رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عماد مجاهد: أمقت الشللية وأتمسك بحبال الأمل.. وعمق الإبداع والتجديد خلاصي (حوار)

عماد مجاهد
عماد مجاهد

يَمْقت الناقد والشاعر عماد مجاهد الشللية، متمسكًا بالأمل الوحيد بالكتابة ومواصلة الإبداع في صمت، أسوة بالبنّاء العظيم نجيب محفوظ.

يقوم عماد بالكثير من النشاطات الأدبية، من خلال "منتدى ومختبر سرديات المنصورة" ومنتديات ثقافية أخرى خارج مدينة مولده، كما يكتب النص العابر للنوعية الذي كانت آخر إصدراته مجموعة قصصية بعنوان "رصاصة خرجت من جسده للبحر، "إريكسون" كتاب نقدي: يضم الدراسات التي أجراها في مختبر سرديات المنصورة والعديد من الروايات المهمة لوحيد الطويلة وسمير قسيمي وغيرهما.

«الدستور» التقت عماد مجاهد المولود في 1970 بالدقهلية، والذي لا يرى نقيصة في قبوعه بمدينة المنصورة، وإلى نص الحوار:

◘ كيف يرى عماد مجاهد أزمة النص الأدبي سواء شعريًا أو قصصيًا، خاصة في العشر سنوات الأخيرة ؟

- عمق الإبداع والتجديد هو هدفي وطموحي، لكن المشكلة أن هناك عدد هائل من النصوص الشعرية والقصصية، بل والكتب التي تصدر وكأنه لا تحمل جديدا، بل هى بلا مرجعية لا فكرية ولا ثقافية وكأنها نبت شيطاني، الكتابة هى الاختلاف عن كل ما كتب، الاختلاف والتجديد هما الأساس، الكتابة عبر النوعية أصلاً، هى كسر للقوالب المتعارف عليها، الأعمال كثيرة، لكن قليل جدًا، عندما تجد نص شعري مختلف هو تخطي للسائد وإضافة لما قبله، وكذلك النص القصصي، فرغم انفتاح الترجمة على كافة رؤى الآخر وأقصد أي كاتب حتى من لغة أخرى غير العربية، تتجلى المنافسة فيما يخص جدوى الكتابة أو فن الإبداع، نحن في منافسة شديدة مع كل الأشكال الأدبية والفنية والجمالية بما يضيف لجذر الفكر وحرية الإبداع، ما كتبه البشر في حقل الأدب، عالميًا وعربيًا ومن منظور شخصي يجب أن يضيف حتى لماهية السرد بمعناه المجرد، ندرة الاختلاف في النصوص هو ما يزعجني دائمًا.

◘ تكتب الشعر والقصة وفيما يخص النقد وآلياته المتعددة.. أين عماد مجاهد من كل هذه المسارات؟

- أنا أجد نفسى أكثر في القصة القصيرة جدًا، اختصر بها العالم واستخدم الشعر لخدمة القصة القصيرة، وكذلك النقد الأدبي أيضًا، بمناهجه النقدية وآلياته كل هذا يتسرب إلي اللاوعي، ليصب في النهاية في القصة القصيرة أو القصيدة رؤية الحداثة وما بعدها للسرد هى أن تملك مرونة الاستفادة من كل الأنواع الأدبية المختلفة لذا اخترت القصة القصيرة كأولوية، فهى توأم الشعر ، فيها دهشته ولغتة الجميلة ونيران الخرافة والأسطورة، وتناسب سرعة العصر.

◘ أين تكمن مشكلة المبدع بعيدًا عن مركزية القاهرة وآليات النشر وجدوى تسليط الضوء على كينونة المبدع، خاصة في مجال الإعلام؟

- سؤال بالغ الأهمية، المركز طبعا يتمتع بمزايا عديدة، كل وسائل الإعلام هناك، الصحف المتخصصة والفضائيات والميديا، وأي مبدع متواجد في المركز يتمتع بمميزات خارقة، للقاهرة أو المركز، كل شئ متاح كل الأبواب المهمة قريبة من الكاتب، وللمخرج الايطالي فلييني مقولة: الفن 50% فن و50 % علاقات، ربما يفتقد المبدع المتواجد في الأقاليم فرصا كثيرة وهذا ما يجعل غالبية المبدعين ينتقلون إلي القاهرة بشكل دائم، أو سفر و ذهاب وعودة ليوم أو يومين والعودة. 

◘ عن الشللية وجيتوهات الثقافة في مصر.. كيف تصف المشهد الإبداعي والجمالي في المسارات المختلفة؟

- الشللية موجودة وتؤثر، نجيب محفوظ ظل يكتب روايات لوقت طويل وتأخر كلام النقاد عن أعماله كثيرًا، وتأخر حصوله علي الجوائز، عاش يكتب في صمت ويحضر ملفات عن شخصيات أعماله، سنوات وهو علي هذا الحال إلى أن بدأ النقد يتكلم عنه، بل إن صديقه الروائي عادل كامل الذي كتب رواية فذة، عن "إخناتون" ترك الكتابة تماما، بسبب عدم فوزة بجائزة و هذا مثال حي حتى عن جدوى الكتابة بالنسبة لمفاهيم البعض.

◘ لكنك تمارس النقد بآليات جذرية وجمالية.. كيف تصف المشهد للمتلقي خارطة النقد المصري إعلاميًا وتنظيريًا في السنوات العشر الأخيرة؟ 

- النص الأدبي أولاً، ثم المنهج النقدي، عندما يظهر نص أدبي عبقري هو مدرسة في الكتابة الجديدة، لا تستطيع المناهج النقدية التقليدية تفسير أسباب جماله وهذا لتعدد آلييات تأويله، كل نص جديد متفرد يخلق أو يصنع من خلاله الناقد ابتكار منهج نقدي جديد، ليواكب، النص الأدبي الفذ، فهو (مدرسة كتابة جديدة) وهذا هو الحادث في الغرب، وهكذا يتم انتاج المناهج النقدية الغربية، الخطأ عندنا عربيًا وفي مصر، أننا نجعل المنهج النقدي الغربي سابق علي النص، ونتعسف في تطبيقه علي النص الأدبي.

◘ عن الأجيال الأدبية المختلفة في صنوف الإبداع بالمنصورة.. كيف تقيم الحالة الإبداعية في الدقهلية؟ 

- إبداع قوي ومتميز، وثقافة مستمرة، والجيل الأول منه رضا البهات علامة فارقة في الإبداع، وفؤاد حجازي، وجيل الوسط فيه شعراء متميزون في العامية المصرية وقصيدة النثر وقصة ورواية، وجيلي أيضًا، فيه الكثيرون وإذا أردنا بلورة او وصف للمشهد الإبداعي في الدقهلية، فسيحتاج منا ملف ضخم وكبير، لكي نتحدث بدقة.

◘ أخيرًا.. كيف تري مفهوم السلوي والخلاص فيما يخص المبدع.. وهل ينتهي دور الكاتب مع الانتهاء من نصه؟ 

- لا ينتهي دور الكاتب، بل يبدأ ويتمني أن يحظي نصه أو كتابه بكتابات صحفية تنشر في الصحف، ودراسات نقدية أيضًا، و يحلم الكاتب بالجوائز، أمنيات جميلة يسعي البعض لتحقيقها.