رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزمات تتوالى فى بريطانيا عقب الخروج من الاتحاد الأوروبى (صور)

بريطانيا و الاتحاد
بريطانيا و الاتحاد الأوروبى

عقب خروج المملكة المتحدة رسميا من الاتحاد الأوروبي بعد نصف قرن من الاندماج فيه وأربع سنوات ونصف السنة من مسلسل بريكست الطويل.. أصبح بريكست واقعا بمفعول كامل بعدما خرجت بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير 2020 لكنها اعتمدت مرحلة انتقالية لتخفيف تبعات هذا القرار.

ومنذ ذلك الوقت وتواجه بريطانيا العديد من الأزمات على وقع الخروج من الاتحاد الأوروبى ومن بين تلك الأزمات، أزمة الوقود وإغلاق محطات وقود السيارات، غلق المحلات التجارية، ارتفاع أسعار الغاز الطبيعى، الكهرباء، بجانب أزمة سائقي الشاحنات.

أزمة البنزين واجتماعات الحكومة

ومساء الجمعة، عقد الوزراء المعنيون في الحكومة البريطانية اجتماعات مكثفة لمناقشة أزمة إغلاق محطات وقود السيارات نتيجة عدم وصول الوقود إليها، بسبب نقص في عدد سائقي الشاحنات الناقلة لها. 

وأعلنت شركة "بريتيش بتروليوم" (بي بي) أن 20 محطة وقود تابعة لها أغلقت في وجه السائقين الراغبين في ملء سياراتهم بالوقود، بينما تأثرت ما بين 50 و100 محطة بنقص نوع واحد على الأقل من أنواع الوقود فيها. 

كما أعلنت شركة "إسو" أيضاً أن بعض محطات الوقود التابعة لها تأثرت بالأزمة، وأعلنت سلسلة محلات التجزئة "تيسكو" أن اثنتين من محطاتها البالغ عددها 500 قد تأثرت.

ويلجأ السائقون لملء سياراتهم بأنواع الوقود من بنزين بدرجاته المختلفة أو الديزل فى نهاية الأسبوع.

من جانبه، قال وزير النقل والمواصلات في الحكومة البريطانية جرانت شابس، على السائقين الاستمرار في التصرف كعادتهم في ما يتعلق بملء سياراتهم بالوقود"، واعدا بحل سريع للأزمة.

محطات الوقود

طوابير سيارات أمام محطات الوقود خوفا من نفاد البنزين

كما أظهرت صورا انتشرت مؤخرات لمضخات وقود مغلقة وأمامها طوابير سيارات اصطفت للتزود خوفا من نفاد البنزين، وهي مثال صادم على صعوبات الإمداد التي يعاني منها البريطانيون نتيجة وباء كوفيد-19 وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

في حي شيفرد بوش بغرب لندن، اكتشف سائقو سيارات جاؤوا للتزود أن الوقود نفد في محطة "بي بي".

وتقدر "جمعية النقل البري" أن بريطانيا تحتاج إلى حوالي 100 ألف سائق شاحنة إضافيين، وهو نقص أدى إلى مشاكل في الإمداد في الأسابيع الأخيرة بما في ذلك في المتاجر الكبرى.

محطات الوقود

أزمة نقص البضائع في المحلات وسائقي الشاحنات

كما تواجه بريطانيا أزمة في سائقي الشاحنات جعلت منافذ بيع التجزئة ومحلات السوبر ماركت تحذر من نقص بعض أنواع الأغذية واختفائها من على أرفف المحلات.

 كما أن أزمة الغاز الطبيعي والكهرباء أدت إلى أزمة في الأغذية المجمدة مع تعطل التبريد.

تقدر بعض الجهات في بريطانيا أن النقص في عدد سائقي الشاحنات وصل إلى حوالى 100 ألف سائق. 

وبحسب أرقام مكتب الإحصاء الوطني، غادر حوالى 14 ألف سائق من دول أوروبا بريطانيا في العام الأخير. 

ويعود النقص في أعداد سائقي الشاحنات لعدة أسباب، منها عدم توافر سائقين من خارج بريطانيا بسبب تأخرهم في إجراء اختبارات فيروس كورونا، وكذلك اضطرار عدد منهم للدخول في الحجر بعد مخالطتهم مصابين بالوباء.

يجدر الإشارة إلى أن مسحا لسائقي الشاحنات في بريطانيا في يوليو الماضي، شمل 615 سائقا، أوضح أن بريكست هو ثاني أهم سبب في أزمة النقص، أما السبب الأول فهو تقاعد السائقين كبار السن وعدم حلول جدد محلهم. 

رفوف المتاجر

الصحف الأوروبية تلقي باللوم على بريكست

وأثارت تلك الأزمات والتي أدت إلى إغلاق محطات البنزين والمطاعم الخالية ورفوف المتاجر الكبرى تعليقات مهمة في الصحف الأوروبية.

وبينما أصرت الحكومة على أن المشاكل ناجمة إلى حد كبير عن الوباء، فإن الكثير من وسائل الإعلام في القارة العجوز تشير بأصابع الاتهام إلى الخروج من الاتحاد الأوروبى.

وتضمنت الصفحة الأولى من صحيفة ليبراسيون الفرنسية لفة ورق تواليت مع الورقة النهائية المزينة ببريسكت ، فوق العنوان الرئيسي "المستقبل الذي فشل في تحقيقه".

وقالت الصحيفة "نقص العمالة، وسلاسل الخدمات اللوجستية المعطلة، وفقدان المنتجات، ومغادرة المواطنين الأوروبين، مع النهاية التدريجية لأزمة كورونا، بدأت المملكة المتحدة ترى بشكل ملموس عواقب خروجها من الاتحاد الأوروبي."

كما تناولت مجلة دير شبيجل الألمانية الملف ذاته تحت عنوان رئيسى "في مملكة الرفوف الفارغة" محذرة من أن اختناقات الإمداد يمكن أن تصبح أكثر خطورة.

وقارنت صحيفة لا فانجارديا الإسبانية اليومية، بين الأرفف الفارغة، والمحلات المغلقة، والفاكهة المتعفنة في الحقول، وآلات البيع الفارغة".

وأكدت الصحيفة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والوباء ساهم في تفاقم المشكلة التي كانت تختمر منذ فترة طويلة، وهي متجذرة في الأجور المنخفضة التي يتلقاها سائقي الشاحنات بشكل تقليدي