رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزها مواجهة الإرهاب.. مواقف مشتركة تجمع مصر مع دول «فيشجراد»

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

تعد مصر أول دولة في الشرق الأوسط تُدعَى لحضور قمة دول تجمع «فيشجراد»، حيث يضم التجمع كلًا من؛ المجر، التشيك، سلوفاكيا، وبولندا، ويعكس التكتل السياسي والاجتماعي والثقافي لدول أوروبا الوسطى، إحدى القوى المؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي، بعد مجموعة العشرين، والدول الأربع فى قمة «فيشجراد» هى بلدان مؤيدة للطاقة النووية السلمية، وتسعى إلى توسيع أو العثور على صناعة للطاقة النووية.

ونجحت مصر في استخلاص مواقف دولية من قِبَل دول المجموعة مؤيدة للنهج المصري فى السياسة الداخلية، خاصة سلوكها إزاء مكافحة العنف والتطرف والإرهاب.

ووثقَّت مصر علاقاتها مع المعسكر الشرقي، وتبنت سياسات اشتراكية بعد ثورة ١٩٥٢، وأدى ذلك إلى تنامي العلاقات المصرية المجرية بشكلٍ كبير، فضلاً عن زيادة حجم التبادل التجاري، حيث استوردت مصر من المجر الميكنة الحديثة والميكنة الزراعية. 

وتوافد الطلاب المصريون على الجامعات المجرية لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة والطب والزراعة، فقد تخرج من الجامعات المجرية نحو ٦٠٠ طالب، منهم عدد من كبار الأساتذة الجامعيين المصريين الذين تقلدوا مناصب رفيعة في المجر وقامت الدولة المجرية بتكريمهم بأرفع الأوسمة.

إنشاء جمعية صداقة برلمانية

في يوليو عام ٢٠١٠، أُنشأت أول جمعية صداقة برلمانية مصرية مجرية بالبرلمان المجري، وبدأ تسيير 7 رحلات إلى «مصر للطيران» أسبوعيًا اعتبارًا من أول يوليو ٢٠١٠، ووصل عدد السائحين المجريين إلى مصر أكثر من 65 ألف سائح سنويًا.

وتؤمن المجر - العضو في الاتحاد الأوروبي- أن استقرار مصر هو أفضل ضمان لاستقرار الشرق الأوسط - منطقة الجوار المباشر لأوروبا - وأعلنت دعمها الكامل لحصول مصر على مقعد في مجلس الأمن الدولي، كما أيدت القاهرة ترشح المجر لعضوية مجلس حقوق الإنسان بجنيف عامي ٢٠١٦ - ٢٠١٧.

تعاون وثيق بين الدولتين 

وترتبط مصر والمجر، بعلاقات تعاون متميزة على مختلف المستويات، فيما كانت المجر من أوائل الدول التى أيدت ثورة الـ 30 من يونيو، وما طرحه الشعب المصري من مطالب آنذاك. 

وفي 13 يونيو عام 2014، هنأ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بفوزه في الانتخابات الرئاسية، مؤكدًا أن المجر تعتبر مصر شريكًا استراتيجيًا في إطار سياسة المجر الخاصة بالانفتاح نحو الشرق.

 ووجه أوربان، دعوة رسمية إلى الرئيس السيسي، لزيارة المجر، قال فيها: «نأمل في أن تستمر العلاقات الممتازة بين البلدين وأن تتطور بشكل كبير في المستقبل، ولذا أدعو سيادتكم الي زيارة رسمية لبودابست».

الحرب على الإرهاب

كانت المجر من أولى الدول الداعمة لمصر فى الحرب ضد الإرهاب، ونظرت بودابست إلى الحرب التى يخوضها الجيش والشرطة فى مختلف أنحاء مصر على أنها دفاع أيضاً عن أمن المجر لأن خطر الإرهاب يهدد الجميع. 

وتؤمن المجر بأن استقرار مصر هو أفضل ضمان لاستقرار الشرق الأوسط، منطقة الجوار المباشر لأوروبا، وأعلنت دعمها الكامل لحصول مصر على مقعد فى مجلس الامن الدولى، وفى المقابل أيدت القاهرة ترشح المجر لعضوية مجلس حقوق الإنسان بجنيف لعامى 2016- 2017.

وتعكس المواقف المجرية فى المحافل الإقليمية والدولية، تفهمًا كبيرًا لتطورات الأوضاع فى مصر والتحديات التى تواجهها، وشهدت العلاقات السياسية بين البلدين، طفرة كبيرة خلال السنوات الماضية، وذلك فى ضوء الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات التى تمثلت أبرزها في زيارتي الرئيس عبدالفتاح السيسي، للمجر في عامي 2015، 2017، وزيارة رئيس المجر يانوش أدير، لمصر فى نوفمبر 2019، وزيارة رئيس وزراء المجر لمصر في 2016، وزيارة وزير الخارجية المصري للمجر في 2016، وذلك إلى جانب اللقاءات الأخرى التي جمعت بين مسئولي البلدين فى المحافل المختلفة، والتي أسهمت جميعها في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

تأييد رؤية مصر

تتبنى المجر منذ انضمامها للاتحاد الأوروبي، نفس مواقف الاتحاد، خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إلا أنها تحرص بشكل عام على اتخاذ مواقف متوازنة وتأييد رؤية مصر إزاء قضايا السلام فى الشرق الأوسط، وخطورة سياسة الاستيطان الإسرائيلية وضرورة وقفها فورًا وفقًا لاتفاق أنابوليس، كما تدعو لوجود مراقبين دوليين لمراقبة وقف الاستيطان على أرض الواقع.

وتعكس تصريحات كبار القادة والمسئولين فى المجر، تقديرهم البالغ لدور مصر فى تحقيق السلام والاستقرار فى منطقتها، ودورها كقوة اعتدال رائدة فى محيطها العربي والإسلامي والإفريقي والمتوسطي، فضلاً عن دورها النشط على الساحة الدولية.

وأشاد المسئولون المجريون، بدور مصر المتميز فى إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط، حيث حرصت مصر والمجر على استمرار التشاور بينهما، الأمر الذي دفعهما لإنشاء آلية دورية للمشاورات السياسية والاستراتيجية بين وزارتي الخارجية في البلدين، وهي المشاورات التي تجري على مستوى مساعدي الوزير، كما يلاحظ أن المجر تؤيد المرشحين المصريين فى المحافل الدولية بشكل عام.

التوافق على أهمية الحلول السلمية لأزمات المنطقة

في يونيوعام 2015، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، المجر، والتقى نظيره المجري فيكتور أوربان، حيث تبادل الجانبان، الرؤى بشأن العلاقات المصرية المجرية والموضوعات الدولية ذات الإهتمام المشترك، ومنحت الجامعة الوطنية للخدمة العامة، بالمجر، الدكتوراة الفخرية للرئيس عبدالفتاح السيسي.

وفي 2017، توجه الرئيس السيسي، إلى المجر، لحضور قمة تجمع دول «الفيشجراد»، الذي يعد بمثابة تحالف سياسي وثقافي يجمع الدول الأربع «المجر، بولندا، التشيك، وسلوفاكيا»، استقبله خلالها يانوش أدار رئيس المجر.

وبحث الجانبان، آنذاك، أهم القضايا التي يشهدها الشرق الأوسط وخاصة الأزمات التي تعاني منها بعض الدول العربية، وتداعياتها على أمن منطقة المتوسط، حيث اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها، بما يساهم في تلبية طموح شعوب تلك الدول في التمتع بحياة آمنة ومستقرة.

واتفقا كذلك على ضرورة مكافحة الهجرة غير المشروعة من خلال منظور شامل، والعمل على القضاء على الأسباب الرئيسية التي تشجع علي تلك الظاهرة.

وفي نوفمبر 2019، أجرى رئيس المجر يانوش أدير، زيارة إلى مصر، استقبله خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحثا الجانبان سبل دعم العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتباحث الرئيسان حول آفاق تعظيم التعاون بين البلدين في مجال تكنولوجيا تحلية المياه وتعظيم الاستفادة من مواردها، وكذلك التعاون في مجال الزراعة والري، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة بمختلف أنواعها، وذلك في ضوء حرص البلدين على تنويع وتأمين مصادرهما من الطاقة. 

كما شهدت المباحثات استعراض عدد من الملفات الإقليمية، حيث أكد الرئيسان أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى حلول سلمية لمختلف الأزمات بالمنطقة بما يحفظ كيان الدولة الوطنية بالمقام الأول.