رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي..

ضرورة خروج المرتزقة.. مصر تقترح 6 خطوات لتحقيق الاستقرار فى ليبيا

شكري في اجتماع مجلس
شكري في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي

شارك وزير الخارجية سامح شكري، اليوم، في الاجتماع الافتراضي لمجلس السلم والأمن الإفريقي، حول ليبيا.

وألقى شكري كلمة مصر في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي، مؤكدًا دعمها للاستقرار الشامل في ليبيا.

نص كلمة شكري في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي حول ليبيا 

وقال شكري، في كلمته:"أود بداية أن أشكركم على عقد هذا الاجتماع تحت الرئاسة التشادية لمجلس السلم والأمن الإفريقي، وأن أشيد في هذا الصدد بالجهود المبذولة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لدعم تحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا الشقيقة، وهي المساعي التي نأمل بإخلاص أن تفضي إلى استعادة ليبيا لأمنها ووحدتها وسيادتها، وأن تعود إلى الليبيين، بما يحقق تطلعاتهم المشروعة في الانطلاق نحو مستقبل أفضل".

وأضاف: "يأتي اجتماعنا اليوم في لحظة هامة من عمر الأزمة الليبية، حيث يسير الأشقاء الليبيون بخطي ثابتة نحو الوفاء بخارطة الطريق التي أقروها لإخراج بلادهم من أزمتها من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر في 24 ديسمبر 2021، وأثمن في هذا الخصوص جهود مجلس النواب الليبي التي أفضت لإصدار قانون الانتخابات الرئاسية واضطلاعه بمسئولياته حاليًا لإنجاز قانون الانتخابات البرلمانية وتنسيقه مع اللجنة العليا للانتخابات الليبية حتى يتسنى إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده على نحو يسمح للشعب الليبي الشقيق بالتعبير عن إرادته الحرة في اختيار قياداته".

جهود مصر لتحقيق استقرار ليبيا

وتابع: "لا شك أنه لكي يتسنى لليبيا الانطلاق نحو المستقبل، فإنه ينبغي التعامل مع الإشكالية الرئيسية، محل النقاش في اجتماعنا اليوم، والتي تعوق استعادتها لسيادتها ووحدتها، والمتمثلة في تواجد القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة على أراضيها بما يؤثر سلبًا على الأمن القومي الليبي خاصة، وعلى أمن دول جوارها العربي والإفريقي عامة".

وأكمل شكري: "قد حذرت مصر منذ أكثر من عام من تبعات استمرار الصراع المسلح في ليبيا، وأنها قد تضطر لاتخاذ إجراءات لحماية أمنها القومي وحفظ ميزان القوة في حالة الإخلال به، وكان لهذا الموقف أثره الواضح على مختلف الأطراف لعدم التصعيد والانخراط بجدية في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، وصولاً إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020 والذي ما زال ساريًا حتى اليوم، وكذلك صدور مقررات دولية تهدف إلى إخراج ليبيا من أزمتها، مع وضع حل جذري لإشكالية التواجد الأجنبي على أراضيها من خلال خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون مماطلة أو استثناء وفقًا لنص قرار مجلس الأمن بالأمم المتحدة رقم 2570".

20210930_124009
اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي 

ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا

وأوضح : "رغم ما تقدم، فإن المجتمع الدولي لم يتخذ إجراءات حازمة لوضع حد لتواجد القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا، وهو الأمر الذي يستلزم تضافر جهود المجتمعين اليوم لنشكل موقفًا موحدًا قويًا داعمًا للدور الوطني للجنة العسكرية المشتركة الليبية 5+5 في هذه المهمة، مع حث المجتمع  الدولي على القيام بدوره في وضع الأطراف الساعية للالتفاف على قرار 2570 ومخرجات مؤتمر (برلين 2) بشأن الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة أمام مسئولياتها ومحاسبتها، بما يحقق أمن ليبيا ويصون الأمن القومي لدول جوارها، ويمثل إنصاتًا واستجابة لنداءات أبناء الشعب الليبي المتعالية في هذا الشأن".

وأشار وزير الخارجية إلى أن استمرار التواجد العسكري الأجنبي في ليبيا بكافة أشكاله يوفر بيئة غير مستقرة حاضنة للإرهاب والتطرف بما يتيح انتقال العناصر الإرهابية في المنطقة، وأن الخبرة أثبتت أن الجريمة المنظمة والتنظيمات الإرهابية لا تعترف بالحدود، وما تلبث أن تستهدف دولاً خارج محيط نشاطها المباشر بعملياتها الإجرامية، ومن ذلك استهداف دول السـاحل والصحراء ووسط إفريقيا، مما يتطلب رفع قدرات تلك الدول على بسط سيطرتها على كامل أراضيها مع التأكيد على أهمية تعزيز الجهود القارية والدولية لدعم ركائز الدولة الوطنية لتمكينها من التصدي لمثل هذه الظواهر التي تزعزع الأمن والسلم الدوليين.

20210930_124006
اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي 

مصر تقدم 6 خطوات لتحقيق الاستقرار في ليبيا 

واقترح شكري  أن يخرج اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي بتوافق حول ما يلي: 
1- حتمية الخروج غير المشروط والمتزامن والمنسق لكافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب دون استثناء، بما يتماشى مع المقررات الدولية في هذا الشأن، ودعم مهمة لجنة ٥+٥ العسكرية المشتركة في هذا الخصوص.  

2- تجديد الالتزام والدعم لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك ما نص عليه بشأن تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وخروج أطقم التدريب.

3- السير قُدمًا نحو الانتهاء من إجراءات مراجعة وتنقيح الاتفاقية الإفريقية لمكافحة الارتزاق في إفريقيا.

4- حث الدول المُصدرة للمقاتلين والمرتزقة لاستعادة من جلبتهم من مناطق أخرى، والمتابعة الأمنية اللصيقة للعناصر الأشد خطورة، مع معاقبة داعمي المرتزقة ومستخدميهم ومن يُيَسرون عبورهم وانتقالهم بين مختلف الدول.

20210930_124000
شكري في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي 

5- تعزيز التعاون المشترك على المستوى القاري لتتبع حركة المرتزقة وأنشطتهم، ووضع آليات للتتبع وتبادل المعلومات، وسن أو تعديل التشريعات الجنائية الداخلية بما يتلاءم مع مكافحة هذا الخطر.

6- ضرورة إسهام المجتمع الدولي في دعم برامج إدماج وإعادة تأهيل العناصر المنخرطة في المجموعات المسلحة بعد تسريحهم، ووضع البرامج المُلائمة لنزع الأسلحة الموجودة بحوزتهم، اتساقًا مع مبادرة إسكات البنادق التابعة للاتحاد الإفريقي، وبما يوفر الإطار المناسب للتعامل مع ظاهرة المرتزقة.

وتابع: "وختامًا، أؤكد مرة أخرى أن مصر كانت وستظل داعمة للشعب الليبي، وللجهود الدولية والإقليمية المتواصلة لتحقيق طموحاته، مقدرةً جهود مجلس السلم والأمن الإفريقي، ودول جوار ليبيا، والبعثة الأممية للدعم في ليبيا، والمنظمات الإقليمية المختلفة في هذا الصدد".