رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عزيزى الزوج

في المجتمع المصري تسود ثقافة ما، أن فترة الحمل والولادة مسئولية الزوجة لوحدها، وأن دور الزوج بيقتصر على سبب حملها بالأساس، وشايفين إن الاهتمام بالست الحامل هو دلع «أوفر» ومجرد فكرة رومانسية متصدرة من الغرب. 

لكن تخيل بقى إن دورك طوال فترة الحمل وتواجدك أثناء عملية الولادة ده عامل كبير في صحة الجنين وولادة أسهل، وكمان بيأثر على صحة الطفل وذكائه ونفسيته بقية سنين عمره!

مع إن سماع جملة "مبروك المدام حامل" خبر سعيد، لكن دي بداية تغيرات كتيرة في جسمها، والسبب الرئيسي هو تغيير في نسبة الهرمونات اللي بيفرزها الجسم. 

الهرمونات دي بتأثر في فترة الحمل على الحالة النفسية، وبيكون عندها تقلبات مزاجية وبتكون عرضة للتوتر والعصبية ووارد جداً للاكتئاب. 

التوتر ده بقى أكبر خطر على صحة الأم والجنين وحياته!

إفراز هرمونات التوتر زي الأدرينالين وغيره بتسرع ضربات القلب وبتزود حدة التنفس والشعور بالتعب بشكل عام، وأصلاً مستوى الهرمونات في جسم الست الحامل أعلى من الطبيعي، فتخيل بقى لما تسيبها متوترة هتبقى عاملة إزاى؟

بتتنقل الهرمونات دي للجنين فيتأثر به بشكل كبير، ولا قدر الله ممكن تسبب تشوهات لزيادة مستوى هرمون الكورتيزول نتيجة للتوتر!

غير بقى ضغطها يعلى فيعرضها لتسمم حمل أو ولادة مبكرة لطفل لسه مكتملش نموه.

أما بعد الولادة، فالتوتر خلال الحمل ممكن يؤدي إلى ولادة أطفال عصبيين أو توترهم، وولادة أطفال بمستويات ذكاء أقل.

على المستوى الصحي والنمائي، ممكن يصيب الرضيع بالمغص، والتقلصات، وضعف المناعة، ونمائيًا بيطلع الطفل عنده فرط حركة وعنيد.

في دراسة عملتها الكلية الملكية البريطانية للطب النفسي، بتقول إن أطفال السيدات اللي اتعرضوا لتوتر شديد أثناء الحمل هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية بنسبة 10 أضعاف، ولتوتر متوسط بنسبة 4 أضعاف، لما يبلغوا سن التلاتين!

فتخيل بقى عزيزي الزوج إن كل ده بس من خلال نفسية زوجتك الحامل، لسه بقى فيه عوامل كتير زي متابعة صحتها عند الدكتور وتغذيتها السليمة وتمارين الولادة عشان تقلل من ألمها ومخاطرها.

كل اللي أنا قلته فوق ده مش كلامي، ده بناءً على دراسات طبية متوثقة على مستوى العالم.

وبناءً عليه فحضرتك لك دور كبير جداً في تجنب كل المخاطر دي، وإنك شريك بالنص في مرحلة الحمل والولادة والتربية عشان تضمن بنسبة كبيرة أطفال أصحاء وعيلة مترابطة.

متسمعش كلام حد يقولك إن الراجل دوره الإنفاق بس!

دورك كزوج وأب أعظم من كده بكتير.

من البداية من أول معرفة خبر الحمل، مهم جداً تقروا سوا وتفهموا عن إيه اللي بيحصل، وإيه هي احتياجات الأم الصحية والنفسية.

عشان إنت تتفهم حالتها وتتعلم إزاى تتعامل معاها، وهي متتخضش من التغييرات اللي بتحصلها وتعرف ريه الطبيعي وإيه اللي محتاج زيارة الدكتور.

زيارات الدكتور حاول قدر الإمكان تكون متواجد معاها، دي مسئوليتك مش مسئولية مامتها ولا أختها، ده مش ابنها أو بنتها لوحدها، ده ابنكم إنتم الاتنين.

أهمية تواجدك مش بس إنك تدعمها نفسياً وتكون جمبها، لكن عشان تفهم أكتر وضعها ووضع الجنين، وتعرف تعمل إيه وقت الخطر، وإمتى أصلاً وقت الخطر ده، وارتباطك بيه بكل مرة بتشوفه وبتطمن عليه فيها وده بيزود حبكم وترابطكم، وبناءً على دراسات أكدت إن الجنين بيحس بالمشاعر دي وهو جوة بطن الأم. 

تاني حاجة، خليك عارف إن مرحلة الحمل فيها أوقات كتير محبطة ومؤلمة، وبتبقى مليانة مشاعر خوف وقلق فاسمعها وسيبها تعبر لك عن مشاعرها، وشاركها فيها، وإنت مش متخيل دعمك ليها واحتواءك في الأوقات دي بيساعدها إزاى على التخطى والاسترخاء، وإنها تطمن بوجودك، وده بيقلل نسبة إفراز هرمون الأدرينالين. 

شجعها إنها تاكل أكل صحي وفكرها تاخد فيتاميناتها.

ساعدها في شغل البيت، خصوصا في أول شهور الحمل، مش توديها عند مامتها بحجة إنك مش عارف تاخد بالك منها، ده بيكون ليه أثر سلبي جدا والعكس صحيح.

رعايتك ليها ومشاركتك في شغل البيت بيقوي العلاقة جدا وبيرفع إحساس السعادة والأمان عندها.

ساعدها في عملية شراء احتياجات المولود الجديد، ووضع خطة للولادة من أول تحديد المكان للدكتور المولد ومين هيحضر.

ساعدها في تمارين الولادة اللي الدكتور هيقولك عليها، والتمارين دي بتساعد بشكل كبير في راحتها وتسهيل الولادة .

آخر حاجة احضر معاها الولادة.. في كتاب للدكتور برادلي "الزوج كمدرب ولادة" بيقول إن حضور الزوج في عملية الولادة بيساعد على تسكين الآلم بنسبة أكبر من 70%، يعني ممكن متحتاجش للمسكنات وتتجنب مخاطرها وتكتفي بوجودك داعم ليها. 

بس ده طبعاً بيتطلب منك إنك تعرف قبلها إيه اللي بيحصل عشان إنت نفسك متتوترش وتوترها، وتشجعها تعمل اللي الدكتور بيطلبه منها.

وأهم حاجة تفكرها إنها قوية وإنك موجود وتطمنها، وتحاول تحافظ على هدوئها لحد أهم لحظة، ولادة طفلكم، وتحضنوه سوا، وتبتدوا رحلة رعايته وتربيته مع بعض.