رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من «استغلال الدين» لـ«ضرب المواطنة».. 10 نقاط تلخص «منطق الإخوان»

الإخوان
الإخوان

 أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة تحت عنوان " الإخوان وتداعي الأيديولوجيا أمام شهوة السلطة.. مركزية المصلحي وهامشية الأخلاقي، حيث كشفت الدراسة عن استغلال الجماعة للدين لتحقيق أجندتها المتطرفة وإدعائها التمسك بالأخلاق.

 

ووفقا للدراسة، عادة ما تدّعي جماعة الإخوان أنها جماعة أخلاقية تمثل الدين الإسلامي الحنيف، ولكن بتحليل سلوكياتها على أرض الواقع يتبين لنا عكس ذلك تماماً. 

 

ووفقا للدراسة فإن الإخوان جماعة تحمل شهوة  كبيرة للسلطة أو مركزية المصلحي وهامشية الأخلاقي في سلوكيات الجماعة على أرض الواقع.

 

وتتناول الدارسة أول انقلاب قام به الإخوان في اليمن عام 1948، والجزء الثاني يشرح كيف تعاون الحزب الإسلامي (إخوان العراق) مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد دخولها العراق عام 2003 برغم اعتبارهم أنها تمثل قوة “احتلال”.

 

ووفقا للدراسة فان الجماعة لها عدد من العلامات والأعراض والظواهر المرتبطة مع بعضها ومن  أهم ملامح تلك المتلازمة :

1- التوسل بالدين للوصول إلى مآربهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

2- تهدف الجماعة في نهاية الأمر إلى إقامة حكم ثيوقراطي ليضمن بقائها في السلطة فقط.

3- يزداد الوضع سوءاً عما كان قبل تدخلهم لقلب نظام الحكم.

4- تورط قوى دولية وإقليمية في التخطيط وعادة ما تكون هي الرابح الوحيد.

 5-مخالفة مقاصد الدين والأخلاق العامة كلها قبل تدخلهم وبعده وأثناءه.

6- تسويغ العنف وممارسته.

7- انقسام المجتمع دينياً وضرب مفهوم المواطنة.

8- تورط أشخاص من جنسيات مختلفة وبأدوار مشبوهة مترابطة ومعقدة.

9- صعوبة كتابة تاريخ تدخلهم حيث لا يتوقفون عن إدخال الباحث والمراقب في دوامة الإنكار فالاعتراف فالإنكار في الاعتراف فالتبرير فالتزوير الكلي للوقائع فإضفاء القداسة على دورهم وشيطنة الآخر.

10- تشتت الجماعة وضربها بقوة من الخارج وتفتتها أو انقسامها مرحلياً من الداخل.

الحزب الإسلامي (إخوان العراق) والحكم مع الاحتلال

يمثل الحزب الإسلامي في العراق نموذجاً ثانياً على فكرة تراجع الأيديولوجيا لدى جماعة الإخوان أمام شهوة السلطة، وقد ترجمت هذه الفكرة نفسها في العديد من المواقف أبرزها تعاون الحزب مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد دخولها العراق في مارس مقابل تحقيق مصلحته الخاصة، برغم أنه كان يعتبرها قوة احتلال.

وبرغم محاولة الحزب في بعض الأوقات إنكار أي صلة له بجماعة الإخوان، فإن هناك العديد من الأدلة التي تؤكد انتماء الحزب إلى الجماعة وأنه ينبني على فكرها. فالحزب هو الواجهة السياسية لإخوان العراق الذين بدأ ظهورهم في شكل تنظيمي على يد محمد محمود الصواف، الذي تشبع بفكر “الإخوان” أثناء دراسته العلوم الإسلامية في مصر نهاية الثلاثينيات وحتى منتصف الأربعينيات من القرن الماضي. فعقب عودته من مصر إلى العراق عام 1946، بدأ الصواف في بلورة شكلٍ تنظيمي للحركة، فقام منذ هذا التاريخ بإرسال الرسائل وتصدّر الوفود باسم حركة (الإخوان المسلمون في العراق).

وقد دعمت الجماعة الأم في مصر مسعى الصواف في تأسيس فرع الإخوان في العراق، حيث كلفت عدداً من كوادرها الذين كانوا قد ابتعثوا للتدريس في بعض الجامعات العراقية هناك بدعمه في تأسيس الخلايا الأولى للجماعة، حيث أنشأت أولى هذه الخلايا في حي الأعظمية في بغداد من قِبل مجموعة أساتذة جامعيين مصريين يعملون في العراق. وقد استقطب هؤلاء شباناً عراقيين في عضوية التنظيم ذوي تعليم جيد قادرين على نشر فكر جماعة الإخوان. وبحلول عام 1948، أصبح الأعضاء نشطين بشكل علني.

في هذا الصدد يقول بعض خبراء الحركات الإسلامية: “لم يتردد إخوان العراق في الالتحاق بالعملية السياسية ضمن مجلس الحكم الانتقالي ولو برعاية مندوب الاحتلال الأمريكي بول بريمر. وترك الإخوان المقاومة المسلحة وفضلوا مقاومة الاحتلال بالدعوة إلى التوبة كما تسجل لوحات إعلانية للحزب الإسلامي امتلأت بها مساجد العراق (قاوموا الاحتلال بالتوبة في رمضان). ورغم أن قطاعاً من الإخوان شارك في تأسيس تنظيم مقاومة (حركة جامع) فإن التيار العام فضل العمل السياسي والحصول على حصتهم بالسياسة في عراق ما بعد صدام ورفض المقاومة المسلحة”.

وقد اختلفت مواقف جماعات الإخوان الأخرى من مشاركة إخوان العراق في مجلس الحكم، ففيما أصدر الجار الإخواني في الأردني جبهة العمل الإسلامي بياناً بإدانة المجلس وتخوين بل وتكفير من يشارك فيه أو يقبل به، فإن المرشد العام للجماعة الأم في مصر مهدي عاكف لم يعقب في المسألة وترك الأمر وحق حسمه إلى إخوان العراق دون غيرهم، واعتبر أن أهل مكة أدرى بشعابها.

وخلصت الدراسة الى ان  التزام الإسلامويين بأي شيء سيستمر فقط مادام ذلك يضمن لهم الوصول إلى السلطة، أو يحافظ على سلطتهم إن كانوا في سدة الحكم. فالقاعدة التي لم تتغير طوال أكثر من تسعين عاماً، هي أنه أينما تكون السلطة، فثم شرع الإسلاموية. ولكن كيف وصل الأمر إلى ذلك المنحى؟