رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمى..

فى قصة «الرجل المعلب» لـ تشيخوف.. كلنا معلبون وإن ادعينا غير ذلك

تشخوف
تشخوف

الرجل المعلب.. هى واحدة من روائع الأديب العالمى انطوان تشيخوف، والتى أراد أن يقول من خلالها أنها أناس معلبون نمطيون وإن اعتقدنا أو ادعينا غير ذلك . فكل له منا محشور فى أنبوب من النمطية والاعتياد بحكم العادات أو التقاليد أو الجينات، ورغم ذلك نعتقد أن هؤلاء الانطوائيون هم المعلبون والمتقوقعون حول ذاتهم دون غيرهم .

القصة 
تبدأ القصة من شخصين أحدهما يدعى بوركين  وهو مدرس ثانوي والثانى يدعى ايفانتش وهو طبيب بيطرى نزلا فى قرية موروسيتكو الأوكرانية، عند عمدة القرية بروكوفى الذى لم يظهر فى أحداث القصة . وكان سبب نزول الصديقين إلى هذه القرية  هو الصيد . 
تبدأ الأحداث من كلام الرجلين عن زوجة العمدة التى لم تخرج من دارها منذ عشر سنوات لدرجة أنها لم تر شريط السكة الحديد  القريب من بيتها 

قصة داخل القصة 
يحكى بوركين لصديقه ايفانتش عن مدرس كان يدعى بيليكوف، وكان رجلا غريب الأطوار يلبس خفا فوق حذائه، ولا يخرج من بيته إلا والشمسية فوق رأسه ويرتدى ثيابا ثقيلة حتى فى الصيف، ولا ينام إلا فى سرير ناموسية، ولا يستأجر خادمة خشية ان يتحدث الناس عنه بسوء، ويقدم الولاء الطاعة لمرؤسيه خشية أن يصيبه مكروه، كما أنه يتوجس خيفة من حديث المارة فيظنهم يتحدثون عنه أو أنهم سيبلغون مدراءه فى العمل عن شيء لم يفعله.

وكان بيليكوف يخشى أن يعلو صوت التلاميذ فيسمعهم المدير فيبلغ الإدارة التعليمية ، كان بيليكوف يخشى كل شىء، فهو رجل معلب يعيش داخل قوقعته، وكان مدرسا للغة اليونانية القديمة . اقترح المدرسون أن يزوجوه شقيقة أحد المدرسين لكنه كان مترددا يحسب بالورقة والقلم حياته معها كيف لو أنجب منها  وكيف لو لم ينجب؟، وماذا لو تشاجرا وماذا لو عاشت دون شجار؟  وماذا لو كرهها أو كرهته، مات بيليكوف من كثر التفكير فوضعوه فى نعشه وهنا يقول تشيخوف على لسان بطل قصته إن الرجل المعلب  كان فى منتهى السعادة يوم وفاته  لأنهم وضعوه فى علبه لن يخرج منها .

المورال أو الهدف 
تنتهى القصة الداخليه التى يحكيها بوركين لصديقه ايفانتش فياتى رد ايفانتش اننا جميعا مثل بيليكوف ولكننا معلبون بطرق أخرى، وهذا ما أراد تشيخوف أن يقوله فى قصة الرجل المعلب، كلنا نمطيون وإن ادعينا غير ذلك .