رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيران مخلب قط منظمة شنغهاى!

انتظرت إيران سنوات عديدة للدخول في عضوية "منظمة شنغهاي للتعاون". 
إيران، ذاتها  وصفت ذلك بـ"اكتمال" ما أطلقت عليه :"أضلاع مربع القوة في الشرق"... لأول مرة يظهر الوجه الأمني لهيئة الرئاسة في البرلمان الإيراني، التي أكدت دلالات الأمر وخطورته. 
هل منظمة شنغهاي للتعاون، منظمة تقنية، أم مشروع حلف أمني/عسكري/ اقتصادي. 
قبل أيام كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، عبر الفيديو أونلاين ، وبدأ مترددًا وناعيًا قبل أعضاء جدد في شنغهاي، لكم، قدمت له تقارير استخبارية وأمنية، عززت رؤية المجموعة بأهمية ذراع إيران، وجعلها مخلب قط في منظمة شنغهاي، ذلك أن المنطقة تشتعل نتيجة الانفلات الأمني والسياسي وربما العسكري والإنساني في أفغانستان مع تشكيل حكومة طالبان. 
وزير الخارجية الإيراني موسوي  كشف ما حدث فقال: "نشهد إقامة نظام عالمي جديد، حيث تعتبر رباعية القوة في الشرق، من أهم اللاعبين الدوليين في هذه المنظومة العالمية الجديدة".

إيران الدولة والوضع الصاخب في تحركاته وتدخلها في مقدرات الشعوب في المنطقة، خصوصًا لبنان وسوريا والعراق واليمن.. وغيرها، تقترن "شرعًا" مع دول كبرى ونووية :"روسيا و الصين و الهند ".. وهي من مؤسسي "القوى الثلاث" في منظمة شنغهاي، دول عريقة، اقتصادها وجيشها أقوياء، تتمتع بمكانة اقتصادية و عسكرية مرموقة في العالم اليوم. 
واقع  انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي، استراتيجيات، يعني نظرة جيو سياسية عميقة، بالنظر لموقعها الاستراتيجي وما في مخزون إيران من  مصادر الطاقة، والمعادن التي تمتلكها إلى جانب تأثيرها الأشكال السياسي والمعنوي في العالم العربي والإسلامي، وهو واقع يعتبر أمرًا مهمًا على المستوى الاستراتيجي، مثلما ينظر بحرف مسار شنغهاي عن رؤيتها كمنظمة للتعاون الدولي. 
أخطر ما تفكر به إيران من هذا التنظيم الدولي، في منطقة نفوذها قوي، أن لإيران غايات من انضمامها إلى هذه المنظمة:
أولًا: تعزيز قوة إيران العسكرية والأمنية لتصبح مخلب قط، يعيث فسادًا في دول المنطقة. 
ثانيًا: سوق حجمها 3 مليارات نسمة، فرص اقتصادية  كبيرة. 
ثالثًا: مناكفة الولايات المتحدة، عبر معارضة  اعتراض الإدارة الأميركية، دخول إيران شنغهاي، وحدث، وترى إيران: أن عصر السياسات الأحادية انتهى و نشهد إقامة نظام عالمي جديد".

.. وعودة إلى اللحظة التاريخية، فقد بانت منظمة شانغهاي للتعاون، كمنظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية "أوراسية"، في نقطة من العالم بدت حالكة المستقبل. 
تأسست المنظمة في 15 يونيو 2001 في مدينة  شانغهاي، رغبة اجترحها ست دول آسوية؛ هي الصين، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان.
أعد ميثاق منظمة شانغهاي للتعاون، عبر خبرات سياسية أمنية روسية/ صينية، وأعدت الوثائق في يونيو 2002، ودخل حيز التنفيذ في 19 سبتمبر 2003. 
منظمة تتخذ  بكين، الصين مقرًا لها، تحيطها أسرار الدولة الصينية، ولها شخصية قيادية، برئاسة الأمين العام: فلاديمير نوروف. 
اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، سيحدد خارطة طريق جديدة بين دول منظمة شنغهاى، كحلف محدود الإطار، طامح الرؤية الجيوسياسية،  عضوية إيران المستقبلية في هذا التحالف، الذي يسعى لأن يكون نظيرًا للنفوذ الأمريكي، والأوروبية، حتى العربي الإسلامي.
سؤال كبير، جعل العالم ينظر إلى محددات الخارطة السياسية بين الصين والهند وروسيا وإيران، سؤال عن دلالة ترحيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اللذين كانا يشاركان افتراضيًا في القمة، بعضوية إيران المستقبلية، وكذلك رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الموجود في دوشنبه؟ 
هل عالمنا يتلقف أزمات ومحاورة وأحلافًا جديدة، عصبها:
- قوة اقتصادية متنوعة المصادر الزراعية والمعادن. 
- قوة عسكرية وجيوش كبرى. 
- قوة لمخزون من الطاقة والغاز. 
- قوة نووية متباينة في استخداماتها كسلاح نووي، ووسيط صناعي وطاقة.

.. وعيدا عن مخلب القط الإيراني، عبر بوتين، عن تأييد بلاده للعضوية الكاملة لإيران في المنظمة، (.....) ما يعني اختصار إجراءات التفويض، وذلك أن المنظمة، برغبة روسية صينية مشتركة دعت إلى إطلاق حوار الشراكة بين المنظمة وكل من قطر ومصر والسعودية، في الربيع القادم.

الحقائق السياسية، في أفقها الإعلامي، تقول إن هذه المنظمة قادمة بقوة إلى دول المنطقة، تريد اللعب في رمال، يمكن أن تغوص قيها مخالب قطط سمان، فالحقيقة تقول إن :"أفغانستان وبيلاروسيا وإيران ومنغوليا بصفة مراقب، في حين تعد أذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وتركيا وسريلانكا دولًا شريكة، في كيان المنظمة، وأنها لم تكن  تتحرك، قبل خروج الولايات المتحدة الأمريكية، أي خطوة جيوسياسية أو عسكرية، إلا وفق الرضا الأمريكي أولًا.
في الكتابات الأكاديمية، تاهت منظمة شنغهاي، فقد تباينت أهدافها وتاهت لسنوات وهي منذ عام 2001، قد ركزت على قضايا الأمن الإقليمي، ومكافحة التطرف والإرهاب الإقليمي، والنزعات الانفصالية العرقية، والتطرف الإثني  الديني، إضافة إلى التنمية والصحة والتصنيع الغذائي واحتكار تجارة المطاط والأخشاب، والمعادن، بحجة التنمية الإقليمية المستدامة.

دوليًا، منظمة شانغهاي للتعاون مراقبًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2005. وفي أبريل 2010، وقعت أمانتا الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون إعلانًا مشتركًا بشأن التعاون. كما أقامت أمانة منظمة شانغهاي للتعاون شراكات مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة السياحة العالمية، والمنظمة الدولية للهجرة، بالإضافة إلى تعاونها المستمر مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، ومكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة الإرهاب.

وتقيم إدارة الشئون السياسية وبناء السلام، بالإضافة إلى مركز الأمم المتحدة الإقليمي للدبلوماسية الوقائية لمنطقة وسط آسيا، اتصالات منتظمة مع مسئذذولي منظمة شانغهاي للتعاون. وتركز أنشطة التعاون على التطورات الأمنية في المنطقة والقضايا الرئيسية المتعلقة بمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف.

راشد عليموف، الأمين العام لمنظمة شنغهاي SCO للتعاون. قال عن منظمته: متعددة الأطراف لضمان الأمن والحفاظ على الاستقرار عبر الأنحاء الشاسعة لأوروبا وآسيا، وتوحيد الجهود للتصدي للتحديات والتهديدات الناشئة، وتعزيز التجارة فضلًا عن التعاون الثقافي والإنساني.

عليموف، اعترف بأن المنظمة تهدف إلى: بناء نظام عالمي متعدد المراكز، يتسق بشكل تام مع قواعد القانون الدولي ومبادئ الاحترام المتبادل، التي تلبي مصالح كل دولة، مع وضع احتياجاتها وطموحاتها المتبادلة في الاعتبار. وباعتبارها منظمة متعددة الجنسيات ومتعددة الثقافات، فإن منظمة شانغهاى للتعاون تسعى جاهدة إلى إخماد صراع الحضارات في جميع مناطقها بالتحديد.

واستنادًا إلى التمسك بمبادئ الانفتاح، فإن منظمة شنغهاي للتعاون لا تنوي تشكيل أى تحالفات، أو توجيه أعمالها ضد أي كيان يتمتع بالسيادة. وهي تلتزم بشكل نشط ومتسق بالحوار والتبادل والتعاون، وترتكز على الالتزام الصارم بالأغراض والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، مثل المساواة وسيادة الدول، وعدم قبول التدخل في شئونها الداخلية، واحترام الوحدة الإقليمية، والحرص على سلامة الحدود، وعدم الاعتداء، وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية، وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، فضلًا عن غيرها من قواعد القانون الدولي المعترف بها عالميًا، التي تهدف للحفاظ على السلم والأمن، وإقامة شراكات بين الدول، وحماية السيادة الوطنية واحترام الحق في تقرير المصير والمسار إلى الأمام لتحقيق التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. 
.. وجود إيران في منظمة شنغهاي، أشكال، مفضوح، برغبة توحيد القوى النووية وبالتالي، خلق فرص للأزمات وحروب بالوكالة تخوضها أقطاب الخارطة المتشعبة العنكبوتية.. وهو شهر عسل تترقب ساعة الوقوع في الحب، ومن ثم الطلاق، فالخروج من قوة شنغهاى إلى أحلاف متفتتة، لأن مخلب القط لن ينتظر الأوامر للضرب والغرمشة.

 - [email protected]
- مدير تحرير جريدة الرأي الأردنية