رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مش لوحدِك».. كيف أسهمت «حياة كريمة» فى تزويج اليتيمات بمصر؟

تزويج اليتيمات بمصر
تزويج اليتيمات بمصر

منذ أن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن إطلاقها فى عام ٢٠١٩، تولى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» أهمية كبيرة لملف «بناء الإنسان»، فلم تقتصر على ترميم المنازل ومبانى الخدمات الحكومية فى القرى المستفيدة، ولا مد خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحى إلى مواطنيها، بل اهتمت أيضًا بالبُعدين الإنسانى والمجتمعى بشكل كبير.

يأتى على رأس إنجازات «حياة كريمة» الإنسانية والمجتمعية، تلك المساعدات التى تقدمها لدور الأيتام، خاصة التى تعانى أزمات مادية ولا تستطيع الإنفاق على نزلائها، وصولًا إلى توجيه اهتمام استثنائى لدعم اليتيمات، غير القادرات، المُقبلات على الزواج لتجهيز أنفسهن من أجل بناء أسرة وحياة جديدة.

 

مبادرة حياة كريمة

 

«الدستور» تستعرض فى السطور التالية حكايات عدد من هؤلاء الفتيات، التى قدمت لهن «حياة كريمة» العديد من المساعدات، وأمدتهن بكل لوازم الزواج، فى ظل عجزهن عن تجهيز أنفسهن، بما ساعد على إتمام زواجهن بالفعل.

أمانى محمد: المبادرة أنقذتنى من الانفصال وتراكم الديون بعد وفاة والدى

قالت أمانى محمد، ٢٤عامًا، إحدى المستفيدات من مبادرة «حياة كريمة»، إنها كانت على وشك الانفصال عن زوجها «عماد»، الذى عقد قرانها عليها فى شهر مايو الماضى، وذلك بسبب عدم قدرتها على تجهيز نفسها، خاصة مع وفاة والدها منذ ٥ أعوام، وزيادة الحمل على والدتها التى تعول ٤ أفراد.

وأضافت: «بعد وفاة والدى عملت باليومية، من أجل التجهيز لمصاريف زواجى، ومساعدة والدتى فى الإنفاق على الأسرة، لكن الديون تراكمت علىّ بصورة كبيرة، حتى جاءت خالتى واقترحت علىّ أن أتواصل مع مبادرة (حياة كريمة)، لتساعدنى فى تكملة جهازى، خاصة مع وجود أشقائى الثلاثة فى مراحل مختلفة من التعليم الجامعى».

وواصلت: «بالفعل أرسلت بياناتى عبر الصفحة الرئيسية للمبادرة، لأفاجأ بمسئوليها يتواصلون معى بعدها بفترة قصيرة، لمعرفة ما أحتاجه بالضبط، لتعيدنى إلى الحياة من جديد وتمكننى من الزواج وتكوين أسرة»، مختتمة بقولها: «كنت حاسة إن الدنيا اتقفلت فى وشى، وإنى مش هتجوز، حتى جاءت مبادرة (حياة كريمة) وأنقذتنى».

منى أحمد:  غيّرت حياتى بعد سنوات المعاناة وأزالت العوائق أمام زفافى 

«لم تكن حياتنا سهلة بعد وفاة والدى، إلى أن جاءت إلينا مبادرة (حياة كريمة) التى غيّرت كل شىء وخففت عنا أعباء الحياة»، بهذه الكلمات بدأت منى أحمد، ٢٦ عامًا، من إحدى قرى محافظة سوهاج، حديثها لـ«الدستور» عن دور المبادرة فى تغيير حياتها وحياة أسرتها، بعد أن أسقطت عنهم ديونهم، وأسهمت فى تغيير حياتهم للأفضل.

وقالت: «توفى والدى بذبحة صدرية منذ ١٠ أعوام، تاركًا وراءه ٦ أبناء بلا سند، وبمرور الوقت وتزايد احتياجاتنا تراكمت الديون علينا، حتى اضطر أشقائى لترك التعليم والبحث عن عمل لكسب المال وتلبية بعض متطلبات الأسرة، إلا أن ذلك لم يحل المشكلة».

مبادرة حياة كريمة 2021

وأضافت: «مع اقتراب موعد زفافى تزايدت معاناة الأسرة كلها، مع ارتفاع أسعار مستلزمات بيت الزوجية، خاصة الأجهزة الكهربائية، لذا قررت التواصل مع (حياة كريمة)، وأرسلت إليهم صورة بطاقتى الشخصية وصورة شهادة وفاة أبى، وطلب مساعدتى على تحمل تكاليف الزواج». 

وتابعت: «لم تبخل علىّ (حياة كريمة) بأى شىء، فبعد الاستعلام عن حالتى تواصل معى العاملون بالمؤسسة ليسألوا عن احتياجاتى، فأوضحت لهم أننى بحاجة إلى ثلاجة وغسالة، وبالفعل حملها مسئولو المبادرة إلى منزلى على شاحنة، وتسلمتها منهم وأنا فى غاية السعادة، وبعدها تحدد موعد زفافى الشهر المقبل، بعدما زالت العوائق أمام الزفاف».

وأكدت منى أحمد أن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» تعد من أبرز إنجازات الدولة فى الفترة الحالية، لكونها تغيّر حياة الناس للأفضل، وتعمل على حل مشكلات كل مواطن مصرى وتلبية احتياجاته ومتطلباته، وفقًا لأولولياته الخاصة. 

سميرة عبدالله: كتبت رسالة فوصلت الأجهزة الكهربائية إلى منزلى

«كتبت رسالة على الصفحة الرسمية لمبادرة (حياة كريمة) فاستُجيبت طلباتى وتحدد موعد زفافى»، بهذه الكلمات بدأت سميرة عبدالله، ٢٥ عامًا، حديثها لـ«الدستور» عن تجربتها مع المبادرة الرئاسية التى وفرت لها ما تحتاجه من أجل إتمام زواجها.

وقالت: «منذ وفاة والدى قبل ٣ أعوام مرت أسرتى بكثير من الأزمات، حتى إننى وجدت صعوبة فى إكمال العام الأخير من دراستى بقسم علم النفس بكلية آداب جامعة حلوان، وكدت أترك الجامعة لولا دعم بعض أقاربى لى حتى تمكنت من إتمام دراستى».

وأضافت: «مثلت تجهيزات الزواج كابوسًا لى، لأننى لم أكن أرغب فى استنزاف أموال الأسرة القليلة، حتى لا تؤثر على حياة إخوتى الأربعة، وكلهم فى مراحل تعليم مختلفة، وخشيت أن تتسبب التكاليف فى تراكم الديون وتجبر أحدهم على ترك الدراسة، لذا قررت التواصل مع المبادرة الرئاسية بعدما سمعت عما تقدمه من خدمات».

وتابعت: «قررت التواصل مع مسئولى المبادرة عبر صفحتهم الرسمية على موقع (فيسبوك)، وكتبت لهم: أنا عروسة ومحتاجة أجهزة كهربائية، فطلبوا منى إرسال بياناتى، ومعها صورة البطاقة، وشهادة وفاة الأب، كما طلبوا بحثًا اجتماعيًا صادرًا عن مديرية الشئون الاجتماعية».

واستطردت: «بعد أيام من إرسال الأوراق اللازمة، تلقيت اتصالًا هاتفيًا من أحد مسئولى المبادرة للاستعلام عن احتياجاتى، فأخبرته بحاجتى إلى بعض الأجهزة الكهربائية لتجهيز منزل الزوجية، وهى الغسالة والثلاجة والبوتاجاز، وبعد أسبوع واحد وجدت شاحنة كبيرة تقف تحت منزلى وبها الأجهزة التى طلبتها».

وأكملت: «جميع الأجهزة الكهربائية التى تسلمتها كانت ذات جودة العالية، وما أسعدنى أكثر كان التعامل الراقى من مسئولى المبادرة معى، وسرعة تلبيتهم احتياجاتى، ما جعلنى أدرك حقيقة الدور العظيم الذى تلعبه المبادرة فى حياة الناس، ومساهماتها المهمة فى التطوير والتنمية وتحسين مستوى معيشة المواطنين».

قالت الدكتورة سوسن علام، وكيل وزارة الصحة بكفرالشيخ، إنه جرى توقيع الكشف الطبى على ١٧٤٧ مواطنًا، من خلال قافلة طبية مجانية نظمتها مديرية الشئون الصحية بالمحافظة، بقرية الناصرية التابعة للوحدة المحلية بالمجاز الشرقى، بمركز الحامول، تحت مظلة المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».

وأضافت أن القافلة ضمت ١٢ عيادة لـ١٠ تخصصات هى «الباطنة، والأطفال، وتنظيم الأسرة، والعظام، والجلدية، والنساء والتوليد، والرمد، والجراحة العامة، والأنف والأذن، والأسنان، إلى جانب معمل تحاليل طبية متنقل».

وقال الدكتور مجدى شنح، منسق القوافل الطبية، إن ٩٠ مواطنًا استفادوا من خدمات الكشف المبكر عن أمراض الضغط والسكر والسمنة، إضافة إلى إجراء تحاليل متنوعة لـ١٤٠ مواطنًا، وإصدار قرارات علاج على نفقة الدولة لـ٤ مرضى، وتحويل ٤٦ حالة لأقرب مستشفى لاستكمال العلاج.

وأضاف أنه جرى صرف جميع الأدوية للمرضى المترددين على القافلة بالمجان، إلى جانب تنظيم عدد من ندوات الثقافة الصحية عن الأمراض المعدية، خاصة فيروس كورونا المستجد حضرها ١١٢٧ مواطنًا.

سماح عبدالله:  أمدتنى بالثلاجة والغسالة والبوتاجاز

قالت سماح عبدالله، ٢٥ عامًا، من مدينة طنطا بالغربية، إن «حياة كريمة» تقدم مساعدة جليلة لغير القادرات من الفتيات الأيتام، عبر تجهيزهن للزواج فى ظل الارتفاع الشديد فى أسعار الأجهزة والمفروشات.

وذكرت سماح عبدالله أن «حياة كريمة» دعمتها شخصيًا فى استكمال جهازها، لأن أسرتها كانت تواجه أزمة مالية شديدة، حيث توفى والدها منذ ٥ سنوات ولديها أختان بالمرحلة الثانوية وتجدان صعوبة فى استكمال دراستهما بسبب ارتفاع تكاليف الدراسة.

وأكملت أن صديقتها «ولاء» اقترحت عليها التواصل مع جمعية «الأورمان»، وفعلت ذلك وأرسلت إليها الأوراق المطلوبة، وتضمن بحثًا اجتماعيًا من الشئون الاجتماعية مختومًا بختم النسر، وصورة بطاقة الرقم القومى، وصورة لها وصورة من شهادة وفاة الأب، ثم تواصل معها أحد العاملين بجمعية «الأورمان»، ليعرف ما ينقصها من احتياجات.

وقالت إنه بعد أسبوع وجدت سيارة شحن تحت منزلها تضم كل المستلزمات التى كانت بحاجة إليها وهى ثلاجة وغسالة وبوتاجاز، وتسلمتها بحضور عدد من مسئولى «حياة كريمة»، متمنية أن تستمر المبادرة فى رحلة عطائها.

سهير ناصر:  سلمونى الأثاث بعد أسبوع واحد من طلبه

قالت سهير ناصر، ٢٣ عامًا، من الغربية، إن «حياة كريمة» تدعم اليتيمات بجميع قرى مصر، وتستهدف مساعدتهن على استكمال حياتهن دون عثرات.

وأضافت «سهير» أنها تواصلت مع مسئولى المبادرة، عبر الصفحة الرسمية، وأرسلت لهم جميع البيانات المطلوبة، وتلقت مكالمة منهم يبلغونها بأنهم جاهزون لتلبية احتياجاتها، ثم أخبرتهم بما ينقصها، وبعد أسبوع فقط جاءت شاحنة محملة بالأجهزة «ثلاجة وغسالة»، وبعض الأثاث، وتسلمتها.

وقالت إن «حياة كريمة» أكبر داعم لليتيمات وتعمل على تجهيزهن، وإزالة الأعباء عن الأسر البسيطة، فى ظل توقف زيجات كثيرة بسبب عدم اكتمال بعض متطلبات عش الزوجية، متمنية أن تتوسع المبادرة أكثر لمساعدة جميع المحتاجين.