رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شرارة الحرب».. بطل سلاح المهندسين يتحدث عن خطة الخداع الاستراتيجى للعدو

أحمد صابر
أحمد صابر

دور مهم للغاية في انتصار حرب أكتوبر، كان بطله  رجال سلاح المهندسين بالجيش المصري، ففي ساعتين فقط من انطلاق الشرارة الأولى للمعركة، بلغ حجم قوات المهندسين العسكريين فوق سطح الساتر الترابي أكثر من 15 ألف مقاتل من مختلف التخصصات.
 

التقت "الدستور"، أحد أبطال سلاح المهندسين، ليروي قصة مشاركته في الملحمة، وخطة الخداع الاستراتيجى التي كانت أحد الأسباب في تحقيق النصر.

 أحمد صابر، أحد جنود سلاح المهندسين، بدأ خدمته العسكرية في عام 1972، بالتجهيز للحرب التي لم يعلن عنها القادة إلا قبل اندلاعها بساعات قليلة.

امتدت خدمة البطل حتى عام 1975، كانت مهمته إمداد الجنود بالمركبات والعربات الحربية من خلال ورش تصليح أقام بداخلها، كونه خاض تدريبات داخل مركز تجنيده على الآليات الصحيحة للتعامل مع المركبات الحربية.

استطاع خلال فترة تواجده داخل ورش تصليح المركبات أن يتعلم الكثير من مهندسي الجيش، فقد تخصصت في تسييح النساح من أجل تصليح العربات الحربية، وأيضًا إعادة تصنيع المركبة من جديد: "كان العربيات بتجيلنا الورشة ملهاش معالم ومشوهة، وبنشتغل على تصليحها عشان الجنود تستفاد منها في الحرب".
 

وعن خطة التمويه التي ضربت العدو الإسرائيلي قال: "أعد الجيش المصري خطة خداع صباح يوم الحرب، أعلن قادة الجيش حينها عن ضرورية الانتباه في ذلك الوقت، خاصة الجنود المتواجدين داخل ساحة الميدان، دون الإبلاغ بموعد اندلاع المعركة".

أحمد صابر

وفي تمام الساعة الواحدة ظهرًا يوم 6 أكتوبر، أصدر الجيش تصريحًا غريبًا من نوعه: "أمرونا بالعودة إلى المدينة وإخلاء المناطق التي كنا نعسكر فيها، لكن اكتشفنا بعد ذلك أن الهدف الرئيسي من القرار هو خداع السفارات الأجنبية بعدم وجود نية للحرب ".

 الوضع كان مستقرًا للغاية، وخطة التمويه نجحت فى خداع العدو الإسرائيلي، وفي الوقت الذي عاد المجندين فيه إلى منازلهم، أصدرت القوات المسلحة بيانًا جديدًا في تمام الساعة الثانية ظهرًا، تعلن من خلاله اندلاع حرب أكتوبر، ومن هنا عاد المجندون إلى مراكزهم، والورش الصناعية التي تعمل على إمداد الجنود بالمركبات الحربية.

واصلت الورش الصناعية عملها على مدار اليوم، وكان "صابر" متواجدًا داخل ورش "الثغرة 101"، يستمع إلى صوت طلقات النيران، لا يشتته شئ سوى الانغماش في عمله، بإمداد الجنود بأكبر قدر من العربات.

استطاعت القوات المصرية مصادرة عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية: "عبورنا المجرى النهري لخط برليف في 6 ساعات فقط كان من أبرز الخطوات التي نُفذت بشكل احترافي؛ ما جعلت الجيش الإسرائيلي يدعي تصميم أنابيب نابالم يوجد بها فتحات، تصدر نار على سطح مياه القناة في حالة إذا حاول الجيش المصري عبورها، وفي حالة تفجير قنبلة ذرية داخل المجرى النهري لن يتمكن الجيش المصري من العبور، ولكننا فاجآناهم بما هو أكثر شدة".
 

واختتم بطل سلاح المهندسين حديثه قائلا: «الغواصون الذين تم إرسالهم من سلاح المهندسين قبل الإعلان عن الحرب مباشرة، واستطاعوا غلق جميع فتحات المبالم كي يستطيع بقية الجنود عبور خط بارليف بأمان".