رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشاركة في إعادة الإعمار وتنفيذ التحول الرقمي

مصر تصدر ثورتها الرقمية إلى ليبيا.. تعاون فى مجالات الاتصالات والبريد

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

يتطلب برنامج التحول الرقمي كلا من الاستثمارات في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاستثمارات التكميلية في اللوائح التنظيمية، والمؤسسات الخاضعة للمساءلة، وهذا ما اتفق على تنفيذه الجانبان المصري والليبي خلال جلسات المباحثات المشتركة في الثلث الأخير من يونيو الماضي، والتي كانت شاهدًا على لقاء وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت ووفد رفيع المستوى بقطاع الاتصالات الليبى-وهم ممثلي"القابضة للاتصالات الليبية"- لتفعيل أوجه التعاون المشترك بين مصر وليبيا فى ضوء مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، خلال زيارة رئيس الوزراء إلي "طرابلس" في أبريل من العام الجاري.

تعد "القابضة للاتصالات الليبية" المسؤولة عن الإشراف على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الليبى، وأيضًا؛ كانت طرفًا في توقيع مذكرتين تفاهم مع الجانب المصري بهدف التعاون فى إعادة بناء البنية التحتية المعلوماتية فى ليبيا والاستفادة من المنظومة المصرية للكوابل الدولية، بالإضافة الى توقيع مذكرة تفاهم لبناء القدرات واعداد الكوادرالتقنية من الشباب الليبى.

وأيضًا؛ التعاون فى مجالات البنية التحتية الرقمية، والتحول الرقمي، والخدمات البريدية، وصقل المهارات الرقمية للشباب فى مختلف علوم الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات، والبنية التشريعية والتنظيمية لقطاع الاتصالات، وتأهيل الكوادر الليبية فى مجال الأمن السيبرانى والتصدى للهجمات السيبرانية.

ويتم ذلك عبرمعهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، وذلك وفقًَا لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية.

أسباب التعاون المصري الليبي؟ 

خدمات التعهيد في مصر:

نجحت مصر في تحقيق طفرة غير مسبوقة في تقديم خدمات التعهيد لأسباب عدة من بينها القدرات اللغوية المتميزة للمحترفين العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وارتفاع نسبة الشريحة العمرية من سكانها القادرين على العمل، والاستثمارات الضخمة التي نجحت في اجتذابها لقطاع تكنولوجيا المعلومات.

احتلت المركز الخامس عشر على مستوى العالم وذلك وفقًا لمؤشر Global Services Location Indexلعام 2021 الخاص بمؤسسة A. T. KearneyK ، وبذلك تتقدم مصر على منافسيها في المنطقة بما فيهم المغرب التي احتلت المركز السابع والعشرين.

شكل مؤشر تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود 2021، وفقًا لتقرير صادر عن شركة الاستشارات الإدارية العالمية كيرني-بحسب الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.

كما احتلت مصر المركز السادس على مستوى العالم في تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات في "المؤشر العالمي لأفضل الدول الواعدة في مجال خدمات التعهيد" الصادر من مؤسسة "إيه تي كيرني" الاستشارية العالمية، والذي جاء تحت عنوان "تغير جغرافية خدمات التعهيد".

ويؤكد كل ما سبق ترجيح كفة مصر للمساهمة في تنفيذ برنامج التحول الرقمي الليبي، نظرًا للطفرة التكنولوجية التي شهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مؤخرًا- بحسب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية. 

عودة التعاون التاريخي الوثيق:

انطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية في تنفيذ أجندة العمل المشترك مع ليبيا في مجالات الربط البيني والدولى للاتصالات، ورفع السعات الدولية فى منظومة الألياف البصرية، ونقل التجربة المصرية الناجحة في منظومة التحول الرقمي والتدريب التقنى وبناء القدرات البشرية.

ويؤكد الدكتورعمروطلعت وزيرالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر وليبيا بينهما تعاون تاريخي وثيق، إذ تمثل ليبيا امتداد طبيعي لمصر، ويرى أن ليبيا تحتاج إلى جهود كبيرة في عملية إعادة الإعمار.

المخاطر والتحديات الليبية:

إن المخاطر التي تواجه الآفاق الاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا متنامية وتشمل مخاطر تصاعدية تتمثل في ارتفاع الإنفاق على إعادة الإعمار في البلدان التي مزقتها الحروب، مثل العراق وليبيا واليمن  وسوريا، بالإضافة  مطالبة بزيادة الاستثمار في البنية التحتيةالمادية والناعمة، مثل الإنترنت والهواتف المحمولة، التي يمكن أن تعزز آفاق انتعاش اقتصادي له مقوماتالاستدامة ونمو يشمل الجميع في المنطقة.                

وقد يؤدي ذلك إلى إطلاق العنان لإمكانات زيادة النمو وخلق فرص العمل المطلوبةبشدة بين الشباب في المنطقة.

بحسب تقرير المرصد الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتاجا بمشاركة كبير الخبراء الاقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي عام 2018- بحسب تقرير البنك الدولي 2018-.

تنسيق مصر ليبي في ملف التحول الرقمي:

يقول الدكتور عمرو طلعت أن التنسيق الكامل بين الجانبان قائم بشأن مشاركة مصر في عملية تحديث وتطوير وبناء البنية التحتية الرقمية لليبيا، وتقديم الخبرات المصرية في عدد من الملفات، منها "التحول الرقمى" و"الخدمات البريدية" و"بناء القدرات البشرية" و"ريادة الأعمال" و"توطين التكنولوجيا".

وأوضح الوزير أن السوق الليبي واعدة وتخلق فرص بديلة أمام الشركات المصرية وتفتح مجالات جديدة لتقديم الحلول والتطبيقات الذكية مثل الذكاء الاصطناعي والتحكم وإدارة المدن الذكية ونقل النوهاو للبرمجيات مفتوحة المصدر وخلق فرص عمل كبيرة أمام العمالة المصرية في جميع المجالات.

وذكر الوزير أن أبرز الملفات أيضا التدريب وبناء قدرات الشباب الليبى فى كافة علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإنشاء كوادر بشرية مهنية تستطيع بناء منظومة التحول الرقمي في ليبيا موضحا أن جزءًا من المشروع نقل وتبادل الخبرات فى مجالات بناء القرى التكنولوجية.

الاتفاقيات ومذكرات التفاهم 

تعمق وزارة الاتصالات والشركة المصرية للاتصالات بمصرالتعاون المشترك مع إدارة الشركة الليبية للبريد والقابضة للاتصالات الليبية المسؤولة عن الاشراف على القطاع، من خلال تحالف مشترك مع شركتي هاتف ليبيا والاتصالات الدولية الليبية.

 ويتبلور هذا التعاون في شكل تبادل الخبرات في مجال التدريب وتقديم الإستارات الفنية والدعم الإدارى ودعم تقديم الخدمات الدولية، مع بدء إنشاء مركز بيانات وطنى فى ليبيا بدعم من مصر.

تأسيس شركة مصرية ليبية مشتركة 

وتهدف الإتفاقيات الأربعة إلي تأسيس شركة مصرية ليبية مشتركة معنية بوضع مبادرات التحول الرقمى فى البلدين، تقوم بتغطية التعاون وإنشاء مراكز البيانات العملاقة والربط البينى بين الشبكة الدولية المصرية للكوابل والشبكة الليبية.

وهذا بهدف توصيل الإنترنت فائق السرعة، وزيادة السعات الدولية إلي جميع ليبيا، وتنفيذ مشروعات مشتركة فى مجال تصنيع كابلات الألياف الضوئية وتصديرها إلي ليبيا.

مليار دولار عوائد أولية للتعاون المصري الليبي 

أسندت مهمة تفعيل أوجه التعاون المصري الليبي المشترك إلى الشركات المصرية، وأكد الدكتور حمدي الليثي نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات باتحاد الصناعات المصرية جاهزيتها لتنفيذ المهمة، وتحقيق عوائد اولية تصل إلي مليار دولار.

تساهم خطة إعادة إعمار ليبيا في فتح السوق الليبي أمام العمالة المصرية؛ هذا ما أكده "الليثي" قائلًا:" يحتاج السوق الليبي إلي قرابة المليون عاملًا سنويًا لمدة-في فترة إعادة الأعمار-خلال السنوات الأربعة المقبلة"، مؤكدًا علي دعم القيادة السياسية لفتح أسواق جديدة أمام العمالة المصرية.

مصر أصبحت دولة محورية في أعمال التنمية في الدول العربية، هكذا قال "الليثي" مشيرًا إلى قيام الشركات المصرية بتقديم خبراتها للأسواق في 4 دول هي ليبيا والسودان والعراق وفلسطين، منذ قيام الثورة الرقمية في مصر.