رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهالي الأطفال مرضى السكري يدشنون حملة لتوفير مضخات الأنسولين في التأمين الصحي

الرئيس السيسي يتفقد
الرئيس السيسي يتفقد مضخة الانسولين في أحد المؤتمرات

دشن عدد من أولياء أمور الأطفال مرضى السكري من النوع الأول حملة لمطالبة الدولة بتوفير مضخات الأنسولين الحديثة لأطفالهم في التأمين الصحي، بدلاً من الأسلوب المتبع حالياً بتوفير أقلام حقن الأنسولين، وأجهزة القياس الدورية.

ويطالب أولياء الأمور بالمضخة لتوفيرها أعلى نسبة تحكم في السكر في الدم، لكونها أشبه ببنكرياس صناعي بديل عن البنكرياس المعطل في جسم الطفل، حيث تقوم المضخة بقياس نسبة السكر في الدم كل 5 دقائق وضخ الإنسولين بدلاً بناء على القياس.

مضاعفات التذبذب

ويقول المهندس محمد تركي أدمن جروب "طفلي سكري" " أن أولياء أمور أطفال السكري من النوع الأول كانوا يطالبون سابقاً بنظام "فري ستايل" وهو نظام لقياس السكر في الدم كل 5 دقائق دون الحاجة لوخزأصبع الطفل وأخذ عينة، لأن مريض السكري من النوع الأول يحتاج على الاقل من 10 إلى 15 قياس في اليوم، نظرًا لعدم وجود مضخات حديثة من هذا النوع، ولكن مع ظهور هذه المضخة أصبح لدينا أمل في انهاء معاناة الاف الاطفال من مرضى السكري"

وأضاف تركي أن المضخة تقوم بقياس السكر كل 5 دقائق، وهو ما يعني إعفاء الطفل من ألم وخز الأصابع، خاصة وأن العديد من الأطفال بدأوا يفقدوا الإحساس بسبب تضرر الأطراف العصبية للأصابع من الوخز، كما تعفي الطفل من التذبذب في مستوى السكر على مدار اليوم.

وأوضح «تركي» أن العديد من الأطفال مرضى السكري النوع الاول يعانون من المضاعفات بسبب تذبذب مستوى السكري وليس ارتفاعه، لأن قلم حقن الانسولين لا يحقق تحكم بمستوى السكر في الدم، حيث أثبتت الدراسات أن ثبات مستوى السكر في المعدلات الطبيعية لـ 70% من الوقت يبعد المريض عن خطر المضاعفات، وهو ما لا يوفره الحقن العادي، ولكن يتوفر عن طريق المضخة التي تقيس السكر كل 5 دقائق، وتضبط الجرعات بناء على هذا القياس، وتحقق بذلك نسبة تحكم في السكر تزيد عن 95%.

وقال «تركي» إن معاناة الطفل مريض السكري من النوع الاول لا يمكن تخيلها، فهو طفل مقيد طوال الوقت بقياس السكر، فلا يستطيع أن يتدرب في اي رياضة لانه سيخرج من منتصف التمرين لقياس السكر، مشيرًا إلى أن المرضى الذين أصيبوا بالمرض في سن كبيرة يصابوا بالمضاعفات التى قد تصل للبتر بعد 20 أو 30 عاماً من المرض بسبب التذبذب في معدل السكر، إلا أن الأطفال الذين يصابون بالمرض يمكن أن يصابوا به من سن عام واحد، أي أن المضاعفات بسبب تذبذب مستوى الجلوكوز في الدم ستحدث لهم والطفل في سن الشباب.

وحول التكلفة المرتفعة للمضخة التى يصل سعرها إلى 160 ألف جنيه، قال«تركي» إن تكلفة المضخة ستوفر على الدولة تكلفة المضاعفات التى يمكن أن يصاب بها الطفل، والتي تستدعي رعاية مركزة في حالة الغيبوبة، وكذلك عمليات جراحية، كما أن طفل السكري الذي يصاب بمضاعفات في سن الشباب هو قوة مخصومة من قدرة الدولة الاقتصادية.

وأشار «تركي» إلى أن الدولة تستطيع الحصول على المضخات بأسعار مخفضة لانه تعاقد دولي وليس فردي، كما تستطيع الحصول على المضخات كمنح من الشركات المنتجة، لأن الكثير من هذه الشركات تمنح المضخات كمنح مقابل الاستفادة من شراء المرضى أو الدولة كمستلزمات الاستخدام من الأنسولين وغيرها"

اهتمام الدولة

من جانبها قالت إيمان أحمد، أم طفل من مرضى السكري، أن ما دفع أولياء الأمور للمطالبة بهذه المضخات هو نسبة المضاعفات التى بدأت تظهر على الأطفال مرضى السكري، مشيرة إلى أن كل جروب لخدمة مرضى السكري من الأطفال بدأ عمله من عدة سنوات لذا يعرف كل أفراده بعضهم البعض، وتعرض طفل واحد لمضاعفات يسمع به كل الأهالي.

وشددت إيمان أن السبب الرئيسي للمطالبة هو شعور أولياء الأمور برغبة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مساعدة مرضى السكري والأمراض المزمنة، واستئصال هذه الأمراض ومضاعفاتها من مصر، وهو ما يتضح في العديد من المبادرات.

 وأضافت إيمان أن المضخة تضمن للطفل حياة طبيعية لا تختلف عن حياة باقي الأطفال، بدلا من الوخز اليومي.

وأشارت إيمان إلى أن الأطفال يحتاجون لقياس السكر قبل كل وجبة وبعدها وعند الاستيقاظ والنوم، وكل ساعتين تقريباً، وهو ما يجعلهم يتعرضون للوخز في أصابعهم أكثر من 10 مرات يومياً وهو ما دمر جلدهم والاعصاب الطرفية لديهم، كما أن القياس كل ساعتين لا يعني أن مستوى السكر ثابت، لان مستوى السكر يتذبذب بين كل ساع وأخرى سواء بالمجهود أو بالطعام وهو ما يتسبب في مضاعفات خطيرة للاطفال.

وأوضحت إيمان المضخة توفر على الدولة تكلفة التحاليل الدورية التى لابد يجريها الطفل كل 3 أشهر، وكل سنة لأنها تقدم السكر التراكمي واللحظي، وفي حالة استقراره في المعدل الطبيعي لا يحتاج الطفل لباقي التحاليل.

وأكملت إيمان أن الدولة توفر لمن قام بشراء المضخة كافة المستلزمات مجانا في التأمين الصحي، وهو ما يدفع العديد من أولياء الأمور إلى محاولة توفيرها حتى وأن كان دون ضمان لتقليل سعرها، إلا أن هذا ليس متاح للكثيرين لارتفاع سعرها، كما أن من يستطيع شرائها يكون مهدد بعطلتها في أي وقت.

الأثر النفسي 

وتقول أسماء عفيفي، استشاري الإرشاد والدعم النفسي لمصابي السكري النوع الاول وذويهم، ووالدة طفل مصاب بالسكري، "أن من خلال احتكاكها بالأطفال ومراهقين مصابي السكر من النوع الاول، وجدت مشاكل كثيرة سلوكية ونفسية تزداد بازدياد عمر الاصابة.

وتتراوح الأعراض النفسية على الأطفال المرضى من اكتئاب وفقدان الثقة بالنفس  و عصبية وفقدان لحب الانطلاق والبعض منهم لديه محاولات ورغبة في الانتحار ، وكذلك رغبة في التمرد على الدواء وقياسات السكر بسبب القيود الصارمة التى يفرضها المرض بالإضافة إلى الألم النفسي والجسدي من الوخز المستمر.

وأضافت «عفيفي» أن هناك مضاعفات كثيرة بدأت تظهر على الأطفال في سن صغيرة منها الكوليسترول ومشاكل الكبد والكلى، والتهابات شبكية العين، خاصة وأن العديد من الأطفال لديهم أمراض مناعية أخرى مصاحبة للسكر.

وأوضحت أن الأطفال يحتاجون إلي قياسات دقيقة وتحكم شبه كامل لمستوى السكر في الدعم لحمايتهم من المضاعفات الناتجة عن التذبذب، وهو ما يجعل المضخات أكثر الحلول المثالية في متابعة مستوى سكر الطفل وحقن الأنسولين بعدد مرات وخز أقل لا تتجاوز مرة واحدة كل 3 أيام، بالإضافة إلى قدرة تعايش أفضل مقاربة للطفل الطبيعي.

وأشارت  أن الحياة التى يعيشها أطفال السكري من النوع الاول المحصورة بين المستشفيات والمنازل وقياسات السكر وحقن الأنسولين تجعلهم محرومين من متع الحياة، وهو ما يمكن أن يحولهم إلى شخصيات غير سوية نفسيا وتعاني من الحرمان.