رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحدهم كان يفسد ترتيب الورود.. قصة «ماركيز» عن الحب بعد الموت

ماركيز
ماركيز

«بما أنه يوم أحد وهطول المطر قد توقف فقد فكرت فى أن ٱخذ باقة ورد إلى قبري».. هكذا بدأ الكاتب الكولومبي الكبير جابريل غارسيا ماركيز قصته البديعة أحدهم كان يفسد ترتيب الورود. 

ومن العتبة الأولى للنص وهى العنوان نعرف أن ماركيز اعتاد العناوين الطويلة لقصصه القصيرة، ثم إذا دخلنا فى متن القصة نرى عنصر المباغته والإبهار.

بطل القصة الذي يريد الخروج من نعشه لجلب الورد كي يضعه على قبره، إذن بطل القصة ميت، وهذا ليس جديدا على ماركيز لقد فعلها من قبل فى قصة الإذعان الثالث حيث كان بطل القصة رجل ميت فى تابوت.

وكذلك فى قصة نابو الذى جعل الملائكة تنتظر، وتحكى عن زنجى مات فى اسطبل تعلقت روحه بفتاة مريضه أعملها أهلها منذ الصغر، ودوما ما تدور قصص ماركيز حول فكرة الموت وفلسفته وحقيقته التى لا تقبل جدلا ولا خلافا. 

وفى قصته التى تحكى عنها أحدهم كان يفسد ترتيب الورود، يحكى ماركيز عن ميت ينظر من بين خيوط العنكبوت التى تغطى التابوت إلى تلك المرأة التى تروح وتجئ فى الغرفه ،وهى تنظر إلى الورود المبعثرة ، فى الوقت الذى ينتظر الميت خروجها ليقوم بأخذ باقة الورود ويضعها على قبره . 

أراد ماركيز أن يقول إن الروح لا تفنى وان فنى الجسد وان الروح تقترب من الشخوص المحبوبة لديها أو تحوم حولها فى اشكال مرئية وغير مرئية  ، لذا قال بطل القصة كيف لم تشعر بقربى من خدها ، يختم ماركيز قصته بمباغته أخرى حيث يقول قريبا سيأتى أربعة رجال الى الغرفه ليحملون السيدة إلى الرابية ، والرابعه هنا تعنى قبرها ، وقتها ستعرف من بعثر الورود . 

وهذا يعنى أن ماركيز يؤمن بأن العالم الٱخر هو الأكثر دراية ومعرفة لواقع الأحياء ،بعد الموت سيكون كشفا للحجب ، سمتزجها وقتها ويلتقيا فى عالم الارواح أو عالم الاموات ، وكأنه يقول إنه عالم الأحياء بلا موت ولا تعب ، وقتها ستعرف أن روح حبيبها الميت هى التى كانت تبعثر الورد حتى تقوم هى بترتيبه . كى تضعه على قبره .