رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار فى حياة يوسف وهبى

المنتج يوسف وهبي
المنتج يوسف وهبي

يُعد الإنتاج السينمائي من أهم صناعات العصر الحديث، والتي يقع على عاتقها ليس فقط عبء بقاء صناعة السينما واستمرارها والحرص على نموها وازدهارها لضمان اقتصاد متماسك وقوي، ولكن يجب أن يكون لدينا منتجون لديهم الحث الفني والقدرة علي الاستثمار دون أدنى إخلال بعناصر الجودة الفنية والفكرية وبعوامل الجذب السينمائي الأساسية، والتي لها مردودها في زيادة إيرادات الأفلام ودعم نمو اقتصاد صناعة السينما.

 

إن إنتاج الفيلم السينمائي باعتباره منتجًا فنيًا وصناعيًا، يتطلب درجات من المعرفة والحرفية، لذلك فإن شركات الإنتاج تأخذ بعين الاعتبار انتقاء كتاب السيناريو والمخرجين المبدعين الذين لديهم مهارة خاصة في مجال تخصصهم وفي بعض الأحيان يكون بطل العمل هو المنتج وربما المخرج والمؤلف الأمر الذي يتطلب مهارة فنية من نوع خاص.

 

كما يمكن أن يتحول الفنان إلى منتج دون أن يشارك في بطولة العمل أو مخرج قرر أن ينتج بعض الأعمال سواء من إخراجه أو لا.

ونرصد أهم منتجين السينما المصرية، ومن أبرزهم يوسف وهبي- أنور وجدي – توجو مزراحي – حسين صدقي – رمسيس نجيب – ماجدة – مديحه يسري وغيرهم من المنتجين.

 

وعن المنتج يوسف وهبي، قال المؤرخ الفني محمد شوقي في تصريحات لـ"الدستور"، إنه قدم عددًا كبير من الأعمال التي ظلت محفورة في ذاكرة السينما المصرية، لما تحمله من معاني أخلاقية اتسمت بإبداع وتميز لم يتكرر حتى اليوم, كما لقب بعميد المسرح العربي.

 

وأضاف أن يوسف وهبي بطل للعديد من أفلام توجو مزراحي واكتسب منه خبرته الإنتاجية والتي بدأت عام 1930 بالتعاون مع صديقه المخرج محمد كريم بتأسيس شركة سينمائية باسم "رمسيس فيلم"، وكان أول أفلامها "زينب" عام 1930، ثم توالت موجته السينمائية كمنتج، إلى جانب تألقه في التمثيل والتأليف والإخراج كما انتج في الأربعينات من خلال فيلم "سفير جهنم 1945، وابن الحداد 1944، وأولاد الشوارع 1951، وبيومي أفندي1950".

 

وأكد "شوقي"، أن الفنان يوسف وهبي كان يمتلك مسرح رمسيس وفرقته وكانت أهم فرقة في ذلك الوقت، حيث كان الملك فاروق يحضر عروض مسرحيات فرقه رمسيس فقط دون غيرها، كما أنعم عليه بلقب "البكوية"، بالإضافة إلى منحة تصرف لمسرحه قدرها 400 جنيه شهريًا، لافتًا إلى أنه كان يقدم عروض ذات عظة وعبرة حتى أطلق عليه "مبعوث العناية الإلهية"، كما أنشاء مسجد في مسرحه ومنع الخمور وكان من طقوس مسرحه منع الخروج أثناء العرض، مشيرًا إلى أنه أوجد شروطًا صارمة كما لو كان المسرح مكان مقدس، فيما كانت حفلات مسرحه مكتملة دائمًا، وكان يخصص بنوار للأسرة المالكة في بداية عرض رواياته الجديدة.

 

وأشار "شوقي" إلى أنه قدم من الوجوه الجديدة الفنانة اللبنانية ألكسندرا نقولا بدران والتي أطلق عليها يوسف وهبي الاسم الفني نور الهدي، وقدمها من خلال فيلم "جوهرة" 1943، وفيلم "برلنتي" 1944، ثم استعان بها الموسيقار عبدالوهاب في فيلم "لست ملاكا" أخر أفلامه عام 1946.

 

 كما قدم يوسف وهبي لأول مرة الفنانة "فاتن حمامة" في أول أفلامها "ملاك الرحمة" عام 1946، وكانت عمرها حين ذاك 15 عام ثم قدمها بعد ذلك في أفلام اخرى.

 

وقدم للسينما الوجه الجميل "كاميليا" في فيلم "القناع الأحمر" 1947، وهو من الأفلام المفقودة بعد ان دفع الشرط الجزائي للمخرج أحمد سالم باعتباره مكتشف “كاميليا”، وأيضًا الوجه الجديد الفنان أنور وجدي في فيلم "الدفاع" عام 1936 وهو من الأفلام المفقودة، كما قدم الفنان محمد فوزي من خلال فيلم "سيف الجلاد" 1944 وهو أيضًا مفقود.

 

 وأوضح المؤرخ محمد شوقي، أن الفنان يوسف وهبي طلب منه تغير اسم فوزي، كما كان يطلق عليه في فرقه بديعة مصابني وبالفعل أصبح اسمه بعد ذلك محمد فوزي، كما اكتشاف يوسف وهبي للفنانة القديرة أمينة رزق، إلى جانب اكتشافه ممثلين الصف الثاني عبدالعظيم القطاب وحسن البارودي وفاخر فاخر.