رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تونس تستعيد ثوب التقدم خلال شهر انتصار مصر


 

لشهر اكتوبر مذاق خاص عند كل مصري ومصرية محبين لوطنهم، لأننا نحتفل فيه بانتصار 1973 العظيم، ونتذكر فيه بطولات الجيش المصري الباسل الذي انتصر انتصارا مجيدا علي الجيش الاسرائيلي، انه شهر احتفالات وفرح وفخر تعم البلاد ببطولات المصريين والتي عايشناها نحن لحظه بلحظة.
ولكن اجيال الشباب  الذين ولدوا  بعدها لا يشعرون بنفس احساسنا وفخرنا بها إلا أنني  في كل عام اكون حريصة علي التعبير عن مدي فخري بها وفخري بان شقيق والدتي رجاء حجاج رائده العمل الاجتماعي والخيري في مصر كان من ابطال اكتوبر وكان قائد لواء مدفعيه الجيش الثاني وهو الذي روي لي بطولات رجال الجيش المصري في ارض الواقع في حرب ٦ اكتوبر المجيدة ،،وكانت هذا العام فرحتي مضاعفه  بسبب اخبار مفرحه للمرأة العربية وهو خبر تاريخي ومبشر بالأمل حدث في تونس الخضراء.
فها هي تونس الخضراء تثور بعد ثوره  مصر في ٣٠ يونيو ٢٠١٣من أجل حريتها ومن اجل استعاده  كرامه شعبها ،،وهي تستعيد  ثوب التقدم والحرية فتحقق سبقا تاريخيا للمرأة العربية والذي في رأيي  سيقفز خطوات الي الامام بتونس وليس بخطوه واحدة، بل وسيحدث نقله اصلاحيه نوعية فيها علي كل الجبهات وفي كل المجالات.
إنه قرار تاريخي شجاع للرئيس قيس سعيد يعني بالدرجة الاولي ايضا ان تونس ستستعيد دورها التقدمي في مجال حقوق المرأة العربية، ويعني بالضرورة ان شعب تونس وقيادتها قد قررا ازاحه بقايا الظلاميين واتباعهم الذين جثموا علي انفاس الشعب التونسي الشقيق  بعد احداث يناير  ٢٠١١، وأنا أقول احداث يناير ٢٠٠١ ولا اقول ثوره الربيع العربي التي بدأت في تونس والتي أطلقت عليها الولايات المتحدة والقوي المتحالفة معها "ثورات الربيع العربي "بينما هي ثورات تخريب الوطن العربي وذلك تنفيذا  لخطه تقسيم الوطن العربي وتسليمه الي القوي الظلامية لتفتيته واخضاعه ووضع اليد علي ثرواته وجعله دويلات صغيرة ضعيفة ومتحاربة ومتناحرة.
حيث انتشرت الفوضى في تونس الخضراء بعد يناير ٢٠١١ ،،، ولان لتونس معزه خاصه في قلبي وعقلي واعزازا كبيرا لها ولأهلها ولأنني سعدت بزيارتها عده مرات قبل يناير ٢٠١١ عندما كانت تونس الخضراء مشرقه ومتقدمة وجميلة، فإنني دأبت علي ان اتابع اخبارها بدقه منذ سنوات عديده فلقد احببت شعبها الطيب الكريم وارضها الخضراء وهوائها المنعش ومدنها العريقة واحيائها وضواحيها الشهيرة العريقة مثل ضاحية سيدي بوسعيد السياحي الذي هي كما رايتها علي الطبيعة من اجمل الضواحي في الوطن العربي كله  وتقع علي بعد ٢٠ كيلومترا مترا من شرق العاصمة تونس  وهي أول موقع محمي في العالم ويعود تأسيسها الي القرون الوسطي وهي مطله علي قرطاج وخليج تونس ويقطنها حوالي ٥٠٠٠شخص فقط.
وهي أيضا مكان سياحي رائع يتميز بفن معماري خاص حيث كل البيوت مطليه باللون الأبيض والأزرق وذات أبواب عتيقه لونها أزرق فيروزي وبها زخارف ونقوش أثرية عتيقه وتنسب الضاحية إلي ولي صالح هو أبو سعيد الباجي، كما  استمتعت بالجلوس في المقاهي العالي مع بعض المثقفين المصريين والتونسيين اثناء حضور مؤتمر ثقافي مهم بتونس وذلك قبل حدوث  ثورات التخريب العربي في ٢٠١١،، فعلي مقعد في المقهي الجميل  استمعت إلي أجمل الأغاني والموسيقي العربية والطرب الأصيل.
بينما كنت اتناول كوب شاي بالنعناع له مذاق فريد لا ينسي ،،كما احببت فنون تونس  والاستماع لفنانيها وسعدت بحضور حفل رائع حينذاك لواحد من قمم الغناء العربي الان واقصد به الفنان لطفي بوشناق الذي اعتبره صوت الحرية في زمن الظلاميين ،،وكان بعد يناير ٢٠١١وممارسات الظلاميين في بلده ينشد ويغني اغاني يغلب عليها الشجن لكنها جميله وثوريه مطالبا فيها بعوده وطنه الذي سيطر عليه لسنوات جماعه متطرفة تقف ضد الفنون وضد الحرية، واحد أشهر أغانيه التي كان ينشدها في مواجهتهم في تونس وفي مصر أيضا في مهرجان الموسيقي العربية بالأوبرا المصرية.
والذي حرصت علي حضوره كانت اغنية "هاتوا لي وطن حيث كانت القاعة تضج بالتصفيق والحماس لهذه الأغنية الوطنية الرائعة التي اعتبرها من اجمل الاغاني العربية الوطنية في السنوات الأخيرة و"بوشناق" في رأيي يمثل صوت الحرية إبان حكم الاخوان في تونس،  وكنت اسمع  بالعاصمة تونس ايضا صوت اغاني ام كلثوم يصدح في الراديو أو في التسجيلات لحفلاتها في الاحياء الشعبية والمتاجر  الصغيرة التي تبيع الصناعات اليدوية التي تشتهر بها تونس، والشعب التونسي يحب الشعب المصري، وكذلك يحب الشعب المصري الشعب التونسي، وبينهما علاقة إخوة رائعة  لا تنفصم لها، ولقد دعيت لزيارتها عدة مرات، وفي كل مرة كنت أحس بالأمان وبأنني في بلدي الثانية.
وكنت أري فيها واحده من أجمل الدول العربية واكثرها تقدما في مجال حقوق المرأة وفي مجال الحرية وعشق الفنون والثقافة ولديهم ولع خاص في تونس بالفنون المصرية ،،وعندما استولي حزب النهضة الإخوانى علي السلطة تحكم في  مقدرات الشعب التونسي وبدأوا في سلسله من الاجراءات القمعية  لإعادة عقارب الساعة الي الوراء والرجوع بالشعب التونسي الي عصور الظلام .. والمعروف ان تونس قد سبقت  الدول العربية في حركات التخريب العربي او حركات الخريف العربي او الفوضي العربية.
وتم تسليم  الاخوان واتباعهم من الظلاميين والمتطرفين والمتشددين والارهابيين سده الحكم في تونس  حسب المخطط المرسوم بدقه معهم ،.الا ان مصر سبقت تونس في ازاحه الاخوان عن سده الحكم من خلال ثوره الشعب المصري في ٣٠يونيو ٢٠١٣ ثم تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الدولة المصرية لتستعيد مصر طريق التنوير والتقدم وذلك منذ انتخابه في  يونيو ٢٠١٦ ..واتخذت تونس نفس  خطوات التحرر من الاخوان بعد مصر فانتفض الشعب وبدأت ترتفع اصوات المعارضة لهم مع تفشي الفساد والارهاب وتدمير الاقتصاد التونسي وتقدم الجيش التونسي لدعم الشعب في رفضه للإخوان.
وبدأ  الرئيس المنتخب قيس سعيد سلسله اجراءات دعما للمطالب الشعبية بإزاحة الاخوان من المواقع المهمة وقادت اولي اصوات المعارضة  امراه تونسية شجاعة هي عبير مرسي رئيسه الحزب التونسي الحر  بداخل البرلمان حيث طالبت راشد  الغنوشي رئيس البرلمان ورئيس حزب ًالنهضة الاخواني بالاستقالة وطالبت بالتحقيق معه في  وقائع  فساد سافرة  هو واعضاء حزبه وتصدت له عده جلسات بداخل مجلس النواب التونسي.
وكنت قد كتبت عنها وعن دورها الشجاع وعن الاحداث في تونس  عده مقالات في الدستور وتوقعت في مقالاتي بان تونس ستثور ضد الاخوان  لأنني ادرك طبيعة الشعب التونسي المحب للحرية والحياة والفنون والسباق في حقوق المرأة وحدث الحمد لله ما توقعته  .ثم تصاعدت الاحداث بعد ارتفاع صوت عبير وحزبها واتسعت دوائر الرفض للإخوان ولحزب النهضة الإخواني، واعترض الغنوشيً وحاول استخدام القوه في دخول البرلمان الا ان الجيش ايد الشعب في مظاهراته ورغبته في الخلاص من الاخوان  وتم منع راشد الغنوشي من دخول البرلمان وبدأت تحقيقات موسعة بقرارات رئاسيه واندلعت المظاهرات ضد الاخوان في كل شوارع تونس.
بينما قام الجيش التونسي بحمايه المتظاهرين .اسوه بما حدث في مصر التي سبقت تونس  في ازاحه الاخوان عن سده الحكم .ثم حدثت منذ ايام هذه النقلة النوعية التي ستغير من وجه تونس الي الابد وليس فقط تونس ،،،بل ستنتقل تيارات التقدم والحرية الي بقيه المنطقة العربية، ففي يوم ٢٩ سبتمبر ٢٠٢١اصدر الرئيس  التونسي قيس سعيد قرارا تاريخيا بتعيين امرأه رئيسا للحكومة التونسية وهي نجلاء بودن رمضان ..وهي التي ستشكل الحكومة التونسية التي ستقود البلاد في الفترة المقبلة لتعيد بها دور تونس السباق في مجال حقوق المرأة، والذي بدأه الرئيس التونسي الاسبق الحبيب بورقيبة ،،حيث صدر في عهده  قانونا سباقا و تقدميا في الاحوال الشخصية تضمن عده خطوات ثوريه في حقوق المرأة العربية وذلك في سنه ١٩٥٩ .
. وهكذا تنفض تونس عن نفسها ظلام التطرف والتشدد والفساد وتستعيد ثوب التقدم والحرية وحقوق المرأة، وفي تقديري أن هناك خطوات اخري قادمه بعد تعيين اول رئيسه للحكومة التونسية في مجال حقوق المرأة والاصلاح  لان نجلاء  بودن من المؤكد أنها ستعين كفاءات من نساء تونس في عده حقائب وزاريه ،بحكومتها الجديدة ،،واتوقع ان يلي ذلك  فتح ابواب تونس للعالم والانفتاح عليه ،وان شاء الله سأحرص علي زياره لها انقل تفاصيلها في مقالات للدستور.
وإذا اردنا المعرفة بعض ملامح عن اول رئيسه وزاره في الوطن العربي فان نجلاء رمضان بودن هي سيده تونسية مشهود لها بالكفاءة وهي استاذه علوم الجيولوجيا في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس وكانت قبل  تكليفها مهمه رئاسة الحكومة قد  تم تكليفها بمهمه تنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي ،،كما تولت قبل ذلك مناصب عده في مجال التخطيط والإدارة وهي تبلغ من العمر ٦٣ عاما حيث ولدت سنه ١٩٥٨ في محافظه القيروان ،،الف مبروك لتونس الحرية والتقدم وتعيين اول رئيسه حكومة في الدول العربية، مما يفتح الابواب للتقدم  في دول اخري تتطلع الي التقدم والاستقرار والأمان.