فى ذكرى رحيله.. كيف كانت علاقة جمال عبدالناصر بالأقباط؟
يتمتع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذي تحتفل مصر بذكرى رحيله الـ51 اليوم 28 سبتمبر، بمحبة كبيرة في قلوب كل الأقباط، نظرًا لعلاقته الوطيدة بالبابا كيرلس السادس، المُعترف بقداسته من قبل المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وقال تادرس عيد، مُدرس التاريخ الكنسي، بإيبارشية طهطا، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن محبة الزعيم عبدالناصر في قلوب الأقباط لم تكن وليدة اللحظة بل جاءت نتيجة العلاقة الوقية وليت يصفها البعض بالصداقة بين عبدالناصر والبابا كيرلس.
وشرح "عيد" أن تلك العلاقة لم تكن على وفاق في أول الأمر، ولكنها تحولت إلى علاقة ود ومحبة بعد قيام البابا كيرلس بالصلاة لأجل أحد أفراد أسرة عبدالناصر مما نتج عنه الشفاء.
وأوضح أن أبرز المواقف التي تجلت فيها تلك الصداقة هو فتح أبناء عبدالناصر لحصلاتهم وإفراغ ما بها من نقود ومنحها كتبرع للبابا كيرلس السادس أثناء بناء كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بالعباسية بالقاهرة، حيث كان مقر البابا في الأوقات السابقة في الكنيسة المرقسية الكبرى بحي الأزبكية بميدان رمسيس، وهي الآن مقر أسقفية وسط القاهرة التي يعتليها الأنبا رافائيل، ولا يزال هناك متحف يضم حجيات البابا كيرلس السادس.
وأكد "عيد" أنه كما حضر الزعيم جمال عبدالناصر والأمبراطور الإثيوبي هيلاسلاسي وضع حجر أساس الكاتدرائية وكذلك افتتاحها.
وقال الموقع الرسمي لكنيسة القديس تكلا هيمانوت الحبشي للأقباط الأ رثوذكس بالإبراهيمية بالإسكندرية، وهو موقع كنسي معتمد عن فترة حكم جمال عبدالناصر، إنه قاد عبد الناصر مجموعة من المفاوضات لخروج الإنجليز من مصر، حيث نجح في ذلك عام 1954.
وأضاف: "وبعد أن رفض البنك الدولي تمويل مشروع بناء سد أسوان، قام عبدالناصر بتأميم قناة السويس للإنفاق من عائداتها على مشاريع تنمية البلاد، مما أثار غضب بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وقاموا بمهاجمة مصر فيما عرف بالعدوان الثلاثي، ثم قام جمال عبدالناصر بدمج مصر مع سوريا، فيما عُرِف باسم الجمهورية العربية المتحدة، ورغم أنها استمرت ثلاث سنوات فقط، فإن مصر احتفظت بنفس الاسم لعدة سنوات قادمة".
