رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطر الزيادة السكانية

 

بين الحين والآخر يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الزيادة السكانية الرهيبة التى تبتلع كل جهود التنمية التى بسببها لا يشعر المواطن بأى جهود تنموية تقدمها الحكومة لضياعها هباءً منثورًا وسط هذا التكدس السكانى الرهيب.

إن الزيادة السكانية من أخطر التحديات التى تواجه المجتمع، وتؤثر بشكل فعال فى حياة كل مواطن، وهذه الزيادة تعد بمثابة خطر دائم يهدد أمن وسلامة المواطن لا سيما أنها تلتهم التنمية، ولذا فإن مواجهة الزيادة السكانية لا تقل أهمية عن مواجهة الإرهاب. 

وترجع أهمية هذه القضية إلى التفاوت الكبير بين الزيادة السكانية السريعة وقلة الموارد، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تنظيم النسل كوسيلة فعالة للحفاظ على مستوى حياة أفضل للإنسان.

وتعد قضية تنظيم النسل من القضايا المعاصرة الملحة، وقد تنبه إليها العالم فى نهاية القرن التاسع عشر، وكان أول من أيقظ العالم على مشكلة زيادة السكان هو القس البريطانى توماس مالتوس فى عام ١٧٩٨، ولكن العالم لم ينتبه لخطورة المشكلة إلا فى القرن العشرين.

ونحن هنا نفرق بين «تنظيم النسل» و«تحديد النسل»، فالتحديد يعنى الإنقاص باستمرار، ولكن التنظيم يعنى أن تتخذ كل أسرة قرارها الخاص، حسب ظروفها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، بحيث يرتفع عدد الأولاد أو ينخفض طبقًا لظروفها الخاصة. 

وفى حقيقة الأمر قد يرفض البعض «تنظيم النسل» بحجة أن هناك دولًا لديها عشرات الملايين من البشر ولم تنظم النسل، وقد تناسى هؤلاء أن المقارنة هنا لا تجوز، حيث إن لكل دولة ظروفها الاقتصادية، ومن ثم فإن الزيادة السكانية فى مصر فى اللحظة الراهنة تعد بمثابة نقمة ومشكلة وكارثة لعدم وجود موارد كافية لهذه الأعداد الهائلة من البشر، فالنمو السكانى لا يعد فى حد ذاته مشكلة، حيث إن بعضًا من الدول يتزايد السكان فيها بشكل سريع والدول العربية البترولية خير دليل على ذلك، إذ ترحب بمزيد من النمو السكانى، وإنما المشكلة ترتبط فى واقع الأمر بالعلاقة بين السكان والموارد وكذلك بين الزيادة السكانية والنمو الاقتصادى، فإذا اختلت العلاقة بين السكان والموارد وكذلك بين الزيادة السكانية والنمو الاقتصادى هنا تكون المشكلة السكانية فى أى مجتمع من المجتمعات، وأيضًا العلاقة بين السكان والموارد لا تقتصر على السكان من حيث عددهم فحسب ولكن من حيث حاجتهم المتزايدة المتصاعدة. 

ولعل من أهم أسباب الزيادة السكانية هو عدم إدراك المجتمع، حتى هذه اللحظة، أن هناك مشكلة تواجهه، فالأرقام التى يعلنها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء تعطينا جرس إنذار، وبناءً على هذه الأرقام يجب اتخاذ سياسات وقرارات صائبة، ولذلك نتحمل جميعًا المسئولية.

ومن أسباب الزيادة السكانية: قلة الوفيات، الزواج فى سن مبكرة، الرغبة فى زيادة النسل، خوف الشيخوخة، الجهل بوسائل تنظيم النسل. 

ومن المشكلات المترتبة على زيادة السكان: انخفاض دخل الفرد، البطالة، عدم كفاية الخدمات، ضعف الصحة.

إن تنظيم النسل يتفق مع القيم الدينية ولا يتعارض مع الإرادة الإلهية، هذا إذا كنا واعين بشئون دنيانا!!