رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الأمية لـ«الدكتوراه».. رحلة لبنى صالح من أطراف الصحراء إلى المدينة

لبني صالح
لبني صالح

لم تتخل عن حلمها، وطأت بقدمها إلى دروب العلم والمعرفة، بدأت رحلة لبنى صالح عبد المولى سليمان، ابنة محافظة الفيوم، من فصول محو الأمية إلى أن تمكنت من الحصول على دكتوراه في الآثار الإسلامية.

لبني صالح، صاحبة الـثلاثينات من عمرها، نشأت في أسرة تقع على أطراف الصحراء، قرية نائية، لم تشهد أي إمكانيات كما التي شاهدتها في الحضر، لبني صالح، لم تتمكن من الالتحاق بالمدرسة للتعلم كغيرها من الفتيات ممن كانوا في عمرها، وذلك بسبب العادات والتقاليد التي وقفت حائل بينها وبين حلم التعليم في البداية.

"ممنوع البنات تتعلم نهائيًا أو تفكر تروح مدرسة أصلًا بسبب بعد المدرسة عن البيت وكمان المكان كان مفيهوش مواصلات أو وسيلة حديثة".. بتلك الكلمات أكملت صالح حديثها لـ"الدستور" عن رحلتها من الأمية للحصول على الدكتوراة.

في الـ12 من عمرها، افتتح في بلدة لبني صالح، فصل لمحو الأمية وتعليم الكبار، فقررت الالتحاق به لتحقق حلمها الذي حلمت به منذ الصِغر، تكمل لبني حديثها: "خدت في التعليم ١٢ شهر بس، فيهم قدرت اتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، وجلست للإمتحان ونجحت به، وحصلت على شهادة محو الأمية عام ١٩٩٩".

التحقت لبني بالصف الأول الإعدادي منازل، لكونها حاصلة على الشهادة الابتدائية من محو الأمية، وقبلت بهذا للحصول على شهادتها، متابعًة: "انا كنت بروح على الامتحانات بس ومكنتش مضايقة أهم احاجة عندي إني بروح الامتحانات، وفعلًا الحمد لله خدت الشهادة الإعدادية من البيت".

انتظمت لبنى في الدراسة أثناء دراستها في الثانوية العامة وهي المرة الأولى التي تطأ قدميها فيها في مدرسة، وتمكنت من النجاح والتفوق بمجموع  ٩٧%، حتى تمكنت من الالتحاق بكلية الآثار جامعة الفيوم، وحصلت على ليسانس في الآثار الإسلامية بتقدير جيد جدًا. 

عام 2017 حصلت لبنى على درجة الماجستير، تتابع: "في مايو ٢٠٢١، حصلت على درجة الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى في الآثار الإسلامية من كلية الآثار جامعة الفيوم، مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها مع الجامعات الأخرى، ليكون حلمها الذي حلمت به طوّال حياتها تحقق".