رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تنزف من المجاعة

«مأساة تيجري».. مجلة إيطالية: سكان الإقليم يعيشون في عذاب ويموتون من الجوع

تيجري
تيجري

نددت مجلة "فوكس أون أفريكا" الإيطالية، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، بتداعيات الحرب الدائرة في تيجراي اقصى شمال إثيوبيا، مشيرة إلى أن الإقليم دخل إلى ما يقرب من عام من الحياة في عذاب، حيث تميل الكارثة الإنسانية إلى التفاقم يومًا بعد يوم.

وأضافت المجلة "عرقية تيجراي يموتون من الجوع ليس فقط نتيجة قطع الحكومة المساعدات الإنسانية عنهم، ولكن نتيجة تدمير وحرق المحاصيل في الحقول وسرقة وقتل الماشية خلال أشهر الذروة من حرب الإبادة الجماعية. 

وتابعت "تيجراي تنزف بالفعل، وجميع الأشخاص المحاصرين في تلك المنطقة يعانون من مجاعة وشيكة أحدثتها وخلقها خيارات سياسية محددة".

عرقلة الحكومة الإثيوبية المساعدات الإغاثية 

وأدانت المجلة استمرار الحكومة في أديس أبابا، في عرقلة وصول المساعدات الإغاثية الضرورية لسكان تيجراي، واتجاهها لقطع الاتصالات والكهرباء وكل وسائل التواصل عن الإقليم المحاصر بهدف عزلها عن بقية إثيوبيا والعالم بسبب حدودها المغلقة. 

وأضافت "اليوم شعب تيجراي وكل من يعيش هناك متأثر بعواقب تلك الحرب، ومن المؤكد أن حاجتهم الرئيسية في الغذاء والماء تتزايد كل يوم ليتمكنوا من النجاة من المجاعة". 

ودعت المجلة الحكومة الإثيوبية إلى ضرورة السماح بتسهيل مرور قوافل الإغاثة لتوزيع المواد الغذائية والأدوية والوقود على المتضررين، وعدم الاستمرار في غلق الطرق ووضع حد للانسداد المرتبط بالإجراءات البيروقراطية. 

وواصلت "مثل هذه الأساليب لا تسعى لتحقيق الخير الشعب الإثيوبي الذين يموت من الجوع ليس فقط للمساعدات الإنسانية التي لم يتم تلقيها، ولكن أيضًا للمحاصيل التي نُهبت أو دمرت أو أحرقت الحقول وسرقت أو قُتلت الماشية خلال أشهر الذروة من حرب الإبادة الجماعية." 

الأطفال في تيجراي تموت من الجوع وسوء التغذية 

ونقلت المجلة عن احد سكان تيجراي وهي امرأة تدعى جيرمانش ميليس، 30 عاماً، قولها:  "أصبح من الطبيعي أن نقضي أربعة أيام دون أكل أي شيء. انتظرت أسبوعين في القرية  على أمل أن يساعدني أحد، لكن لم يتمكن أحد من المساعدة. كان الجميع مثلنا (في نفس ظروف المجاعة)".

وأضافت جيرمانش:"أخبرني أقاربي أن أبقى في القرية ، وأنه لا يوجد شيء يمكن أن تفعله لي المستشفى، لكن عندما أرى ابني يضعف كل يوم ، لم أستطع الجلوس وانتظار موته بين يدي." 

وأشارت المجلة أنه الشهرين الماضيين، اصيب ما يقرب من 60 طفلاً بسوء التغذية الحاد نتيجة المجاعة، 6 منهم لم يتحملوا هذا الألم البطيء وماتوا. 

فيما قالت سيدة أخرى تبلغ من العمر 25 عامًا ، وهي أم لطفلين، إنها تخجل من الاضطرار إلى الانتقال من منزل إلى منزل ، وطرق أبواب الغرباء لطلب رغيف خبز أو جزء صغير، مضيفة "أعدت على قضاء يومين دون ان آكل شيئًا، لكن أطفالي لا يستطيعون قضاء أكثر من يوم واحد. انهم يبكون. "أدعو الله أن يتوقفوا عن هذا البكاء". 

وقال آحد المزارعين في قرية في ميكيلي، العاصمة الإقليمية لتيجراي إنه لم يعد بإمكانه إطعام أسرته وأبنائه، مضيفا "نفد الطعام منذ شهرين، لم يكن هناك شيء نأكله لمدة ثلاثة أسابيع. لم أستطع شراء الحليب لطفلي ووالدته لا تستطيع ارضاعه. إنه يبكي بلا توقف". 

واستكمل "عندما اسمع صرخاته، افكر أحيانا في قتل نفسي". 

ونقلت المجلة أيضا عن الدكتور سينتايهو ميسجانا  نائب الرئيس الطبي لمستشفى آيدر في تيجراي، قوله "إننا نكافح لتوفير الطعام للمرضى. إننا نكافح من أجل الاستمرار بموارد محدودة"، مشيرًا إلى أنه مع نقص الوقود تتأثر عمليات الإسعاف لنقل المرضى إلى المستشفيات في حالات الطوارئ. 

وأضاف:"لا نعرف عدد الأشخاص الذين يموتون في المنطقة بسبب سوء التغذية، نحن مفصولون عن المراكز الصحية بسبب انقطاع الاتصالات ولا يمكننا توفير الدعم الغذائي للبالغين لعامة الناس، وهو أمر مكلف للغاية وغير فعال بالنظر إلى الوضع الصعب الذي نعيش فيه". 

العقوبات الأمريكية ضد إثيوبيا 

وأيدت المجلة ما وصفته بالموقف القوى الذي اتخذته الولايات المتحدة تجاه الصراع في تيجراي، حيث وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن أمرًا تنفيذيًا بفرض عقوبات جديدة ضد جميع المتورطين في جرائم الحرب تيجراي، التي بدأت في نوفمبر من العام الماضي. 

وبينت أنه بحسب مسؤول رفيع المستوى في إدارة بايدن، فإن قابلية تطبيق هذه العقوبات الجديدة سيتم تنفيذها في غضون أسابيع قليلة وليس شهور، مشيرة إلى أن النظام الإثيوبي يرتكب جرائم حرب بهدف الإبادة الجماعية و التطهير العرقي لأتباع عرقية التيجراي. 

 ولفتت إلى أن مديرية ضوابط التجارة الدفاعية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية نفذت القيود التي فرضتها واشنطن على المساعدات العسكرية لإثيوبيا، على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان في تيجراي، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية للإقليم.