رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبد المعطي: النيران أكلت جسد صديقي أمامي في أكتوبر 73

القناوي بطل من أبطال
القناوي بطل من أبطال أكتوبر

تحل اليوم الذكرى الـ48 لحرب أكتوبر 73 تلك الملحمة التي سطرها جيش مصر وكتب كل مجند وقائد فيها اسمه من نور، فهناك أفراد عاشوا كل تفاصيل هذا اليوم وشاركوا في النصر العظيم ومن هؤلاء المقدم الفني بالقوات الجوية صبحي عبد المعطي عبد الكريم القناوي الذي حكي لـ"الدستور" ساعات النصر والعزة.

يبلغ عبد المعطي 79 عامًا، ويقيم في 7 شارع بورسعيد بقرية زاوية بمم، التابعة لمركز تلا بالمنوفية والذي روى لنا أحداث وأسرار حرب أكتوبر، ودور القوات الجوية في نصر 73.

يقول القناوي إنه بعد أحداث 5 يونيو 1967 كان من المتواجدين في مطار بوسط سيناء وقتها صدرت الأوامر العسكرية بالانسحاب إلى الإسماعيلية ومنها إلى مطار شرق القاهرة، حيث وصلت إليهم بعدها مجموعة من الطائرات المفككة من قبل الاتحاد السوفيتي، وتم تجميعها واستخدامها في الطلعات الجوية وحرب الاستنزاف.

أضاف القناوي أنه وقع الاختيار عليه ضمن 40 آخرين لإرسالهم في مهمة إلى الاتحاد السوفيتي 1969 لمدة 4 شهور، بهدف التدريب على الطائرة ميج 21 المعدلة، والتي كانت تحمل كمية كبيرة من الوقود، لتستمر أطول فترة ممكنة في الجو، وتحمل كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر والصواريخ، مؤكدًا أن تلك المهمة اقتصرت على 4 شهور فقط، لحاجة مصر الماسة إلى هذه النوعية من الطائرات، والتي أصبحت بعدها عصب القوات الجوية في حرب أكتوبر 1973.

واستكمال حديثه أنه بعد العودة من الاتحاد السوفيتي صدرت الأوامر بالتوجه نحو إحدى مطارات غرب القاهرة وفوجئوا بوصول الطائرات التي تدربوا عليها في الاتحاد السوفيتي، وسارعوا بعدها في تدريب الأطقم الفنية على تلك الطائرات وفي تلك الفترة زار الفريق مدكور أبو العز قائد القوات الجوية القاعدة المتواجدين بها للاطمئنان عليهم وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم.

وأكد أنه في النصف الثاني من 1969 بدأت حرب الاستنزاف، واستطاعوا إنهاك قوى العدو وتكبيدهم خسائر فادحة، واستمر هذا الحال حتى جاء يوم إسترداد الكرامة واستعادة الأرض.

يروي القناوي أنه بحلول 6 أكتوبر 73 جرى تكليفه بقيادة فنيين التسليح بإحدى الأسراب المقاتلة، وكان موكلًا إليهم مهام الاشتراك في الطلعة الجوية التي مهدت لهم الطريق لنصر 73، متذكرًا أكثر المواقف التي أثرت فيه حتى يومنا هذا ولم ينسها أبدًا، وهى لحظة استشهاد زميله أمام عينيه لحظة تركيب كابل إحدى الطائرات والتي تسببت في تفحم جثته.

أشار القناوي إلى أن دور القوات الجوية في الحرب كان تنفيذ الضربة الجوية بدقة، وهو ما حدث بالفعل، وتم شل حركة العدو وفتح الطريق لعبور القوات البرية لقناة السويس بجانب حماية الطائرات القاذفة، وعمل مظلة جوية لحرمان العدو من الاقتراب من الأجواء المصرية، لافتًا إلى أن ذلك جرى بفضل الله وتوجيهات قائد القوات الجوية آنذاك حسني مبارك.

ويتذكر عبدالمعطي أنه خلال أكتوبر 1973 أصر هو وزملائه على صيام رمضان رغم التعليمات والفتاوى الصادرة من دار الإفتاء بجواز الإفطار للمحاربين، لكنهم صمموا على الصيام.

وقال إنه خلال زيارة القائد الراحل أنور السادات للقاعدة الجوية في المنصورة ووعدهم بتوفير وظيفة مدنية لكل من شارك في الحرب كمكافأة لهم على تضحياتهم ووطنيتهم، مؤكدًا أنه حصل على نيشان القدوة الحسنة والخدمة الطويلة في 1982 من الرئيس الراحل حسني مبارك.

أضاف أن استقبال الأهالي له هو وزملائه كان استقبال حافل، أن الشعب المصري بأكمله لم يكن وراء الجيش، بل كان مع الجيش وأن الشعب تحمل وقتها الكثير من ضيق الحال، وسوء الحياة تحت عبارة (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة) وكيف كانت مظاهرات التأييد تجوب الشرق والغرب في مصر تطالب الجيش بالإقدام وتحقيق الانتصار، وهو ما تحقق بفضل الله تعالى ثم إرادة وبسالة القوات المسلحة وحكمة القيادة السياسية وقتها.