رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير إيطالي: إثيوبيا تشهد «مجزرة صامتة» بعد تفاقم أزمة الجوع في «تيجراي»

اقليم تيجراي
اقليم تيجراي

قال موقع “Valigia Blu” الإيطالي، إن إثيوبيا تشهد "مجزرة صامتة" في ظل تفاقم أزمة الجوع بشكل خطير في إقليم تيجراي الشمالي، نتيجة استمرار الحصار الإنساني الذي تفرضه الحكومة الإثيوبية على المنطقة المحرومة من أبسط المواد الغذائية الأساسية والإمدادات اللازمة. 

وأضاف الموقع:"المجاعة تلوح في الأفق فوق منطقة تيجراي، والأطفال تموت من الجوع وسوء التغذية. الوضع ساء بشكل خطير بسبب استمرار الحصار الإنساني القائم بحكم الأمر الواقع، والذي تفاقم بسبب نقص الكهرباء والوصول إلى الاتصالات، ما يمنع من دخول معظم المساعدات إلى المنطقة". 

وأشار الموقع في تقريره إلى أن “الصراع في تيجراي تسبب في مقتل الآلاف، وتشريد أكثر من مليوني شخص، وممارسة العنف الجنسي والتطهير العرقي ضد المدنيين، فضلا عن تدمير البنية التحتية للمباني والمستشفيات”، مضيفًا أن “الأطباء يخشون أن تدخل تيجراي مرحلة يمكن أن تدفع إثيوبيا إلى الوراء لأربعين عاما تقريبا، عندما كانت البلاد غارقة في مجاعة رهيبة قتلت أكثر من مليون شخص”. 

وتابع "لقد ثلاثة أشهر على جرس الإنذار الذي أطلقته الأمم المتحدة والذي حذرت فيه من أن 400 ألف شخص قد تجاوز عتبة المجاعة في تيجراي، وكان 1.8 مليون آخرين على وشك اللحاق بهم". 

ونقل الموقع عن إحدى السيدات في تيجراي، يعاني ابنها البالغ من العمر ثمانية عشر شهرا سوء تغذية حاد، قولها "ابني يزن ثلاثة كيلوجرامات فقط وهو الآن يتنهد من الألم"،  مضيفة" انتهى كل شيء، وأصبح من الطبيعي عدم تناول الطعام لمدة أربعة أيام". 

وأوضحت السيدة، التي تعيش في قرية أراجور، شرق ميكيلي العاصمة الإقليمية لتيجراي، أنها حاولت البقاء على قيد الحياة من خلال تناول ما يستطيع أقاربها إعطائها لها، وقالت "انتظرت أسبوعين في القرية، على أمل أن يساعدني أحد، لكن لم يستطع أحد مساعدتي، فهم جميعا في نفس ظروفي". 

وواصلت "لا أستطيع الجلوس هكذا وانتظار موت ابني بين ذراعي وأنا أراه يضعف يومًا بعد يوم". 

فيما قال أحد السكان وهو يشتكي من إصابة ابنته الرضيعة بسوء التغذية نتيجة الجوع: "الطعام نفذ منذ شهرين، حاولنا النجاة من خلال طلب المساعدة، لم نأكل منذ ثلاثة أسابيع، ولا أستطيع شراء الحليب لطفلتي ووالدتها لا تتمكن من إرضاعها". 

كما نقل الموقع عن الدكتور هايلوم كيبيدي، مدير الأبحاث في مستشفى أيدر في ميكيلي، وهي الأكبر في المنطقة، قوله:"إنها عملية قتل صامتة، الناس يموتون بالفعل". 

وقال طبيب آخر يعمل بنفس المستشفى:"يوجد حاليًا في المستشفي حوالي خمسين طفلاً تم تشخيصهم بسوء التغذية، ولكن هناك القليل مما يمكن للأطباء القيام به"، مضيفا "الأدوية والإمدادات الغذائية نفدت لدينا بالفعل".

ونوه الموقع بأن نائب منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في إثيوبيا، أعلن في أوائل الشهر الجاري، عن وجوب إرسال ما لا يقل عن مائة شاحنة محملة بالمواد الغذائية والمنتجات غير الغذائية والوقود إلى تيجراي كل يوم لتلبية احتياجات السكان المحرومين، محذرًا من أن مخزونات المساعدات الإنسانية والأموال والوقود على وشك النفاد أو استنفدت بالفعل".