رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنتج أنور وجدى.. الحصان الرابح بين أبناء جيله

المنتج أنور وجدى
المنتج أنور وجدى

يعد الإنتاج السينمائي من أهم صناعات العصر الحديث، والتي يقع على عاتقها ليس فقط عبء بقاء صناعة السينما واستمرارها والحرص على نموها وازدهارها لضمان اقتصاد متماسك وقوي، ولكن يجب أن يكون لدينا منتجون لديهم الحث الفني والقدرة على الاستثمار دون أدنى إخلال بعناصر الجودة الفنية والفكرية وبعوامل الجذب السينمائي الأساسية، والتي لها مردودها في زيادة إيرادات الأفلام ودعم نمو اقتصاد صناعة السينما.

إن انتاج الفيلم السينمائي باعتباره منتجًا فنيًا وصناعيًا، يتطلب درجات من المعرفة والحرفية، لذلك فإن شركات الإنتاج تأخذ بعين الاعتبار انتقاء كتاب السيناريو والمخرجين المبدعين الذين لديهم مهارة خاصة في مجال تخصصهم ونجد بطل العمل هو المنتج وربما المخرج والمؤلف في بعض الأحيان، الأمر الذي يتطلب مهارة فنية من نوع خاص. 

كما نجد أيضًا الفنان يتحول إلى منتج دون أن يشارك في بطولة العمل أو مخرج قرر أن ينتج بعض الأعمال سواء من إخراجه أو لا، وسنرصد أهم منتجين السينما المصرية، ومن أبرزهم الفنان" يوسف وهبي-أنور وجدي – توجو مزراحي – حسين صدقي – رمسيس نجيب – ماجدة – مديحه يسري وغيرهم من المنتجين". 

أكد المؤرخ الفني محمد شوقي، لـ«الدستور» على أهمية دور هؤلاء المنتجين، وقال عن: المنتج أنور وجدي: «يعتبر أنور وجدي من أمهر أبناء جيله، و يعد الحصان الرابح بينهم، كان يجيد بمهارة صناعة الأعمال السينمائية و توفير إنتاج سخي لظهور أفلامه بشكل مميز و غني، و كذلك يجيد الاستثمار في النجوم، لذلك أنشأ الفنان أنور وجدي شركه "الأفلام المتحدة للإنتاج الفني"، فقد قام بإنتاج فيلم "ليله العيد" عام 1949 كتجربة مع شادية و إسماعيل يس و شكوكو، و حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، و قرر التعاون مع الفنان إسماعيل يس و الذي أنتج له أول فيلم جماهيري باسمه "المليونير" مع الفنانة كاميليا، واشترك أنور وجدي في كتابه السيناريو مع أبو السعود الأبياري، وكان الفيلم من إخراج حلمي رفلة، و حقق الفيلم نجاحًا ساحقًا استطاع من خلاله إسماعيل يس أن يكون نجم شباك».

وتابع «شوقي»: «في العام التالي أثار انتباهه الثنائي كمال الشناوي و شادية قبل أن تنتج لهم المنتجة آسيا من خلال فيلم "ليلة الحنة" عام 1951، و كان الفيلم سيناريو وإخراج أنور وجدي، وكانت مقدمة الفيلم بصوت أنور وجدي، لأول مرة من خلال هذا الثنائي استطاع أنور وجدي أن ينتج لهم حوالي 25 فيلمًا، وبعد ذلك انهال المنتجين عليهم، كما قدم سلسله أفلامه مع ليلي مراد " قلبي دليلي، غزل البنات، عنبر، ليلي بنت الفقراء، ليلي بنت الأغنياء، حبيب الروح، وبنت الأكابر"».

و أكد «شوقي» حرص أنور وجدي الدائم على اختيار جميع إكسسوارات الأفلام "مجوهرات، أزياء، موبيلات" بعناية شديد حتى يحقق عنصر الرقي للفيلم، بالإضافة إلى استعانته بكبار الفنانين، ومنهم الموسيقار محمد عبد الوهاب والسنباطي وزكريا أحمد، وبذلك يثقل الفيلم موسيقيًا، بالإضافة إلى ذكائه الواضح في إيجاد الحلول لبعض المشكلات أثناء التصوير، استطاعت أفلامه أن تلقب بعض الفنانين بلقب "نجم شباك"، ومنهم "الفنان فريد شوقي،كمال الشناوي، شادية، إسماعيل يس"، استطاع بعينه الفنية أن يجعلهم نجوم شباك يستفيدون منه، ويستفيد منهم.

و أشار "شوقي" إلى كيفيه اكتشاف أنور وجدي للطفلة المعجزة فيروز عندما طلب منه الممثل إلياس مؤدب منه، أن تظهر في أحد أفلامه فتاة صغيرة وهي ابنه أحد أصدقائه، فطلب أنور وجدي أن يري الفتاة وبعد أن قابلها لم يكتفي أن تشارك الطفلة في فيلم ولكنه أبدى استعداده لعمل فيلم من بطولتها، اجتمع أنور وجدي مع أبو السعود الأبياري والسيد بدير لاستشارتهم، و بالفعل غامر أنور وجدي و أنتج فيلم "ياسمين 1951، دهب 1952 ، فيروز هانم"، أسند فيلم "دهب" في البداية للفنانة فاتن حمامة، و لكنها رفضت أن تكون دور ثاني خوفًا على المكانة الفنية التي وصلت إليها، وكان الفيلم من نصيب الفنانة ماجدة، و بسبب مغالاة والد فيروز في أجر ابنته كان يمكن أن نرى سلسله أفلام كثيرة للطفلة المعجزة فيروز.

استطاع الفنان أنور وجدي أن يقدم أهم الأفلام التي سجلت في انطلاقة السينما في مصر، وحفر اسمه واحدًا من أهم الفنانين، ومن أهم رواد السينما العربية.