رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفن روح المجتمع.. مبدعو أول قافلة ثقافية لـ«حياة كريمة»: اكتشفت مواهبنا وطورتها

 قافلة ثقافية لـ«حياة
قافلة ثقافية لـ«حياة كريمة

 

تعمل مبادرة «حياة كريمة» على تحقيق العدالة الثقافية لأبناء الريف، من خلال تنظيم أول قافلة ثقافية فنية، استهدفت ١٦ قرية داخل مركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، بغرض اكتشاف المواهب من مختلف الأعمار فى شتى الفنون من مسرح وفن تشكيلى وعزف وغناء وغيرها من الأشياء التى تنير عقول الشباب والأطفال.

واستغرقت الورش التدريبية التى خصصتها القافلة نحو شهر، وبعدها تم تنفيذ حفل ختامى لفعاليات الأنشطة التى نظمتها المبادرة، وأُقيم بقرية المطمر بمركز ساحل سليم، وحضرته وزيرة الثقافة التى كرّمت الفائزين فى تلك الورش.

وتواصلت «الدستور» مع الفائزين الذين أشادوا جميعهم بجهود المبادرة فى تنمية قدراتهم الإبداعية، وطالبوا بتوفير مراكز إبداعية بالقرب من قراهم؛ لتنمية مواهبهم وممارسة إبداعاتهم، وغيرها من التفاصيل التى يتحدثون عنها خلال السطور التالية.

مارتينا لطيف: حصلت على التقدير المناسب بعد العزف على البيانو

قالت مارتينا لطيف، ١٣ عامًا، تسكن بقرية بويط، إنها تعلمت العزف فى عمر ٣ سنوات على بيانو صغير فى المنزل، وظلت تعزف عليه حتى الصف الأول الابتدائى، واشترت لها والدتها بيانو آخر أكبر حجمًا، وكانت تستمع إلى المقطوعات الموسيقية فى التليفزيون وتقلدها، إلى أن جاءت مبادرة «حياة كريمة»، ووفرت لها الدراسة المناسبة لتتعلم العزف.

وأضافت أنها اعتمدت على التعليم الذاتى فى البداية، إذ لم يكن متوافرًا بمدرستها معلم موسيقى؛ لذا كانت والدتها ترسل المقطوعات الموسيقية التى تعزفها إلى أحد أساتذة الموسيقى فى قصر الثقافة بالمركز عبر البريد الإلكترونى الخاص بأحد جيرانها؛ قائلة: «لم نكن نستطيع تحمل نفقات الذهاب إلى المركز الذى يبعد عن قريتى كثيرًا، خاصة أن ظروفنا المعيشية صعبة».

وتابعت: «تلقت أمى مكالمة هاتفية من إدارة المدرسة تخبرها بأن مبادرة حياة كريمة تقدم ورشًا فنية وثقافية فى القرية لتنمية المواهب؛ كونهم يعرفون رغبتى فى تعلم العزف، وسرعان ما توجهت إلى المدرسة مصطحبة معى البيانو لأجد مئات الأطفال ينتظرون دورهم فى تقديم مواهبهم أمام مجموعة من معلمى الموسيقى، الذين طالما رأيتهم على قنوات التليفزيون». وأردفت «مارتينا» أنها غمرتها الفرحة عندما طلبت منها لجنة الموسيقى القدوم لقصر الثقافة بالمركز للحصول على ورش تدريبية فى العزف، مردفة: «مكنتش مصدقة نفسى أخيرًا هطور موهبتى وأقدر أعزف كويس»، مشيرة إلى أنها تعلمت الكثير من تلك الورش، واكتسبت ثقة كبيرة فى نفسها من خلال عزفها أمام مجموعة كبيرة من الأشخاص. وأوضحت أن مدرب الورشة أخبرها بموعد عزفها أمام وزيرة الثقافة فى الحفل الختامى لفعاليات الأنشطة؛ لذلك استعدت جيدًا بالتدريب المتواصل، وبمجرد انتهائها من العزف فى الاحتفال لاقت تصفيقًا حارًا من الموجودين، وتشجيعًا كبيرًا من كبار القيادات الثقافية التى التقطت الصور التذكارية معها. ونوهت بحصولها على شهادة تقدير من الوزيرة التى وعدتها بمكافأة مالية، كما وعدها وكيل وزارة الثقافة بالمحافظة بإهدائها بيانو كبيرًا لتتمكن من العزف عليه بسهولة. ووجهت الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى ووزيرة الثقافة وجميع القائمين على مبادرة «حياة كريمة»؛ لحرصهم على تنمية المواهب فى القرى، مطالبة بإطلاق فعاليات وأنشطة فنية داخل قريتها بصفة دورية.

ملك عصام:  علمتنى الرسم الاحترافى فكرمتنى وزيرة الثقافة

رغم موهبتها التى ظهرت فى سن مبكرة جدًا، كادت أسرة ملك عصام، التى تبلغ من العمر ١٢ عامًا، تكتفى بتشجيع الطفلة الموهوبة على إجادة الرسم فى المنزل، مكتفية فى ذلك بما تتعلمه «ملك» فى حصة الرسم بالمدرسة، نظرًا لظروف الأسرة التى تحول دون التحاق ابنتها بالدورات التدريبية التى يمكن أن تثرى موهبتها، إلى أن جاءت «حياة كريمة» لتغير كل شىء. موهبة «ملك»، التى تقطن مع أسرتها بقرية العونة، بمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، كانت معروفة لدى مدرسى الأنشطة بمدرستها، لذا طلبوا منها إحضار رسوماتها والذهاب إلى ورشة فنية تقام بمدرسة مجاورة، تحت إشراف «حياة كريمة». وتؤكد «ملك» أنها شعرت بفرحة كبيرة حين أُعجبت اللجنة المشرفة على الورشة برسوماتها، وبدأت تدريبها على الرسم الاحترافى مع المتابعة المستمرة من إحدى المتخصصات فى الفنون التشكيلية، إلى أن تمكنت من تنمية موهبتها، وتعلم بعض القواعد النظرية المهمة، وعلى رأسها الاستخدامات المناسبة للألوان ودلالاتها. وخلال الورشة، اشتركت «ملك» فى إحدى المسابقات الفنية، واستطاعت من خلال رسوماتها عن المناظر الطبيعية فى قريتها التى ركزت فيها على مشاهد شروق وغروب الشمس، وتصوير الحيوانات فى القرية، أن تفوز بتلك المسابقة.

وعن شعورها أثناء تسلم الجائزة، تؤكد الفنانة الصغيرة ملك عصام أنها لم ولن تنسى لحظات تكريمها من وزيرة الثقافة، كما لن تنسى أبدًا نظرات الفخر التى لاحظتها فى أعين أسرتها، أثناء تصفيق العشرات لها خلال الحفل الذى أُقيم بتلك المناسبة. 

مى حامد: لم أتصور تنمية موهبتى داخل قريتى

«لم أتخيل أبدًا أننى سأكون قادرة على تنمية موهبتى فى إلقاء الشعر والأداء المسرحى، بمساعدة عدد من أكفأ الشعراء والمخرجين، دون أن أخرج من قريتى ودون أن أتكبد عناء الانتقال من القرية إلى المدينة، كما لم أتصور أن ذلك ممكن دون دفع مبالغ مالية كبيرة فى ورش التدريب». هكذا عبرت مى حامد، ابنة قرية المطمر بمركز ساحل سليم بأسيوط، البالغة من العمر ١٦ عامًا، عن سعادتها بالانضمام إلى الفعاليات الثقافية التى نفذتها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بقريتها. 

وأضافت: «شاركت فى عرض مسرحى أُقيم بالقرية أثناء الحفل الختامى لفعاليات المبادرة، بعد حصولى على فترة تدريب طويلة داخل قصر ثقافة ساحل سليم، تعلمت خلالها آلية انتقاء القصائد واختيار ما يناسب طبقات صوتى وقدراتى فى الإلقاء، ما جعلنى أكتسب ثقة كبيرة فى نفسى وقدراتى، وأصبحت قادرة على إلقاء الشعر أمام حشد كبير من الناس». وتابعت: «حصلت على شهادة تقدير ومكافأة مالية نظرًا لأدائى، لذا أوجه الشكر للقائمين على المبادرة الرئاسية، وأرجو تكرار مثل هذه الفعاليات الثقافية التى تدعم المواهب الشابة فى الريف المصرى». 

مينا إبراهيم: لخصنا جهود المبادرة فى مسرحية «مصر التى نريدها»

يمارس مينا إبراهيم، ٢٣ عامًا، نشاطه فى التمثيل المسرحى منذ ٩ سنوات، لذا فهو معتاد على مواجهة الجمهور، لكن عرضه المسرحى الأخير كان مختلفًا؛ لأن فريقه كان مكونًا من شباب وأطفال من قرى مركز ساحل سليم، قضوا ساعات طويلة على مدار عدة أسابيع من أجل التدرب على عرضهم تحت إشراف مدربين محترفين، وفرتهم مبادرة «حياة كريمة».

وقال «مينا»: «فرقتنا المسرحية تتكون من أبناء القرى، وقدمت عرضها على مسرح أقيم بقرية، وحضرته وزيرة الثقافة وعدد من الرموز الثقافية فى مصر وسط حشد جماهيرى واسع من أبناء الريف، وربما نكون أول من فعل ذلك».

وأضاف: «نجسد فى عرضنا المسرحى (مصر التى نريدها)، المراحل التاريخية التى مرت بها مصر منذ عصر الفراعنة ومرورًا بعهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر ووصولًا إلى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لذا تضمن الفصل الأخير من العرض جهود مبادرة حياة كريمة فى تطوير الريف المصرى».

وتابع: «العرض لاقى تفاعلًا كبيرًا من الحاضرين، لذا نتمنى عرضه مجددًا فى جميع أنحاء الجمهورية؛ لدوره فى التوعية بالأحداث التاريخية التى شهدتها وتشهدها مصر، مع توضيح الجهود الرئاسية فى نشر الثقافة والإبداع داخل القرى».

عبدالرحمن ذكى: زادت قدرتى على ضبط القوافى 

«أخيرًا لقيت نفسى، لأنى بادور من زمان على حد يوجهنى صح».. بهذه الكلمات عبر عبدالرحمن ذكى، الذى يبلغ من العمر ١٥ عامًا، ويقطن بقرية العفادرة، بمركز ساحل سليم بأسيوط، عن أهمية الأنشطة الثقافية التى تقدمها مبادرة «حياة كريمة» لأبناء الريف. وأوضح «عبدالرحمن» أنه يكتب، منذ نحو عامين، أشعارًا بالفصحى والعامية، معتمدًا على قدراته الذاتية فى تنمية موهبته، إلى أن اتصل به أحد أساتذته فى المدرسة ليخبره بأن لجنة من كبار الشعراء والأدباء وصلت القرية وتبحث عن المواهب، ما جعله يقصد اللجنة ويلقى أمامها بقصائده التى حازت على إعجابهم. وأضاف: «بعد يومين من اللقاء، اتصل بى أحد أعضاء اللجنة؛ وبشرنى بقبولى ضمن الفريق المشارك بالفعالية الثقافية التى تقيمها حياة كريمة، وطلب منه الحضور إلى الورش التدريبية التى تقام بقصر الثقافة فى مدينة ساحل سليم». وعن مدى استفادته من تلك الورش التدريبية، قال «عبدالرحمن»: «تعلمت منها الكثير عن الأوزان والقوافى، كما تعلمت أصول الإلقاء الصحيح للشعر، وخلال الورشة كتبت قصيدتين حازتا على إعجاب الجميع». وعن شعوره أثناء تكريمه، قال: «بمجرد سماع اسمى تسارعت دقات قلبى ولم يوقفها التصفيق الحار ولا كلمات التشجيع التى انهالت على أذنى إلى أن تسلمت شهادة التقدير.

مدير ثقافة أسيوط: ورش فى مختلف مجالات الفنون بـ16 قرية

أشاد ضياء مكاوى، مدير عام الثقافة فى أسيوط، بجهود مبادرة «حياة كريمة» فى اكتشاف المواهب داخل قرى مركز ساحل سليم، من خلال ورش تدريبية فى شتى المجالات الفنية، مثل الفنون المسرحية والتشكيلية والغناء والموسيقى. وأوضح «مكاوى» أنه تم تنظيم هذه الورش على مدى فترة تصل لـ٢٦ يومًا، خلال أغسطس الماضى، فى ١٦ قرية، بناءً على دراسة أثبتت أنهم الأكثر فقرًا على مستوى محافظة أسيوط، وذلك فى إطار السعى لتحقيق «العدالة الثقافية» فى الجنوب، وضمان حق أهالى تلك المناطق فى تنمية مواهبهم الإبداعية.

وأضاف أن هذه الورش تستهدف أيضًا نشر ثقافة المشاركة، من خلال مساهمة الأفراد فى نشر الثقافة وليس تلقيها، وذلك بمشاركتهم فى العروض المسرحية، وتقديم إبداعاتهم التشكيلية، وغيرها من أشكال الفنون.

وواصل: «تم اكتشاف العديد من المواهب بالفعل، لذا قررت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، تدشين مركز لتنمية المواهب فى ساحل سليم»، موجهًًا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى والوزيرة لحرصهما على تنمية مواهب أبناء الريف.

عضو لجنة الموسيقى: اكتشفنا ١٥ متميزًا فى الغناء والعزف بين ٨ و١٣ سنة

كشف نصرالدين أحمد، عضو لجنة العزف والموسيقى ضمن الفعالية، عن أن عملية البحث عن المواهب فى قرى مركز ساحل سليم تمت على مرحلتين، بداية من تفقد الوحدات المحلية والمدارس، التى استضافت لجان الفعاليات وشهدت إقبالًا كبيرًا من أبناء القرى، لمدة ١٥ يومًا، من أجل اكتشاف المواهب المدفونة، وبالفعل تم اكتشاف ١٠ مواهب فى الغناء و٥ فى العزف، تتراوح أعمارها ما بين ٨ و١٣ عامًا. وشملت المرحلة الثانية، وفقًا لـ«نصرالدين»، تدريب هذه المواهب المكتشفة على المقامات الموسيقية ومخارج الحروف، لمدة ١٥ يومًا، من الرابعة عصرًا حتى الثامنة مساءً، داخل قصر ثقافة ساحل سليم، مشيرًا إلى عدم اقتصار التدريب على الجانب العملى فقط، بل تضمن تزويد المواهب بالمعرفة النظرية حول تاريخ الموسيقى وأشهر الفنانين المصريين. وأضاف: «كان الأطفال يشعرون بفرحة كبيرة، ولاحظت فى نهاية كل يوم تدريب أنهم يريدون تعلم ومعرفة المزيد عن أصول الموسيقى، ولا يرغبون فى التوقف عن العزف والغناء، حتى اقترح أحدهم زيادة فترة التدريب لتشمل ساعات أطول فى اليوم، وفى نهاية الورشة التدريبية والاستعداد للحفل الختامى الذى شهدته وزيرة الثقافة، بكى جميع الأطفال، لرغبتهم فى عدم انتهائها».

وطالب عضو لجنة العزف والموسيقى بإقامة مراكز لتنمية مواهب الأطفال الفنية والثقافية داخل القرى، وعدم اقتصار الأمر على أبناء المدن فقط، مشيدًا فى هذا الإطار باهتمام مبادرة «حياة كريمة» بإقامة فعاليات إبداعية وفنية فى هذا الإطار، موجهًا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى ووزيرة الثقافة لحرصهما على نشر الفن واكتشاف المواهب فى جميع أنحاء الجمهورية.