رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«وَنَس العمر».. حكاية سائق تاكسي وزوجته مع قطط شوارع بورسعيد (فيديو)

عم احمد مع محررة
عم احمد مع محررة "الدستور"

«قعدت أبكي لمّا مقدرتش أساعد قطة كانت محتاجة عملية»، كانت هذه أول كلمات نطق بها عم أحمد، كاشفًا عن حكاية عمرها 17 عامًا وهب فيها حياته لرعاية القطط وإطعامها بشوارع بورسعيد. 

«الدستور» عايشت لحظات وصول عم أحمد حيث يجتمع حوله عشرات القطط، ويفتح شنطة السيارة التاكسي ويبدأ تقديم الوجبات للقطط، ويجلس معهم يحدثهم حتى يطمئن أنهم تناولوا ما يكفيهم من الطعام لينتقل إلى مكان آخر لإطعام باقي القطط التي اعتادت منذ سنوات على طعامه. 

عم أحمد علاقته بالقطط لا تنتهي عند الإطعام، بل يطمئن على صحتها، حتى أن قطة كانت تعاني بسبب عدم قدرتها على وضع أطفالها، فعرضها الرجل على طبيب بيطري، وأعطاها حقنًا لزيادة «الطَّلق»، حتى تلد بشكل طبيعي، إلا أنها احتاجت إلى جراحة فتح بطن للولادة فتحمل سعرها من أمواله البسيطة، واستضاف القطة في منزله لمدة 30 يومًا لإطعامها جيدا بعد الولادة حتى اطمأن عليها وأطفالها قبل أن تعود للشارع. 

يقيم عم أحمد في وحدة بسيطة ببورسعيد مع زوجته التي تجاوزت الـ50 عامًا بعد أن تزوج أبنائه، ويعمل سائق تاكسي باليومية، ويخصص الأموال البسيطة التي يحصل عليها لإطعام القطط طوال تلك المدة لم ينقطع عم أحمد عن إطعام القطط، حيث يبدأ يومه بالعمل على التاكسي للحصول على 70 جنيهًا، يتمكن من خلالها من شراء السمك وأرجل الفراخ والعظم، ويذهب بها إلى المنزل لتقوم زوجته المُسنة بتقطيع وسلق الطعام، لإطعام قطط شوارع بورسعيد.

يقول عم أحمد:"عالجت كثير من القطط وحزنت كثيرًا على قطة كانت تلد ولم أستطع مساعدتها، وماتت خلال الولادة، وكنت أنتوي أن أذهب بها للطبيب إلا أن القدر سبقني، فبكيت على فراقها: “مقدرتش أعملها حاجة”. 

وتنتظر عشرات القطط يوميًا عم أحمد في أماكن مختلفة يذهب إليها بالتاكسي الذي يعمل عليه، وتنتظره القطط كل يوم في نفس الميعاد ليحدث كل قطة باسمها ويعرف القطط لغته، وكذلك يفهم لغتهم ويقدم الطعام لها: "عندي قطط ليها طبيعة خاصة منهم اللي اتعود ياكل جوه العربية وفي الشنطة وأنا مقدرش أزعلهم وباعملهم اللي هما عاوزينة". 
 
وعن مواقفه التي لا تنتهي مع القطط يقول:"كان هناك قط محبوس داخل مبني قديم ولم أتمكن من تحريره طوال 10 أيام، ما دفعني لطلب الحماية المدنية وبالفعل استجابت لي وتم إنقاذ القط عن طريق سلم المطافي وهو الآن من قططي التي أقوم بأطعمها".

آلام الغضروف يخففها الله عن عم أحمد بسبب رعايته للقطط وعندما يشعر بها يذهب إلى القطط حتى تزول الآلام، لا يترك الرجل المُسن الفقير المريض قطة تتألم حتى أنه حمل قطًّا للدكتور لعلاجه من خروج الأمعاء ونجح في إنقاذ حياته. 

وقبل أن ننتهي من التسجيل مع عم أحمد، انشغل الرجل بقط ينظر إليه قائلًا: “القط ده بيقولي إنه ملحقش الأكل وجعان وأنا كده زعلت هخلص معاكم التسجيل وأروح أجيبله زبادي ولبن وأكّله، مستكملًا: يارب اديني الصحة والعمر وارزقني علشان خاطرهم.. أنا خايف عليهم بعد ما أموت"، ليضرب عم أحمد أروع الأمثلة في العطاء والإنسانية ويعلم العالم أجمع معنى كلمة.. الرحمة.

https://fb.watch/8qKjVQJNn9/