رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. افتتاح معرض «مرافئ» للفنانة التشكيلية رندة فخرى

معرض مرافئ
معرض مرافئ

تحتضن قاعة النيل للفنون بالزمالك، في السادسة من مساء اليوم الثلاثاء، المعرض الفردي الخاص، للفنانة التشكيلية، رندة فخري، والذي يقام تحت عنوان "مرافئ".


وكانت رندة فخري قد نالت الجائزة التشجيعية من المعرض المقام على هامش مؤتمر "الإبداع والتجديد فى الإدارة العربية" جامعة الدول العربية 2000، والجائزة الثانية فى معرض الطلائع الرابع والأربعين جمعية محبى الفنون الجميلة 2004، شاركت في العديد من المعارض الجماعية المحلية، بالإضافة إلى عدة معارض خاصة بها.

 

وعن معرض "مرافئ"، قالت الناقدة التشكيلية دكتورة هبة الهواري: في هذا المعرض الذي منحته الفنانة رندة فخري عنواناً جاذباً مثيراً للشجن و التساؤل وهو "مرافئ"، نلتقي بعالم جديد تخلقه رندة فخري عن طريق صوغ كائناتها في تركيبات فريدة وسياقات بالغة الطزاجة، حيث البناء محكمٌ متماسكٌ، والقدرات الفائقة على التشكيل، فتيات حزينات يرفلن في الشجن، الأقنعة والعذابات والأغطية للرأس والقفازات، الفتاة ذراعاها منعقدتان في مواجهة العالم، تلك الأقبية الصارمة والعتبات التي يتدفق عندها الوجود الصحو، الهياكل المعمارية التي تؤطر الزخارف الهندسية بين شجو وحنين وصرامة، العيون التي تغرق في الغموض، المعاني البعيدة المفعمة بالألم والأمل، لقاءات الأضداد الهادرة في مرافئ الشجن، صراعات  بناءة، ذلك  الصمت العامر بين الكائنات، المشحون بالطاقات، السكون الممتلئ بالخلق.

 

وتستطرد "الهواري": تمتلك رندة فخري ما أطلق عليه جاستون باشلار : (سعة التركيب) حيث تمتلك الذات المبدعة الغنائية أن تقفز قفزات فارقة، أن تحلق حيث تستطيع أن ترى الكون وتستحضر وحدة الوجود، حيث تضم كل تلك الكائنات بشكل متناسق متناغم على الرغم من أنها أتت بها من مصادر بالغة التعقيد والاختلاف  ربما التنافر أيضاً.

 

وتابعت: تلك الذات لها سعة التركيب، فتجد الروح وجودها التركيبي، حيث تتجلي إمكانات التشكل بلا حدود. فالقلب ينغمر في افتتان منتشٍ وكأن العالم كله قد اختفى فجأة ثم خلق من جديد، قوة الكلمة المبدعة، وذلك الاتساع الحميم حيث يمتد الكون بلا حدود في خيال رندة فخري. حين تبدأ في إبداع المكان الذي يحيطنا بحضورات لا حصر لها، ثم تشرع في تكوين و بناء العلاقات التي تحكم تلك الكائنات.

 

ــ رندة فخري  ترسم على عتبة الوجود
تتجسد في لوحات رندة فخري تلك البنية الغرائبية التي تمتزج فيها الكائنات ويسود سلامٌ عجيب، منبته أمان قديمٌ كان يسكن العالم قبل أن تلوثه الجراح، تلك الحالة الوسيطة الموجودة في منطقة الما بين أي ما بين الواقع و الخيال في لوحاتها، الحضور للجسد الإنساني والغياب لتلك القوى المهيمنة التي تصنع كل تلك المفارقات التي تصورها رندة فخري، الأصل الذي ترتشفه من دراساتها المتعمقة للطبيعة والحيوانات والنباتات ودروس التشريح الرصينة والصورة التي تصنعها في خيالها و تبنيها في تراكيبها الفذة و ثنائياتها المدهشة، ذلك الفتى  والشبح، النور والظل، ذلك المكان الغامض الذي تلاشت معالمه وذابت في تلك الأوراق المزركشة (الديكوباچ) التي مزجتها رندة مع المسطح التصويري والتوال عن طريق معالجات تحضيرية سابقة  الزمان المعلقُ في البين بين، تلك المنطقة الحدودية الغائمة بين عالمين.

 

والفنانة رندة فخري قادرة على أن تجعل شخوصها حرة طليقة مهومة في حالة طيفية أو شبحية، غريبة في سياق مألوف تبدو كصور خاصة تتحدى الافتراضات المتعلقة في أذهاننا بالحدود و كذلك الهويات المتعددة.التي تعارفنا عليها، وتنفذ ذاتها المبدعة إلى العناصر وتنسج منها علاقات جديدة تخضع لنواميس ملكوتها الفريد، فتخلق رندة المفارقة التي تفجر الطاقات التعبيرية للوحة لديها فهي تبني عالماً درامياً، يرتكز أساساً على تحقيق العلاقة الذهنية بين تلك المخلوقات، وتصدر تلك المفارقة أساساً عن ذهن متوقد ووعي شديد للذات بما حولها، ويتولد الشجن.