رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«على لسان أبنائهم».. حكايات أبطال النصر في الذكرى 48 لملحمة أكتوبر

ذكرى انتصارات أكتوبر
ذكرى انتصارات أكتوبر

ذكريات محفورة في الأذهان نقلها الآباء أبطال نصر أكتوبرالعظيم إلى أبنائهم وأحفادهم لتتوارث ذكريات الحرب والنصر أجيال وراء أجيال، يروي كل جيل لما بعده كيف زلزل أجدادهم قلوب الأعداء وانتزعوا نصرًا شهد به العالم في ٦ ساعات.

ومع احتفالات مصر بالذكرى 48 لنصر أكتوبر العظيم “الدستور” حاورت أبناء وأحفاد المقاتلين الذي رسموا صورة للملحمة كمالو أنهم عاشوا تفاصيلها .

 

سعاد: «أبي انضم للمقاومة الشعبية منذ العدوان الثلاثي وحتى نصر أكتوبر»

 

أيوب بطل  المقاومة الشعبية

 

أيوب إمام من أبناء محافظة الإسماعيلية وأحد أبطال المقاومة الشعبية الذين لعبوا دورا كبيرا في نصر أكتوبر، فقضى حياته في الدفاع عن أرض مصر، ورغم تهجير أسرته مع باقي أسر مدن القناة خوفًا عليهم من هجمات الصهاينة عقب نكسة 1967 ، إلا أنه لم يترك مكانه وظل في المقاومة يحصد أرواح الأعداء حتى استعادة الأرض.

 

وقالت ابنته سعاد: “نشأت على سماع قصص بطولات المصريين أمام الصهاينة فكان أبي يتحدث دائما معنا عن دوره في المقاومة الشعبية منذ أول عدوان على مصر في عام 1956 وحتى عادت سيناء لأحضان المصريين بعد  نصر أكتوبر”، مضيفة: "أبي كان من أبطال المقاومة الشعبية، وحصل على تدريب  فى المخابرات العامة على ضرب النار وحمل السلاحونقل المعلومات، وكان جزء من دوره الذهاب للقناة  بسيارة إسعاف بحجة نقل المصابين لأنه كان متطوع في الهلال الأحمرمنذ نكسة 1967، وكان خلالها يقوم برسم  خرائط للطرق والمنافذ وتحركات الصهاينة، ليمد بها قوات الجيش لاستخدامها في حصد المزيد من أرواح الأعداء خلال حرب الاستنزاف".

 

وتابعت: “انضم أبي للمقاومة الشعبية منذ كان شاب صغير ولكنه كان يجيد اللغة الإنجليزية، فكان يجمع المعلومات من داخل الكامبات الإنجليزية في فترة العدوان الثلاثي على مصر فكان دوره نقل السلع الغذائية داخل معسكراتهم وكان ينقل تنقلاتهم وتحركاتهم للضباط المصريين، كما كان يساعد فى نقل السلاح للفدائيين، وظل في المقاومة”.

 

جوليستان: «عشنا تفاصيل النصر من حكايات أبي المتكررة عنه»

 

البطل أحمد

ولدت جوليستان عقب سنوات طويلة من نصر أكتوبر المجيد إلا أن حكايات والديها عن الحرب والنصر جعلتها تعيش كل التفاصيل، فوالديها من سكان مدينة السويس وتم تهجير والدتها مع العائلات التي انتقلت عقب النكسة قبل زفافها من والدها بأيام قليلة ليلتحق هو بالجيش كضابط سرية رادار، ووضعت الظروف التي عاشوها بصمتها على عائلتها فأخيها الأكبر سمي على اسم صديق والدها الذي أسرته قوات الاحتلال، والثاني سمي عابر لولادته عقب نصر أكتوبر.

 

وقالت جوليستان": “أبي كان يقص علينا دائما أن الحرب كانت كالزلزال على قوات  الاحتلال التي كانت تنظر للجيش المصري على  أنه ضعيف خاصة مع صدور قرار في يونيه عام 1973 من القوات المسلحة بخروج حملة المؤهلات العليا الذين انتهت خدمتهم من الجيش مع بعض الخدع التي أوهم الصهاينة أننا لن نحارب وفي الأول من أكتوبر تم استدعاء الجميع مرة أخرىبما فيهم أبي دون نشر هذه الأخبار في وسائل الإعلام ليتفاجأ الجميع بالعبور”.

 

واستطردت: “حسب حديث والدي فإن قوات الاحتلال لم تتوقعشن مصر الحرب عليها، واستطاعت مصر في الساعات الأولىللحرب من تدمير مناطق ارتكازهم”.

محمد: «إصابات جدي في الحرب فخر لعائلتنا»

مصطفي عبد العزيز مجند بسلاح المظلات خلال حرب أكتوبر، تركت الحرب بجسده إصابات جعلته يمضي الباقي من حياته يقص على أبنائه وأحفاده سبب كل إصابة وهو يشعر بالفخر.

وقال حفيده محمد: «جدي كان يشدد دائما على أن  الحربكانت مفاجأة للجنود المصريين وقوات الاحتلال أيضًا فحسب حكاياته كان جدي في معسكر بعيد عن سيناء وتم نقلهم لمعسكر في الاسماعيلية قبلها بأيام ويوم العبور تم نقلهم ولكن لم يكن لديهم علم عن محطة الوصول، ولكن جاءتهم الأوامر بأن يحمل كل فرد في الكتيبة سلاحه مع الذخيرة وقنبلتين ورشاش خفيف وشريط به 100 طلقة وعندما توقفت السيارة بالقرب منالضفة ووجدوا الغطاء الجوي من الطيارات أدركوا أنها الحرب».

وتابع: «طوال فترة الحرب لم يصب جدي بأي جروح رغم استشهاد الكثير من زملائه من حوله، إلا أنه قبل صدور قرار وقف إطلاق النار وبالتحديد وقت حدوث الثغرة أصيب بالرصاص من أحد طائرات العدو وجاءت الطلقة الأولى في يده اليسرى ثم أصيب في رقبته وبطنه، وننظر حتى الآن لهذه الجروح بفخر فى يده». 

 

شيماء: «فرقة أبي أول من عبرت القناة»

عبر صلاح إدريس مجند فرقة ٢١ دبابات خط بارليف لتكون كتيبته هي الأولى التي تصل الضفة الشرقية، ووسط الاشتباكات العنيفة التي استمرت عدة أيام أصيب صلاح إصابة بالغة في رأسه نقل على إثرها إلى المستشفى التي ظل بها لعدة أيام بعد انتهاء الحرب.

وقالت شيماء صلاح ابنته: “شارك والدي في جميع الحروب التي خاضتها مصر في الداخل والخارج، ولكن حرب أكتوبر كانت لها مكانة خاصة لديه وظل لسنوات بعد النصر يحلم بها حتى زملاءه الذين كانوا معه في الكتيية هم الأقرب لقلبه حتى الآن”.