الدستور» تحدثت مع عدد من الخبراء فى الإسلام السياسى عن كيفية تأثير هذا القرار على التنظيم خلال الأيام المقبلة.

مختار نوح:التكفير المتبادل بداية السقوط ومن بيده المال يتحكم

المحامى مختار نوح، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، قال إن الخلاف الذى ظهر حاليًا بين مجموعتىّ إبراهيم منير ومحمود حسين، بدأ فى عام ٢٠١٣ بين التكتلات داخل الجماعة، فى ظل غياب القادة التقليديين، بالسجن أو الاختفاء، ووصل هذا الخلاف الآن إلى ذروته.

وأوضح «نوح» أنه «يظهر هذا الخلاف بعد كل ضربة تتلقاها الجماعة من السلطات المصرية، ويسهم هذا الخلاف فى زيادة الانشقاقات، ووصل الأمر إلى السجون، إذ يرى فريق ضرورة المصالحة أو تقييم المرحلة بمفهوم الجماعة، وهناك فريق آخر يرفض ذلك».

وتابع: «الأزمة التى تعيشها الآن الجماعة متمثلة فى عدم قدرة القيادات على اتخاذ قرارات صحيحة، ورغبة كل منهم فى الانفراد بالقرار، من خلال استخدام المال أو ضرب المنافسين ومحاولة إقصائهم بشتى الطرق».

وأكمل: «الجماعة يتحكم بها القادر على تحمل نفقاتها، مثلما حدث مع خيرت الشاطر، ومن بعده يحاول إبراهيم منير السيطرة بالمال، على حساب مجموعة محمود حسين، وظهر فريق ثالث داخل الجماعة يرى أن الطرفين لا يصلحان للقيادة».

ولفت إلى أن البيان الأخير لـ«منير» بعزل «حسين»، وما سبقه من إحالة ٦ من عناصر الجماعة للتحقيق، يمثل البداية الحقيقية للانهيار داخل الجماعة، إذ يحمل فى طياته اتهامًا بالكفر والإضرار بالجماعة والإسلام».

إبراهيم ربيع: التنظيم انتهى وجوده فى تركيا

أكد إبراهيم ربيع، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أن تنظيم الإخوان انتهى وجوده فى تركيا بعد البيان الأخير لإبراهيم منير، بعزل مجموعة محمود حسين، مضيفًا: «يسعى التنظيم حاليًا للتمحور فى شكل جديد». 

وأوضح «ربيع» أن ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كانت بمثابة زلزال ضرب أركان التنظيم، وانقسم الإخوان ٣ مجموعات فى تركيا وقطر ولندن، متابعًا: «أى خلاف داخلى الآن هو فى الأصل تعارض بين أهداف الثلاث مجموعات التى تحركها أجهزة مخابرات».

وواصل: «لحسن الحظ أن قرار التنظيم ليس بيده الآن بشكل ظاهر، والعنصر الأقوى هو مكتب لندن ويفرض رأيه الآن بدعم من مخابرات دولية».

منى قشطة: القرار يُصعِّد من وتيرة الخلافات الداخلية 

قالت منى قشطة، الباحثة بوحدة الإرهاب والصراعات المسلحة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن قرار إبراهيم منير يُصعِّد من وتيرة الخلافات الداخلية والاتهامات العلنية المُتبادلة بين قيادات التنظيم بالجماعة. 

ونوهت إلى أن تلك الخلافات الداخلية بين قيادات الجماعة تصاعدت حدتها مع قرار تعيين «منير» قائمًا بأعمال الجماعة الإرهابية فى سبتمبر ٢٠٢٠، وذلك فى أعقاب القبض على القيادى محمود عزت، القائم بأعمال المرشد سابقًا.

وأوضحت أن القرار يأتى أيضًا بعد فشل مُحاولات الصلح الدائرة بين صفوف الجماعة خلال الساعات الماضية، فى محاوله لمنع الانشقاقات داخل التنظيم وتوحيد الصف بين جبهتى محمود حسين وإبراهيم منير، الأمر الذى يشى بأن الجماعة الإرهابية باتت قاب قوسين أو أدنى من إعلان انقسامها وانشقاقها رسميًا، وهو ما سينعكس بطبيعة الحال على أفرع التنظيم الدولى للإخوان. 

وأشارت إلى أن الانقسامات الأخيرة فى صفوف التنظيم تتزامن مع تضييق الخناق على عناصره مؤخرًا فى عدة دول، مثل تركيا والنمسا وألمانيا، وذلك بعد التراجع الشديد فى قدرات بعض أفرعه بدول المنطقة، وعلى رأسها حزب «النهضة»، الجناح الإخوانى فى تونس، وحزب «العدالة والتنمية»، الجناح السياسى للإخوان فى المغرب. وأضافت: «ينبغى التأكيد أن الأزمة الحالية التى تمر بها الإرهابية وما ينبثق عنها من انقسامات لا ترتبط بمراجعات فكرية تقوم بها الجماعة استنادًا إلى التعلم من دروس الماضى، لكنها تأتى استمرارًا لنهج قادة الجماعة «البراجماتى» فى التفكير فى المصالح والحسابات السياسية الخاصة بهم».

منير أديب:الخلاف انحصر بين مجموعتين

كشف منير أديب، الباحث فى شئون الجماعات المتطرفة، عن أن تنظيم الإخوان يمر بمرحلة الانهيار وينفجر من الداخل، والخلاف لم يعد بين القيادات، ولكن بين مجموعتين، إحداهما كانت تدير التنظيم منذ نشأته وهم الإخوان المصريون، والأخرى موجودة فى لندن وكانت فى الماضى فرعًا من الجماعة، والآن أصبحت هى الأصل والقيادة وتملك الشرعية والقرار والمال. وأضاف: «قديمًا كان المرشد يجب أن يكون مصريًا، والآن صار الأمر مرتبطًا بصورة كبيرة بمكتب لندن، وإبراهيم منير بريطانى، وإن كان من أصول مصرية، لكنه ليس مصريًا». ولفت إلى أن هذا الأمر له تبعات على البنية التنظيمية للجماعة التى أصبح لها شكل آخر مختلف، وأصبح المرشد أو القائم بأعماله من جنسية أخرى غير مصرية، وبالتالى انتقلت القيادة المركزية بعد نحو ٩٠ عامًا من مصر إلى بلد آخر، وبالتالى مخرجات التنظيم سوف تختلف اختلافًا جوهريًا بوجود القيادة الجديدة. واختتم: «هذا الخلاف سيؤدى إلى انشطار التنظيم، خاصة أن الإخوان المصريين كانوا كتلة كبيرة وليسوا مجرد فرع، وبانفصالهم سوف ينهار التنظيم تمامًا».