رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى مديح شعراء السبعينيات (1): أصوات شعرية فى قلب العاصفة

فى ضوء سياسات تمكين الشباب، وظهور أجيال أحدث على ساحة العمل العام فى مصر، تبدو الحاجة مهمة للتأريخ للأجيال الأقدم فى مجالات الإبداع المختلفة، فى هذا الإطار تنشر الدستور ثلاث حلقات للناقد الزميل عيد عبدالحليم، يؤرخ فيها لمبدعى جيل السبعينيات فى مجالات الإبداع المختلفة سواء الشعر، أو الرواية، أو السينما، وهى محاولة جادة لرسم الملامح الإبداعية لهذا الجيل، والتأريخ لأهم إنتاجاته وملامحه والعلاقات بين أبنائه، وستتبع هذه الدراسة دراسات أخرى تُلقى فيها الدستور الضوء على عطاء أجيال الثمانينيات والتسعينيات فى الإبداع المصرى.

مصطلح «الجيل» مصطلح عربى فى الأساس، ولعل الفيلسوف الفرنسى «أوجست كانط» أول من طرح فكرة المجايلة، عند حديثه عن مسألة تحديد قوانين تطور المجتمع، حيث أكد أن تجدد الأجيال يؤثر فى تطور الفكر الإنسانى، فتقدم الإنسانية مرتبط بالتعاقب التدريجى والمستمر، وبتأثير كل جيل فى الجيل التالى له. 

واعتمد «كانط» فى مقاربته لفكرة الأجيال ودورها فى التطور الاجتماعى على الأسس التى وضعها لفلسفة التاريخ ونظرية العلوم، فهو يرى أن تاريخ المجتمعات يقوم على قوانين مرتبطة أساسًا بالطبيعة البشرية وشروط تطورها.

ويرى «مونتيرى» أن الجيل الاجتماعى يعمل على تطور الجماعة نظرًا لما يربط بينهما من أحاسيس ومعتقدات.

وقد ظهرت فكرة المجايلة فى الثقافتين المصرية والعربية منذ منتصف القرن العشرين، مع ظهور حركات التجديد الثقافى والفكرى والإبداعى، خاصة حركة شعر التفعيلة أو الشعر الحر، على يد نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب فى العراق، وصلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطى حجازى فى مصر، وبالتوازى مع هذه الحركة ظهرت «جماعة شعر» اللبنانية، بشعرائها أنسى الحاج ومحمد الماغوط وأدونيس وشوقى أبى شقرا، التى دعت إلى كتابة قصيدة النثر، معتمدين فى ذلك على خلفية نقدية مأخوذة من كتاب «قصيدة النثر» للباحثة الفرنسية «سوزان برنار».

كما ظهرت حالة من التجديد المسرحى المعتمد على فكرة تأكيد الهوية المصرية والعربية، فظهرت عدة اتجاهات مسرحية، منها المسرح الواقعى، المتأثر بالأفكار الاشتراكية والماركسية، تجلى ذلك فى أعمال نعمان عاشور وميخائيل رومان، والمسرح الشعبى، كما فى تجربة محمود دياب وسعدالدين وهبة، والمسرح الذى عمل على استلام التراث العربى، لنقد الواقع الاجتماعى والسياسى المعاصر كما فى أعمال «ألفريد فرج»، وكذلك المسرح الشعرى عند صلاح عبدالصبور وعبدالرحمن الشرقاوى.

وفى الرواية والقصة حدثت نقلة نوعية على يد يوسف إدريس بداية من مجموعته القصصية «أرخص ليالى»، حيث التعبير عن الهامش الاجتماعى، وجعله فى متن السرد، وتبلورت الفكرة أكثر عند جيل الستينيات فى الرواية أمثال جمال الغيطانى ويوسف القعيد ومحمد البساطى وإبراهيم أصلان ويحيى الطاهر عبدالله ومحمد إبراهيم مبروك.

إن فكرة الجيل هنا تعنى «التحول الثقافى» النوعى على مستوى الأفكار وعلى المستوى الفعل الإبداعى، وعلى مستوى تطور الشخصية، فجيل الأربعينيات مثلًا كان له دور فى الحياة الثقافية والسياسية المصرية، فهذا الجيل عاش تحولات الحياة المصرية سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، وكان له دور مهم فى نقل الفكر الاشتراكى العلمى إلى مصر، ونقل الفكر الغربى بشكل عام، وكان له دور فى نقل الأفكار السريالية فى الأدب والفن إلى مصر، وروّج للأفكار الليبرالية والعلمانية.

من أهم المؤثرات فى أفكار هذا الجيل هزيمة يونيو ١٩٦٧، فقد كانت هزيمة ٦٧ هى الحدث الأعظم الذى بدأ وعى أبناء هذا الجيل ينفتح عليه، وفيه أقوى قوة ضاربة فى الشرق الأوسط تهزم هزيمة ساحقة فى ستة أيام أو ست ساعات.

عبدالناصر يعلن مسئوليته عن الهزيمة وتنحيه عن السلطة، والجماهير تخرج فى مظاهرات عارمة- الكثير منها عضوى والقليل نظمه الاتحاد الاشتراكى- وهتفت ببقاء عبدالناصر.

وكان معظم أبناء هذا الجيل أعضاء فى منظمة الشباب الاشتراكى، وكانت المنظمة قد أعدت معسكرًا للتدريب على السلاح منذ منتصف مايو ١٩٦٧، حينما كان عبدالناصر فى الراديو والتليفزيون يطالب بسحب القوات الدولية من شرم الشيخ ويغلق مضايق تيران وصنافير وبدأ الشباب يتلقون المحاضرات التثقيفية والاشتراكية من معلمى معهد الدراسات الاشتراكية، فى انتظار الحرب القادمة، لكن الجميع صحا فى صباح ٥ يونيو على الهزيمة القاسية.

وفى السنوات الأخيرة من الستينيات دخل معظم أبناء هذا الجيل الجامعة، وكانت ١٩٦٨ ما زالت ترن فى الأجواء الجامعية، وكان بعض أبناء هذا الجيل قد عاصر أصداءها الأخيرة مثل حسن طلب ومحمد سليمان وأحمد طه وإبراهيم عبدالمجيد.

كانت الجامعة نموذجًا للثورة والتمرد، وكان ما زال بها بعض قادة وكوادر حركة ٦٨ مثل أحمد عبدالله رزة وزين العابدين فؤاد، وكانت حرب الاستنزاف تعطى بعض الأمل بأن هناك خطة وإرادة حقيقية لإزالة آثار العدوان.

ثم كانت الانتفاضة الطلابية فى يناير ١٩٧٢، حيث كانت الحركة السياسية النامية فى ذلك الوقت قد بدأت تترسخ أقدامها، فكان الطلاب يصدرون العديد من مجلات الحائط، كما يشكلون جماعات وأسرًا طلابية متعددة، ويعقدون الكثير من المؤتمرات والندوات. 

وكان أثر مجلات الحائط ملحوظًا على وجه الخصوص، وبرغم أن هذه المجلات كانت تغطى قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية متنوعة، فإن تركيزها الأساسى كان على مطلبين أساسيين هما تحرير الأراضى المحتلة، والديمقراطية. 

وشارك الطلاب على مختلف اتجاهاتهم السياسية فى إصدار هذه المجلات، وبدأت الانتفاضة فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، حيث توجد الكتلة الأساسية النشطة من جماعة أنصار الثورة الفلسطينية، حيث تصدر مجلات الحائط بكثافة كبيرة، وقد اندلعت الانتفاضة فى يناير ١٩٧٢، إثر خطاب الرئيس أنور السادات فى ١٣ يناير، الذى برر فيه عجزه عن الوفاء بوعده لجعل عام ١٩٧١ «عام الحسم» بسبب اندلاع الحرب الهندية- الباكستانية، وادعى أن العالم لم يكن فيه متسع لاندلاع حربين كبيرتين فى آن واحد، وأن الحليف السوفيتى لمصر تشغله الحرب الهندية- الباكستانية إلى الحد الذى لا يستطيع فيه تقديم مساعدة كافية «وقد أدى إغلاق الجامعة بسبب المظاهرات واعتقال مئات الطلاب بعد اقتحام الأمن المركزى الحرم الجامعى لأول مرة، خرج من تم اعتقالهم وقد تغيّرت نظرتهم للحياة بشكل عام»، يقول الشاعر حلمى سالم عن تلك الفترة التى عاصرها وشارك فيها».

يعد جيل السبعينيات فى الشعر المصرى من أكثر الأجيال مشاكسة وإثارة للجدل، وقد يكون للفترة الزمنية التى بدأ فيها هذا الجيل فى الظهور أثر كبير فى تشكيل رؤية للنص الشعرى، وهى رؤية قائمة على المجاوزة والتشظى وتفجير اللغة، والخروج عن الأطر والقواعد الشكلية التى سيطرت على الخطاب الشعرى على امتداد عصره.

لقد بزغت التجربة- إذن- من رماد الانكسار بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧، وبعد تحول الحياة الاجتماعية إلى عصر الانفتاح بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣، فعلى حد تعبير د. على البطل «فلقد فتح هذا الجيل عينيه على أصداء ضجة المشروع القومى العظيم فى خمسينيات وستينيات القرن العشرين وعلى واقع الضجة النقيض/ نكسة ١٩٦٧، وبعد حرب ١٩٧٣، عرفت مشاعرهم أكبر خيبة أمل بعد طول انتظار، لقد توقعوا استئناف المشروع القومى والوطنى، ولكن ما حدث هو العكس تمامًا».

أما بالنسبة للخطاب الشعرى لهذا الجيل فنجده مرتبطًا بالمتغيرات الواقعية، وهذا يتضح من عناوين الدواوين الأولى لشعراء هذا الجيل ومنها «الغربة والانتظار» وهو ديوان مشترك للشاعرين حلمى سالم ورفعت سلام، وديوان د. حسن طلب «وشم على نهدى فتاة»؛ وما تلا ذلك من دواوين مثل «حبيبتى مزروعة فى دماء الأرض» لحلمى سالم؛ وديوان «لا نيل إلا النيل» لحسن طلب الذى كتبه أثناء فترة السبعينيات من القرن الماضى.

ومن خلال تتبعنا المسارات الأولى لتجربة السبعينيين الشعرية، سنجد أنهم انشغلوا بالأبعاد النفسية وببلورة الواقع الأليم الذى غمرهم فى ذلك العقد المتشابك وامتد ألمهم هذا إلى فترتى الثمانينيات والتسعينيات.

وربما هذا ما حدا بباحث شاب هو أحمد الصغير لأن يقول فى دراسته عن الخطاب الشعرى فى السبعينيات: 

«إن شعراء السبعينيات قد نقلوا الخطاب الشعرى من الانفتاح على العالم الخارجى إلى الانزواء فى العالم الداخلى (عالم الشعراء بخاصة)، وقد ظهر ذلك من خلال إنتاجهم المطروح».

ومن هنا نجد أن كثيرًا من شعراء هذا الجيل انشغلوا بالذات وعلاقتها المتشظية، وربما الضدية مع معطيات الواقع كما فى بعض قصائد رفعت سلام.

وبالمثل نجد هذا الخطاب المتأسى المنكفئ على الذات الملتاعة والحزينة عند حسن طلب، أما الشاعر الراحل سالم- وهو أكثر أبناء جيله إنتاجًا «٢٣ ديوانًا» وربما هو أكثر الشعراء المصريين فى العصر الحديث إنتاجًا- فقد ربط مأساة الذات بأبعادها الاجتماعية والسياسية، فقد كانت كل التجارب بالنسبة له متاحة للكتابة، كان يرى أن الذات من الممكن أن تطرح قضيتها وتحولاتها فى إطار أكبر منها، وقد اتسع مفهوم الشعرية عنده فى السنوات الأخيرة قبل وفاته فى يوليو ٢٠١٢، ليكتب ما يمكن أن يسمى «النص المفتوح على العالم والواقع برحابة»، خاصة فى ديوانه «الشاعر والشيخ» الذى رد فيه على من قاموا بمصادرته وحاولوا تكفيره بعد نشره قصيدة «شرفة ليلى مراد»، وطالبوا بسحب «جائزة الدولة للتفوق» منه التى حصل عليها عام ٢٠٠٥.

أما الشاعر عبدالمنعم رمضان، وهو من مواليد القاهرة فى فبراير ١٩٥١، فيتجه بداية من ديوانه الأول «الحلم ظل الوقت ظل المسافة» «١٩٨٠» مرورًا بدواوينه التى أصدرها بعد ذلك ومنها «قبل الماء فوق الحافة» و«الغبار أو إقامة الشاعر على الأرض» و«لماذا أيها الماضى تنام فى حديقتى؟» و«بعيدًا عن الكائنات» وغيرها- إلى لغة تزاوج بين التراث والواقع يكتنفها حس صوفى عميق، وكذلك نجد هذا الحس فى تجربة الشاعر محمد سليمان خاصة فى دواوينه «سليمان الملك» و«أعشاب صالحة للمضغ» و«كالرسل أتوا» وغيرها.

أما الشاعر محمد فريد أبوسعدة فينحاز بشكل أكبر إلى التراث الصوفى وهذا ما نجده فى دواوينه «الغزالة تقفز فى النار» و«وردة للطواسين» و«معلق بشص» و«طائر الكحول» و«مكاشفتى لشيخ الوقت» وغيرها.

كانت الفترة من ١٩٧٣ إلى ١٩٧٧ من أهم مراحل شعراء جيل السبعينيات فى مصر، لأن تلك الفترة شهدت تغيرات فى الحياة المصرية وتقلبات فى مختلف الميادين، كما شهدت التغيرات الكبيرة فى حياة وشعر هذا الجيل نفسه، ورؤاه الفكرية والشعرية.

فى بداية السبعينيات كان معظم أبناء هذا الجيل يدرسون فى الجامعة، وفيها تعلموا الاعتماد على الجهود الذاتية خاصة فى إصدار الدواوين- على طريقة الماستر- نظرًا لتضييق الخناق على المبدعين فى تلك الفترة، فظهر بعض الدواوين كان فى مقدمته ديوان «وش مصر» لزين العابدين فؤاد، ومن بعده جاء ديوان «الغربة والانتظار» وهو ديوان مشترك للشاعرين حلمى سالم ورفعت سلام، وفى عام ١٩٧٤ خرج الشاعر حسن طلب من الجيش بعد فترة تجنيد استمرت سبع سنوات، فأصدر ديوانه الأول «وشم على نهدى فتاة» بمقدمة للناقد رجاء النقاش. 

وفى نفس العام صدر ديوان «حبيبتى مزروعة فى دماء الأرض» لحلمى سالم، وديوان «أغنيات حب للأرض» للشاعرين أمجد ريان وطلعت شاهين.

وقد غلب على هذه الدواوين التأثر بالمدرسة الرومانتيكية، لكن مع عام ١٩٧٥ بدأت تتغير نظرة أبناء هذا الجيل للشعر ودوره، بحثًا عن خصوصية فنية تميزهم، فظهرت قصائد ذات حس مغاير مثل «أزل النار فى أبد النور» لـ«حسن طلب»، و«منية شبين» لـ«رفعت سلام»، «والحلم يطلع من الشرق» لـ«على قنديل»، و«الشارع الكبير» لـ«جمال القصاص»، وكان للقسم الثقافى فى مجلة الشباب، التى كان يصدرها «الاتحاد الاشتراكى»، هذا القسم الذى كان يشرف عليه الشاعر سيد حجاب، دور مهم فى تطور الكتابة عند شعراء هذا الجيل، وكذلك من خلال الندوة الشعرية الأسبوعية التى كانت تقام بمقر المجلة.

تنامت ندوة سيد حجاب الأسبوعية، حتى صارت بحق مدرسة صغيرة أسبوعية، لجيل جديد يتشكل بالرفض والثورة والتطلع إلى مجتمع اشتراكى حقيقى، وذات مساء وجدنا أسماءنا جميعًا وعلى رأسنا سيد حجاب نفسه معلقة فى قائمة على باب مدخل الاتحاد الاشتراكى تمنعنا من الدخول، وكان هذا يتم فى الوقت الذى كانت فيه ورقة أكتوبر تدعو للتعددية السياسية والفكرية.

كان عام ١٩٧٥ هو عام التحول الشعرى لمعظم شعراء السبعينيات نتيجة لتراكم المتغيرات الموضوعية والذاتية طوال السنوات التى سبقته منذ أواخر الستينيات، فالأجيال السابقة تحذر من الانخراط فى أبوية الدولة وتحذر من التسليم للفرد، بالإضافة إلى انقلاب سلم القيم الاجتماعى والسياسى والأخلاقى، ومن تلك الفترة بدأ الشعراء والأدباء- بشكل عام- يفكرون فى تشكيل الجماعات الأدبية والشعرية المستقلة، إلا أن الخطوة الفعلية جاءت بعد ذلك بعامين، خاصة بعد وجود تحول جذرى فى المجتمع بداية من أحداث يناير ١٩٧٧ ثم زيارة السادات للقدس.

وكان لهذين الحدثين أثر واضح فى مسيرة وتوجهات شعراء جيل السبعينيات كله، من خلال تعميق الحس الاجتماعى، وتعميق الشعور بالقضية الوطنية، وهذان الملمحان شكلا كثيرًا من الموضوعات التى تناولها شعراء هذا الجيل فى قصائدهم.

فى هذا العام نشأت جماعة «إضاءة ٧٧» فى يوليو، وكانت لها مجلة شعرية مستقلة، وكان من مؤسسى الجماعة الشعراء حلمى سالم وجمال القصاص ورفعت سلام، والفنان التشكيلى الليبى عمر جهان.

وجاء فى افتتاحية «إضاءة ٧٧» أيضًا: «نحن وطنيون ديمقراطيون من الناحية السياسية نتطلع إلى مجتمع اشتراكى، ونحن استمرار للمحاولات الأدبية المستقلة التى سبقتنا مثل جاليرى ٦٨ وجمعية كتاب الغد». 

وأعلنت الجماعة عن رفضها لما سمته «الشعر الشعارى» الزاعق الخالى من القيمة الفنية، وأن شعراءها يسعون إلى إيجاد جدلية صحيحة بين الموقف التقدمى وتشكيل هذا الموقف جماليًا تشكيلًا جديدًا، يضيف خطوة جديدة إلى مسيرة القصيدة العربية المعاصرة.

وفى المقابل ظهرت جماعة «أصوات» التى أسسها الشعراء عبدالمنعم رمضان وعبدالمقصود عبدالكريم وأحمد طه ومحمد سليمان، وأصدرت الجماعة ديوانًا لكل شاعر من شعرائها، ثم أصدرت عددًا واحدًا من مجلتها «الكتابة السوداء».

وبعد انفصال الشاعر رفعت سلام عن جماعة «إضاءة ٧٧» أصدر مجلة «كتابات» التى شاركه فيها الشعراء شعبان يوسف ووليد منير وجمال القصاص فى بعض الأحيان.

وقد شكلت هذه الجماعات حالة خاصة فى تاريخ الثقافة المصرية البديلة.

كان إغلاق المجلات فى السبعينيات واحتدام أزمة النشر سبب ظهور الجماعات الشعرية والإبداعية وبروز ما عُرف بعد ذلك بظاهرة «الماستر» التى تلاشت تدريجيًا بعد صدور مجلة «إبداع» ١٩٨٣ والانفراج النسبى لأزمة النشر.