رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة تكشف مخططات الإخوان للضغط والتأثير على الرأى العام الأوروبى

الإخوان
الإخوان

قال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن جماعة الإخوان دائمًا ما تلجأ إلى ما يعرف بـ"شركات الضغط السياسي" أو "اللوبي"، بهدف تحسين صورتها الذهنية بالخارج، والتأثير على الرأى العام وعلى عملية صنع القرار السياسى بوجه عام، من خلال الترويج لبعض الأفكار والآراء التي تخدم مواقفها. 

وأوضح المركز، في دراسة جديدة بعنوان "اللوبيات: صناعة القرار وآليات التأثير"، أن الإخوان نسجت العديد من المؤامرات لضرب المصالح العربية عبر تحالفات مع إحدى شركات اللوبي بأمريكا في نهج يصطدم بتوجه الإدارة الأمريكية، وذلك لفرض أجندتها المتطرفة في واشنطن والعواصم الأوروبية الأخرى، خاصة في فرنسا وبريطانيا. 

تحركات الإخوان الخفية في واشنطن 

وأشارت الدراسة إلى خلاصة توصل إليها الباحث الاستقصائي الأمريكي ستيفن إيمرسون، المدير التنفيذي لمنظمة "مشروع استقصائي حول الإرهاب"، والمعنية بالبحث في أصول الجماعات الإرهابية الناشطة بالولايات المتحدة، حيث رصدت المنظمة، تحركات الإخوان في واشنطن وخفايا أنشطتها للترويج لأفكارها المتطرفة. 

وذكرت أنه مثلًا في العام الماضي، كشفت المنظمة عن أن المؤسسات الإخوانية بالتعاون مع إحدى شركات الضغط في أمريكا عملت على شن حملة ضد دولة الإمارات، لمحاولة إقناع الكونجرس بمنع تمرير صفقة بيع مقاتلات "إف – 35" وغيرها للبلد العربي، غير أن الحملة منيت بفشل ذريع حيث لم يمانع الكونجرس الأمريكي تمرير الصفقة. 

وأضافت أن من بين تلك المؤسسات الإخوانية: ما يعرف بـ"الشبكة المتحدة للسلام والعدالة" التي تضغط على الكونجرس باستمرار لمنع استصدار أي قرار من شأنه الضغط على الجماعة أو الدول الداعمة لأجندتها. 

وتابعت أن هذه المؤسسات شكلت تحالفًا تحت مسمى "التحالف الدولي للمنظمات غير الحكومية" FIOE، حيث تشترك بأيديولوجيا واحدة تعمل على تقديم مصالح الإخوان وكل من يدعمهم، مشيرًا إلى أن هذا التحالف يعد المظلة الرئيسية  لعمل الجماعة بالخارج وتندرج تحتها عدد من المنظمات والمراكز التابعة لها. 

-الإخوان في فرنسا 

وأشارت الدراسة أيضًا، إلى تقرير صادر عن The Investigative Journal وصف جماعة الإخوان في فرنسا، بأنها "حركة إسلامية دولية تسللت إلى المنظمات غير الهادفة للربح، من خلال تقديم الدعم النقدي وتنصيب قادتها في مؤسسات المجتمع الفرنسي والمنظمات غير الحكومية، بهدف إظهارها في صورة أنها تمثل مصالح مسلمي فرنسا، مستغلًا العمل الاجتماعي كستار لها" ، مضيفًا أن الجماعة تواجه اتهامات بالترويج لعلامتها الخاصة من تيار الإسلام الأساسي في البلاد. 

ونوهت إلى أن من أكثر المنظمات التي لها صلات بالإخوان في فرنسا: ما يعرف بـ" اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" ( UOIF) أو منظمة "مسلمو فرنسا" حاليًا، والمعروفة بأنها ذراع الإخوان في البلاد، ومن ضمن أكثر الاتحادات المؤثرة في فرنسا، ويعتبر مقربًا من "الإرهابية" في حين أنه لا يصرح بذلك بشكل رسمي.  

ويتكون الاتحاد من أكثر من 250 جمعية إسلامية فرعية على كامل أراضي فرنسا وتنتمي إليها مباشرة، وتشرف كذلك على عدة مساجد في المدن الكبرى في البلاد، وتتجه السلطات في فرنسا إلى وضعها تحت المراقبة، في إطار جهود الدولة لحظر أنشطة الجماعة ووضع قيود على تحركات أعضائها، وإغلاق المنظمات والجمعيات التي يشتبه في تمويلها للإرهاب ونشر الأفكار المتطرفة. 

ولفت المركز إلى دراسة حديثة نشرها الأسبوع الماضي، تحت عنوان "الإخوان المسلمون في فرنسا.. تشكيل اللوبيات ووسائل العمل"، كشفت عن أن فرنسا تواجه معضلة التمدد الإخواني على أراضيها، والذي يعتمد على بنية قاعدية ممثلة فى مجموعة من الجمعيات والمساجد والمراكز الثقافية، التي تستخدمها الجماعة كواجهة لأنشطتها. 

أوضحت الدراسة أن فرنسا ليست لديها مشكلة مع الإسلام والمسلمين المقيمين منذ سنوات طويلة على أراضيها، لكن مشكلتها الكبيرة مع الإسلام السياسي الذي تقود دفته الأولى جماعة الإخوان، حيث تحاول فرض أفكارها على حساب قوانين الجمهورية الفرنسية. 

وفي ختام دراسته، خلص المركز الأوروبي إلى أن تلك الجماعات والمنظمات الإخوانية تستخدم ما يمكنها من الوسائل بهدف التأثير على الرأى العام والحكومة في القارة الأوروبية، وعلى عملية صنع القرار السياسى بوجه عام فى إطار سعيها لتحقيق مصالحها الخاصة، ويتجهان إلى التركيز بوجه خاص على عنصرى قوة المصلحة، واستمراريتها كشرطين أساسيين لقيام "جماعة المصالح"، وطبقًا لمفهومهما فإن الأفراد عادة "ما يتجهون للانضمام إلى تلك الجماعة للتعبير عـن مصالح مستقرة وقوية بدرجة كافية".