رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المجاعة وسوء التغذية تلاحق ملايين المواطنين وتهدد حياتهم

«مأساة تيجراي».. «الجوع» يقتل سكان الإقليم المحاصر في إثيوبيا

الأطفال في تيجراي
الأطفال في تيجراي يعانون من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم

حذرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، من خطورة تفاقم أزمة الجوع في تيجراي، وسط تجاهل تام من الحكومة الإثيوبية، ومواصلتها عرقلة وصول المساعدات الإغاثية إلى سكان المنطقة الذين يعانون من الحرمان من أبسط المواد الغذائية الأساسية والإمدادات اللازمة، واصفة الوضع في الإقليم بأنه "كارثي".

وقالت الوكالة إن "إقليم تيجراي يدخل مرحلة جديدة من الوفيات وسقوط الضحايا نتيجة المجاعة التي انتشرت في جميع أنحاء المنطقة، وتعيد إلى الأذهان موجة المجاعة والجفاف التي ضربت البلاد خلال ثمانيات القرن الماضي"، مشيرة إلى أن أعراض سوء التغذية تنتشر بشكل متكرر بين السكان، ما ينذر بأسوأ نتيجة ممكنة وهي الموت في الصمت، والذي وصفته الوكالة بأنه "مروعا أكثر من الموت بالرصاص".

وكشفت "فرانس برس"، إنه في الآونة الأخيرة، تم تأكيد ثلاث حالات وفاة نتيجة الجوع في جنوب ميكيلي، العاصمة الإقليمية لتيجراي، إلى جانب حالتين في منطقة عدوة في الشمال الغربي، مع وجود المزيد من حالات سوء التغذية في أماكن أخرى، وفقًا لوثائق وكالة الإغاثة التي أطلعت عليها الوكالة الفرنسية وسمحت بنقلها بشرط عدم الكشف عن هوية أصحابها خوفا من عقوبات من الحكومة الإثيوبية، التي أوقفت عمل العديد من المنظمات غير الحكومية.

سوء التغذية الحاد يهدد حياة آلاف الأطفال

وأضافت أن ملايين من الأشخاص معرضون لخطر المجاعة القاتلة في تيجراي، مشيرة إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" كانت حذرت من أن هناك أكثر من 100 ألف طفل فى المنطقة قد يعانون من سوء التغذية الحاد الذي يهدد حياتهم في الأشهر الـ 12 المقبلة، أي 10 أضعاف المتوسط السنوي، وذكرت أن العديد من السكان يخشون من تكرار ازمة مجاعة الثمانيات التي قتلت ما يقرب من مليون شخص.

وأشارت إلى أن أحدى الأساقفة الإثيوبين كتب في رسالة في أوائل سبتمبر الجاري وتمت مشاركتها مع وكالة الأسوشييتد برس، ناشد فيها الشركاء في الخارج بالمساعدة وتوسيع الدعم الإنساني لحل الأزمة والتحذير من الكارثة المقبلة، قائلا "الوضع الحالي على الأرض يظهر أن أي تأخير لحل الأزمة سينتهي بمجاعة كارثية وموت الملايين."

وتابعت "في أجزاء من منطقة تيجراي، تقوم الأمهات بتقديم أوراق الشجر لأطفالهن في محاولة يائسة لإبقائهم على قيد الحياة."

ولفتت إلى أن علامات الإصابة بسوء التغذية مثل الخمول ، والطفح الجلدي ، وفقدان الشهية أصبحت متكررة بشكل متزايد بين السكان هذه الأيام، خصوصا الأطفال.

 وقالت والدة طفلة تبلغ من العمر 20 شهرًا، وفقًا للشهادات التي نقلتها "فرانس برس": "قبل الحرب ، كانت ابنتي في صحة بدنية وعقلية جيدة، ولكن انظر إليها الآن. لقد مرت أسابيع منذ ان اصيب بسوء التغذية والآن، هي لا تستطيع المشي، وفقدت ابتسامة وجهها".

حصار الحكومة الإثيوبية السبب في تدهور الوضع

وأوضحت الوكالة، أن السبب الرئيسي في تدهور الوضع الصحي في تيجراي، هو الحصار الفعلي الذي تفرضه الحكومة الإثيوبية، مشيرة إلى أن الحصار يمنع دخول المساعدات اللازمة، ما يهدد حياة السكان. 

ولفتت إلى أنه مر ما يقرب من ثلاثة أشهر منذ أن حذرت الأمم المتحدة من أن 400 ألف شخص في تيجراي قد "تجاوزوا العتبة التي تؤدى إلى دخولهم في المجاعة"، مضيفة أنه بعد شهور من القتال العنيف والمذابح التي أودت بحياة الآلاف ، يشعر الأطباء بالقلق من أن تيجراي تدخل مرحلة جديدة من الوفيات مدفوعة بهذه  المجاعة المنتشرة. 

عملية قتل صامتة

وقال الدكتور هايلوم كيبيدي، مدير الأبحاث في مستشفى أيدر في ميكيلي، عاصمة تيجراي، وهي الأكبر في المنطقة: قوله: "إنها عملية قتل صامتة. الناس يموتون للتو".

وأضاف لـ "فرانس برس":"الشيء السيئ مع الجوع هو ان ترى اشخاصا في خضم الموت لكنهم لن يموتون على الفور، فقد يستغرق الأمر وقتًا، بعد أن يضعف أجسادهم الجوع، إنه أمر مروع أكثر من الموت بالرصاص".