رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الأزهر يُطلق نداءً إنسانيًا للوقوف في وجه أي نشاط يضر بالبيئة

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

قال الدكتور الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن "الإسلام لا ينظر إلى الوجود المادي الساكن نظرته لكائنات ميتة لا وعي لها ولا إدراك، بل على العكس ينظر إلى عوالم هذا الوجود من إنسان وحيوان ونبات وجماد بحسبانها موجودات حية تعبد الله وتسبحه في لغة لا يفقهها الإنسان".

وأكد  شيخ الأزهر "أننا إذا سلمنا بأنها كائنات تسبح فلا مفر من التسليم بأنها كائنات حية، إذ من البديهي أن الجسد الميت لا يتصور منه تسبيح ولا عبادة".

وأضاف "الطيب"، خلال كلمته في قمة قادة الأديان بشأن تغير المناخ تحت عنوان "الإيمان والعلم"، والتي تعد تمهيدًا لمؤتمر الأمم المتحدة السـادس والعشرين لتغير المناخ، أن "قصة الخلق في القرآن كما هي في الكتاب المقدس السابق عليه، تؤكد على أن أول إنسان نزل على الأرض نزل بوصفه خليفة عن الله فيها، استخلفه عليها بعدما أصلحها له وهيأها لمنفعته وخدمته في دقة مدهشة، وحكمة وعناية بالغة، ولذلك حذره من الإفساد فيها، بأي وجه من وجوه الفساد".

وأشار إلى أن "الله كلف الأنبياء بأن يحذروا أقوامهم من الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، وجاء في القرآن الكريم أن بعض الناس سيفسدون في هذه الأرض، وسوف يذيقهم الله من المصائب في الأنفس والأموال والقوت جزاء ما عملوا، لعلهم يرتدعون"، مشددًا على أن "الله استأمن الإنسان على الأرض، وأمره أن يتعامل مع سائر الكائنات معاملة الصديق للصديق".

ووجه نداءً لكل إنسان يقظ الضمير أيًا كانت عقيدته- أن "يقف بالمرصاد في وجه أي نشاط يضر بالبيئة، أو يفاقم من أزمة تغير المناخ، داعيًا علماء الأديان ورجالها أن يقوموا بواجبهم الديني في تحمل مسئولياتهم كاملة تجاه هذه الأزمة"، مؤكدًا أنهم مع ما يتمتعون به من تأثير روحي في كل الأوساط، حتى عند صناع القرار وأصحاب المصانع والشركات، يستطيعون أن ينشروا بين الناس الوعي الديني بأبعاد هذه الأزمة، وبما يسهم في محاصرتها والتخفيف من أخطارها.

ويستضيف الفاتيكان أعمال مؤتمر قمة قادة الأديان من أجل تغير المناخ تحت عنوان "الإيمان والعلم"، بمشاركة القادة الدينيين والعلماء من حول العالم، بهدف إرسال نداء مشترك إلى المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ، والمقرر عقده في الفترة من 1 إلى 12 نوفمبر في مدينة غلاسكو، أسكتلندا، للتعبير عن مخاوفهم ورغباتهم في تحمل مسئولية أكبر نحو كوكب الأرض، والتضامن للحد من الآثار السلبية للتغيير المناخي على البيئة واستدامة مواردها.