رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تراثنا.. «الدستور» داخل معرض الحرف اليدوية والتراثية

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسى

افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول، الدورة الثالثة لمعرض «تراثنا» للحرف اليدوية والتراثية، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، الذى يعد أكبر ملتقى للحرفيين والمبدعين ومصممى المنتجات اليدوية والتراثية.

«الدستور» تستعرض قصص بعض المشاركين فى المعرض هذا العام، الذين أجمعوا على أن الحدث منحهم فرصة ذهبية لعرض منتجاتهم، بعدما كانوا يعانون فى تسويقها وتوصيلها إلى المستهلكين، مؤكدين أن المعرض أعاد النشاط إلى المهن اليدوية لتتمكن من الظهور مرة أخرى قبل اندثارها.

أيوب القاضى:سعيد بمقابلة الرئيس.. ونصنع المنتجات بنفس جودة المستورد

بصوت جهورى مسموع من على بعد، يصيح أيوب القاضى بجملته الشهيرة «الطفاية دى»، كنوع من الدعابة لزوار المعرض، بعدما اشتهر الرجل على منصات التواصل الاجتماعى عبر مقطع فيديو يظهر فيه وهو يبيع منتجاته البسيطة داخل عربة قطار، قبل أن يصبح أحد العارضين فى معرض «تراثنا» لهذا العام. 

وتلقى «القاضى» دعوة من نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، لحضور معرض «تراثنا»، ودعمته الوزيرة من خلال قرض وهو ما مكّنه من زيادة عدد العاملين معه وتوسعة مشروعه.

ولم يكن يتخيل «أيوب» أن دقيقة مصورة داخل قطار بسيط، قد يكون لها الفضل فى منحه فرصة مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لكن حدث ذلك بالفعل حيث تفاجأ الرجل بالرئيس فى افتتاح «تراثنا».

يروى «أيوب» قصة مقابلته الرئيس: «كنت واقف فى المكان المخصص ليا واتفاجئت بالرئيس السيسى قدامى، وسلمت عليه وهزر معايا حول فيديو الطفاية، وقلتله جملة على نفس الوزن (الريس دا الريس دا.. أحسن ريس فى الدنيا كلها)». 

وأضاف أن المقطع القصير الذى انتشر عبر منصات التواصل كان سببًا فى تغير حياته بشكل كامل، ليس فقط بسبب الشهرة التى اكتسبها، بل لأنه أصبح مصدرًا لجذب الزبائن من أجل شراء والتقاط صور مع الطفاية الشهيرة.

وطالب المصريين بدعم تلك المشروعات اليدوية الصغيرة، لأنها تسهم فى دفع عجلة الاقتصاد المصرى، ضاربًا المثل بعدة دول تقدمت من خلال تلك الصناعات الصغيرة مثل الصين وتايوان.

وقال: «التحف والطفايات والحاجات البسيطة بتكلف الدولة مليارات عشان تستوردها من الدول الأخرى، رغم إننا نقدر نصنعها بنفس الجودة ويمكن أحسن وفى نفس الوقت أرخص من المستورد».

داليا إبراهيم: اشتهرنا بالعروسة الكروشيه الكروكى ودربت 16 سيدة

داليا إبراهيم، إحدى المشاركات بمعرض «تراثنا»، أتقنت فن الكروشيه فى سن الأربعين، وأقامت مشروعًا بمساعدة شقيقتها، وبدأت فى بيع منتجاتها وشراء خامات، ثم شعرت بضرورة التوسع، عبر تدريب مجموعة من السيدات.

وقالت «داليا»: «حينما نويت تدريب سيدات، فوجئت بإعلان إحدى الجمعيات الخيرية عن حاجتها لتدريب عدد من السيدات المعيلات، فتقدمت أنا وأختى ونجحنا فى تدريب ١٦ سيدة على صناعة الكروشيه، وكانوا وش الخير علينا». وأوضحت: «فتح الله أمامنا باب رزق كبيرًا، فالسيدات اللاتى تعلمن الكروشيه أصبحن يقدمن أفكارًا جميلة، منها الصباغة وربط العقد، كفنون مكملة لصناعة الكروشيه، وأصبحنا مشهورات بصناعة العروسة الكروشيه الكروكى». وأشارت إلى أن معرض «تراثنا» من أفضل المعارض العالمية، لأنه يقدم التراث المصرى إلى العالم، موجهة الشكر لجميع المسئولين عن المعرض.

شيماء فايد: جهود الدولة المصرية أنقذت الصناعات اليدوية من الاندثار

بدأت شيماء فايد، إحدى المشاركات فى معرض «تراثنا» عبر منتجاتها فى مجال التطريز اليدوى، الاهتمام بمجال التطريز على الملابس والمفروشات بعدما واجهت عدة مشكلات أثناء شراء الملابس والمفروشات الجاهزة، ومنها عدم دقة القياسات، وعدم ملاءمة الأشكال لما تريده، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار.

ودفعها ذلك للتفكير فى تصنيع منتجات تناسب ذوقها الخاص، وتستطيع أن تحكم فى أشكالها وقياساتها وأسعارها، مستغلة فى ذلك موهبتها فى الرسم، لتبدأ تطريز الملابس والمفروشات.

وقالت «شيماء» إنها تفاجأت بالنجاح الكبير والسريع فى هذا المجال، خاصة بعدما أصبحت قادرة على صناعة منتجات ذات ذوق رفيع، وتكلفة منخفضة عن السوق، فى إطار حرصها على الابتكار لا التقليد، ما دفعها للتفكير فى إقامة مشروعها الخاص.

ورأت أن المعرض أعاد الاهتمام بالمصنوعات اليدوية والتراثية، التى كان كثير منها فى الطريق إلى الاندثار، كما مثّل حلقة وصل بين المشروعات الصغيرة المهتمة بالصناعات اليدوية وبين المواطنين، كما تجاوز سيطرة المنتجات المستوردة على السوق. ونوهت «شيماء» إلى أنها عملت على صقل موهبتها فى مجال التطريز عبر اجتياز دورات تدريبية أقامتها جهات تابعة لوزارة التجارة والصناعة، ما أسهم فى تطوير مشروعها وتوسعته.

ولفتت إلى أنها تحرص على المشاركة فى معرض «تراثنا» كل عام، باعتباره فرصة كبيرة لتسويق منتجاتها وتحقيق الربح من أجل مزيد من التوسع، مشيرة إلى أنها تحرص دائمًا، وفى كل منتجاتها، على استلهام الرموز الإبداعية والطبيعية التى تعبر عن تراث مصر وطبيعتها، ومن بينها زهرة اللوتس، والشعاب المرجانية، وغيرهما.

أحمد وحيد: نجحت فى صناعة الفخار عبر براند «فازة وتمثال».. التنظيم رائع.. والإقبال كبير جدًا

بدأ أحمد وحيد العمل فى مجال الفخار منذ عام ٢٠٠٦، بعد أن علمه شقيقه الذى احترف المهنة منذ عام ١٩٨٨، وهى مهنة كادت تختفى لولا وجود عدد قليل من صناعها الذين أصروا على الاستمرار فى العمل بها. ويشارك «وحيد» فى المعرض بمشروع تحت اسم «فازة وتمثال»، حيث يقف وسط مشروعه محاطًا بمجموعة من التماثيل التى تجسد التراث المصرى العظيم بمختلف أشكاله.

وقال «وحيد» إنه افتتح «أتيليه» لعرض المنتجات الفخارية بمشاركة شقيقه، لافتًا إلى أن الأمور كانت مستقرة حتى قيام ثورة يناير، وبعدها تبدل الحال بتوقف السياحة والبيع.

وأضاف: «بعد ذلك فكرنا خارج الصندوق وبحثنا عن مواد أخرى أفضل من الفخار فى الجودة واستهدفنا التصدير خارج مصر، وبالفعل نجحنا فى الترويج لـ(براند) المشروع بمساعدة زوجتينا وبعض العمال».

وعن معرض «تراثنا»، أكد أن هناك تطورًا مستمرًا ومجهودًا كبيرًا يبذل للارتقاء بصناعة الفخار وغيرها من المهن والحرف التراثية، لافتًا إلى أن هناك دعمًا كبيرًا من الرئيس السيسى والمسئولين للمعرض، وهذا هو السبب الأساسى فى نجاحه.

وتابع: «التنظيم رائع والإقبال كبير جدًا من المواطنين، والمعرض فرصة لجميع الشباب الذين يمتلكون فنًا حرفيًا يريدون إظهاره وخروجه للنور».