رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المشير حسين طنطاوي.. تاريخ مشرف لـ «القائد التاريخي»

المشير حسين طنطاوي
المشير حسين طنطاوي

اختاره القدر ليتحمل الصعاب في وقت المحن، امتدت مسيرته لنصف قرن من التضحية والفداء، بداية من ضابط بالمشاة وصولًا لوزير للدفاع ثم رئيسًا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وإدارة شئون البلاد عقب ثورة يناير، ليرحل في النهاية عن عالمنا، صباح اليوم، عن عمر ناهز 85 عامًا.

ولد المشير محمد حسين طنطاوي، يوم 31 أكتوبر عام 1935، فى منطقة عابدين بوسط القاهرة، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية، ثم التحق بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956، لتبدأ مسيرته العسكرية كضابطا بالمشاة ثم معلما بالكلية الحربية.

وتولى المشير طنطاوى العديد من المناصب القيادية داخل القوات المسلحة، فقد عمل رئيسا لهيئة العمليات وفرقة المشاة، وكان له دورًا كبيرًا فى العديد من الحروب القتالية منها حرب 1956 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، بالإضافة إلى حرب أكتوبر 1973 كقائد لوحدة مقاتلة بسلاح المشاة.

و خرج من حرب أكتوبر حاصلًا على نوط الشجاعة العسكرى، لتبدأ رحلته الجديدة عام 1975 كملحقاً عسكرياً لمصر فى باكستان وبعدها فى أفغانستان، وفى عام 1987 تولى منصب قائد الجيش الثانى الميدانى، ثم قائد قوات الحرس الجمهورى عام 1988 حتى أصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع عام 1991 برتبة فريق.

وفي عام 1993، أصدر قرارا جمهوريا بترقيته إلى رتبة المشير ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربى، وعن دوره في حرب أكتوبر، فقد كان قائدا للكتيبة 16 مشاة، والتى حققت بطولات كبيرة خلال ملحمة عبور قناة السويس وتحرير سيناء، بعد مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية، حين تم الدفع بإحدى الوحدات التى كان يقودها طنطاوى لتأمين الجانب الأيمن للفرقة لمسافة 3 كيلومترات، وتمكنت الوحدة من الاستيلاء على نقطة حصينة على الطرف الشمالى الشرقى من البحيرات المرة.

وفي الوقت الذي اندلعت فيه ثورة 25 يناير، واستغل أعداء الوطن حدوثها للسيطرة على البلاد، كان المشير طنطاوي واقفًا لهم، بعد أن استجاب لمطالب الشعب وأمر بتوفير الحماية الكاملة لكافة المواطنين فى جميع المحافظات.

وبعد نجاح الثورة، تولى طنطاوي رئاسة مصر بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، واستطاع المشير طنطاوى بمنتهى الحكمة أن يحافظ على سفينة الوطن من الغرق فى الفترة التى واكبت أحداث ثورة 25 يناير، ونجح فى جميع الاختبارات التى تعرض لها رغم محاولات الاستفزاز التى تعرضت لها القوات المسلحة فى تلك الفترة.

وظل المشير طنطاوي على رأس السلطة حتى تسليم منصبه وأداء اليمين الدستورية في 1 يوليو 2012، ثم أحيل للتقاعد بقرار رئاسي من محمد مرسي في 12 أغسطس 2012، وكان قد تعرض في العام الماضي لأزمة صحية نقل على أثرها لفترة في مستشفى كوبري القبة.

ومن المقرر إقامة جنازة عسكرية للمشير الراحل يشارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.