رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

14 مليارا قيمة فاتورتها سنويا.. ضحايا بيزنس الولادة القيصرية يتحدثون لـ«الدستور»

الولادة القيصرية
الولادة القيصرية

لا يخفى على أحد أن الولادة القصيرية في الوقت الحالي أصبحت بمثابة بيزنس يتربح منه الأطباء أولًا، بغض النظر عن احتياج الحالة لتلك العملية أم لا، أو كون الولادة الطبيعية أفضل صحيًا للأجنة.

وبات للولادة القيصرية ضحايا من النساء الحوامل، اللاتي يقنعهن الأطباء بضرورة إجراءها بدلًا من الطبيعية، بسبب ارتفاع تكاليف الأولى عن الثانية ما يجعل الأطباء يتربحون منها.

وتعتبر مصر في المرتبة الأولى عالميًا من حيث أعداد الولادة القيصرية السنوية، حيث وصلت إلى نسبة 50% عن المعدلات الطبيعية بعد أن كانت في المركز الثالث بحسب منظمة الصحة العالمية التي وضعت نسبة لها بألا تتجاوز 15% في أي مجتمع.

"الدستور" تحدثت مع ضحايا ذلك البيزنس وهن النساء اللاتي أجرين عمليات ولادة قيصرية بمبالغ ضخمة بعد إقناع الأطباء لهن رغم عدم حاجتهن لذلك، منهم من فقدت جنينها وآخريات تضررن كثيرًا.

ندى حسين، 21 عامًا، تقطن بمحافظة الإسكندرية، وإحدى ضحايا الولادة القيصرية، إذ كانت من ذوات الحمل الحرج، الذي يكون صعبًا في شهوره كلها وأثناء الولادة أيضًا.

وبالرغم من أن طبيب ندى أكد لها أنها ستلد ولادة طبيعية ولا يوجد لها حاجة للقيصرية، إلا أن المستشفى الذي ذهبت له في ذلك اليوم أصرّ طبيبه على إجراء ولادة قيصرية، وبالفعل دفع الزوج مبلغ 30 ألف جنيه.

تقول: "أصبت بنزيف حاد أثناء إجراءها، ولم يكن المستشفى مجهّزًا حتى يتم إنقاذ الجنين، فقام الطبيب بنقلي وأنا في حالة حرجة إلى مستشفى آخر ولكن توفيت ابنتي قبل أن أصل".

تضيف: "لأنني أعاني دائمًا من هبوط حاد في الدورة الدموية أخبرني طبيبي المتابع أن ولادتي لا بدّ أن تكون طبيعية وليست قيصرية، إلا أن طبيب المستشفى رغم إخباري له بذلك أصر على الأخيرة؛ لأنها أغلى سعرًا".

توضح أنها كانت ستلحق بالجنين، بسبب حدوث نزيف حاد وهبوط في الدورة الدموية، ونقلها من مستشفى إلى آخر في وضع حرج، إلا أن المحاليل التي تم تركيبها كانت سببًا في أن يكتب لها عمر جديد.

بحسب المسح الصحي السكاني لعام 2018، فإن فاتورة الولادة القيصرية في مصر ارتفعت لـ14 مليارًا و525 مليون جنيه سنويًا، مقابل الطبيعية التي بلغت فاتورتها 3 مليارات و675 مليون جنيه.

كذلك كانت زوجة أحمد.ع 37 عامًا، إحدى ضحايا الولادة القيصرية دون داعي، إذ كان الجنين يعاني من من التصاق المشيمة، وحين أخبرت الطبيب المسئول عن التوليد وليس المتابعة بالمستشفى لم يعبء بالأمر.

أثناء عملية الولادة أصيبت بنزيف شديد، واستمر الأطباء 7 ساعات في محاولة لإنقاذ الجنين، وأجرى الطبيب عملية توسيع فتحة المهبل لها بعد فشل الولادة القيصرية، ما أدى إلى خروج الطفل يعاني من نقص في الأوكسجين.

لم تمر ساعات قليلة حتى توفى الجنين، وكانت الأم بين الحياة والموت وفقًا للزوج، الذي حرر محضر ضد الطبيب والمستشفى رقم 5711 إداري طما 2018.

يذكر أنه في العام الماضي قدمت طلبات إحاطة كثيرة للبرلمان، منها طلب إحاطة قدمه النائب فايز بركات، نائب أشمون وعضو لجنة التعليم بالبرلمان، موجه إلى الدكتور هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بشأن انتشار بيزنس الولادة القيصرية.

وقال النائب إن الولادة القيصرية تحمّل الدولة تكاليف باهظة، بالرغم من أن هناك شريحة كبيرة منها تجرى لأسباب ليست طبية، وهناك أطباء ضعاف النفوس يبحثون عن الربح المادي فقط.