رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدكتور محمد أبو شهبه يجيب.. هل كتبت الأحاديث النبوية في عهد عمر ابن عبد العزيز؟

تدوين الاحاديث
تدوين الاحاديث

جدل كبير حول من كتب الأحاديث النبوية ودونها، بعد رحيل النبي، عبر منصات التواصل الاجتماعي، فالبعض قال إنها في عهد الخلفاء الأربعة، بينما قال البعض الآخر إنها دونت وكتبت في عهد عمر ابن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين كما أطلق عليه العلماء.

وكتب الدكتور محمد أبو شهبه، من كبار علماء الأزهر، كتابا عن الأحاديث النبوية، وأكد خلاله على أن عمر ابن عبدالعزيز الذي فكر في التدوين. وقال إنه منذ أن رحل النبي إلى الرفيق الأعلى حتى كثر عدد من كان يكتب الحديث من الصحابة والتابعين، حيث روى عن سعيد بت جبير، أنه كان يكون مع ابن عباس رضى الله عنهما، فيسمع منه الحديث فيكتبه في واسطة الرحل فإذا نزل نسخه.

وأضاف أبو شهبه في كتابه "في رحاب السنة.. الكتب الصحاح الستة" فقد جاء عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: "كنا نكتب الحلال والحرام، وكان ابن شهاب يكتب كل ما يسمع، فلما احتيج إليه علمت أنه أعلم الناس"، وعن عشام بن عروة عن أبيه، أنه احترفت كتبه يوم الحرة في خلافة يزيد وكان يقول:" لو أن عندى كتبي بأهلي ومالي".

وتابع: "وقد هم الفاروق عمر أن يجمع الأحاديث ويكتبها واستشار أصحاب رسول الله، فأشاروا عليه فطفق يستخير الله في ذلك شهرًا ولكن الله لم يرد له.

وأكد أبو شهبه، أن الأمر استمر على ذلك، فالبعض يكتب الحديث، والبعض لا يكتب معتمدًا على ذاكرته، وقوة حفظه إلى أن كان عهد الخليفة الراشد عمر ابن عبدالعزيز رضى الله عنه فرأى جمع الأحاديث والسنن وتدوينها تدوينًا عامًا، وذلك خشية أن يضيع منها شئ بموت حافظيها، أو خشية التباس الباطل بالحق، فقد اتسعت رقعة البلاد الإسلامية، ودخل في الإسلام من كل جنس ولون، وفي هؤلاء المخلص للإسلام وغير المخلص، ووجد بعض الذين كان من أغراضهم الإفساد في الدين بالاختلاق والدس فيه ما ليس منه، كما نشأ بعض الخلافات السياسية والمذهبية والجنسية التي كانت سببًا من أسباب اختلاق الأحاديث.

وأشار إلى أن ولاية هذا الخليفة الراشد على رأس المائة الأولى سنة تسع وتسعين من الهجرة، فكتب إلى بعض المبرزين من العلماء في الأمصار وأمرهم بجمع الأحاديث وكتب إلى عماله يأمرهم  بذلك، روى مالك في الموطأ رواية محمد بن الحسن، أن عمر بن عبدالعزيز كتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : أن انظر ما كان من حديث رسول الله أو سننه أو حديث عمر أو نحو هذا ما كتبه، فإنى خفت دروس العلم وذهاب العلماء، وأوصاه أن يكتب ما عند عمرة بنت عبدالرحمن الأنصارية، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وخرجه البخاري في صحيحه تعليقًا.

ونوه إلى أنه أخرج أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" عن عمر بن عبدالعزيز أنه كتب إلى أهل الآفاق:" انظروا إلى حديث رسول الله فاجمعوه"، وممن كتب إليه الخليفة العادل الإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.