رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«1.5 مليار دولار تكلفة استيرادها سنويا».. خبراء يوضحون أهمية المشروع القومي لإنتاج البذور محليا

المشروع القومي لإنتاج
المشروع القومي لإنتاج البذور محليا

تستورد مصر 90% من البذور، بواقع 1.5 مليار دولار سنويًا، بحسب بيانات وزارة الزراعة في العام الماضي، إذ تشكل منهم تقاوي الخيار والطماطم فقط 150 مليون دولار، و140 ألف طن تقاوي بطاطس بموجب 1.2 مليار جنيه.

وبسبب ارتفاع حجم وكلفة عمليات الاستيراد تلك، تحاول الحكومة في الوقت الحالي إيجاد طريقة تصنيع تلك التقاوي والبذور محليًا لكي تغني عن الاستيراد الدائم لها، وكان ذلك من خلال إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي المشروع القومي لإنتاج البذور والذي بدأ يؤتي أولى ثماره.

واتساقًا مع ذلك، فقد عرض وزير الزراعة السيد القيصر، عينات من إنتاج المشروع القومي للبذور بالشراكة مع الخبرة الأجنبية، خلال اجتماعه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي 18 سبتمبر الماضي في إطار جهود الدولة لدعم القطاع الزراعي ورفع الكفاءة الإنتاجية للمحاصيل الزراعية.

كما وجه الرئيس السيسي بالتوسع في تلك الجهود الحيوية وتوفير الموارد والدعم لإنتاج البذور في مصر، لما في ذلك من مردود مهم يهدف إلى الاعتماد على بذور منتجة محليًا تحمي المحاصيل من الآفات وتستنبط سلالات وأصناف زراعية عالية الجودة والإنتاج، وتقلل من تكلفة الاستيراد.​

"الدستور" استطلعت آراء عدد من خبراء وأساتذة الخضروات والفاكهة، حول أهمية ذلك البرنامج ومدى تأثيره على عمليات الاستيراد التقاوي والخضروات وإمكانية إنتاج مصر لذلك محليًا.

الدكتور هاني الدوه، أستاذ تربية الخضر في كلية الزراعة جامعة الزقازيق أوضح أن ذلك المشروع يعد نقلة هامة في الوقت الحالي بسبب احتياج مصر لإنتاج تقاوي الخضر كي تقلل فاتورة استيرادها من الخارج والتي تتعدى المليارات سنويًا.

وشرح في حديثه لـ"الدستور" أن التقاوي المستهلكة تكون هجين وتحديدًا محاصيل الطماطم والفلفل والباذنجان، مضيفًا: "يتم استيرادها من الخارج بكميات ضخمة، بالرغم من أن هناك إنتاج محلي لها ولكنها رخيصة الثمن والتي تنتج أنواع محددة منها".

ورأى أن إنتاج البذور والخضروات في مصر يحتاج إلى تطوير لأنه أصناف عادية أو هجن من مختلف المحاصيل، ولا تكون بالقدر الكافي وليست ذات التقاوي غالية الثمن مثل التي يصل سعر كيلو التقاوي منها من 15 إلى 20 ألف دولار.

ومن أهم التقاوي التي تستوردها مصر سنويًا هي البنجر، بموجب 2200 طن تقاوى بنجر، و20 ألف وحدة من تقاوى البنجر وحيدة الأجنة، وتبلغ قيمة استيراد التقاوي بشكل عام 8500 يورو، لعدم وجود اكتفاء ذاتي من البنجر.

كما يتم استيراد تقاوي للقمح بنسبة 34% من إجمالية ما يتم إنتاجه سنويًا، فهناك مليون فدان يتم زراعته بتقاوي مستوردة من أصل 3 ملايين و200 ألف فدان تزرع قمح، بينما أن 98% من بذور المحاصيل الحقلية يتم إنتاجها في مصر.

بينما رأى الدكتور محمد فتحي سالم، أستاذ الزراعة الحيوية جامعة السادات، أن البرنامج القومي لإنتاج البذور مهم للغاية لأنه يقلل من فاتورة الاستيراد بسبب اعتماده على تقاوي وبذور مقاومة للأمراض والتي يمكن استخدامها في مجالات آخرى.

ووصفه بأنه مشروع عملاق بسبب إمكانيته على توفير احتياجات مصر الزراعية من التقاوي والتي يصل حجم الاستيراد السنوي لها من 20 إلى 22 مليار جنيه.

وأكد الدكتور سالم أن البرنامج يوفر لمصر العملة الصعبة لان في الوقت الحالي ترتفع فاتورة الاستيراد السنوية من التقاوي والخضر والتي من المقرر أن تقل فور إنتاج تلك البذور محليًا والاعتماد البسيط على التصدير ومن ثم انتهاء عصره.

وعلى صعيد الخضر، تعتبر فاتورة واردات مصر منها مرتفعة أيضًا، وفقًا للهيئة العامة للاستعلامات، حيث بلغت قيمة السلع الغذائية الأساسية خلال عام 2019 227 مليار و714 مليون جنيه.

وتصدرت الخضروات الطازجة والمبردة والمحفوظة قائمة الواردات الغذائية بقيمة 60 مليار جنيه و293 مليون جنيه، وجاء في المركز الثاني حبوب الشوفان، والذرة، والدقيق، وفول الصويا بقيمة 53 مليار جنيه.