رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة أوروبية: الإخوان خطر على المجتمع النمساوى

الإخوان
الإخوان

أعد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، دراسة جديدة حول جماعات الاسلام السياسي في النمسا ومخاطرها.

 

ووفقا للدراسة فقد احتضنت النمسا مثل بقية الدول الأوروبية بشكل غير مباشر جماعات الإسلام السياسي كـ "الإخوان وحزب الله اللبناني"  من دون أن تدرك الخطر الذي تشكله على أمنها القومي، إذ عمل المنتمون لهذه الجماعات على استغلال هذه الوضعية بإقامة شبكةً معقدة من الكيانات الممثلة في جمعيات خيرية، وأكاديميات تعليمية شركات، وتمكنوا من خلالها من تطوير ما سمي – بالإسلام النمساوي- ، بل أنهم أصبحوا أطرافا فاعلين في مراكز صنع القرار وداخل الحكومة النمساوية ذاتها.

 

وأعلن البرلمان النمساوي، في 22 يونيو الماضي عن  حظر جماعة الإخوان ومنعهم من ممارسة أي عمل سياسي في النمسا، وجاء هذا الإجراء المباغت ضمن آخر الإجراءات المتخذة لمكافحة التطرف والإرهاب ولمجابهة خطر الإسلام السياسي، والتي تتمثل في إقرار قانون جديد يستهدف تعزيز جهود الدولة لحظر أنشطة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان، وبذلك تكون النمسا هي أول دولة أوروبية تقوم وبشكل رسمي بحظر التنظيم.

 

كما أقر المجلس الوطني في النمسا كذلك قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب والتطرف يستهدف تعزيز جهود الدولة لحظر نشاطات التنظيمات الإرهابية وملاحقة مموليها.

 

وقال وزير الداخلية النمساوي "كارل نيهمر"، إن التشريعات المستحدثة ستسمح بتشديد العقوبات على البيئات الحاضنة للمتطرفين وتسهل عملية الرقابة على خطاب الكراهية والتشدد الديني واستغلال شبكة الإنترنت في هذه الأغراض.

 

وأضاف "نيهمر"، في تصريحات صحفية، أن البرلمان وافق على إلزامية وضع السوار الإلكتروني في الكاحل في حالة الإفراج المشروط عن المدانين بالإرهاب، كما تتضمن الحزمة أيضًا الاعتراف بالجريمة الجنائية ذات الدوافع الدينية، تزامنا مع ذلك فقد حظرت النمسا نشاط حزب الله اللبناني في 14 مايو 2021 واعتبرته منظمة إرهابية، بجناحيه السياسي والعسكري.

 

تحليل أنشطة جماعات الإسلام السياسي 

ووضعت النمسا يدها على مؤسسات وقيادات الإخوان بعد سنوات من تحول البلاد إلى ملاذ آمن للجماعة، ليس هذا فحسب؛ بل أن فيينا تحولت إلى خطوط أمامية لمواجهة الإخوان وحزب الله وغيرها من الجماعات الأخرى الناشطة، وباتت أول من يزيل الستار عن المخططات السرية لهذه التنظيمات، بالأسماء والأدلة، حيث نشر مركز توثيق الإسلام السياسي التابع للحكومة النمساوية في مطلع شهر سبتمبر 2021، والمعني برصد وتحليل أنشطة منظمات الإسلام السياسي، دراسة جديدة عن روابط مؤسسة رابطة الثقافة النمساوية بالإخوان الإرهابية، إذ كشفت عن الروابط السرية، سواء علاقات على المستوى الشخصي أو المؤسسي التي تربط منظمات الجماعة الفرعية في أوروبا.

 

 وأوضحت عن وجود اتصالات سرية عابرة للقارات ومنظمات تمويه تعتمدها جماعة الإخوان المسلمين كمعاهد التدريس والفتوى والفروع المحلية المختلفة في أوروبا.

 

استغلال الشعارات الدينية والمساجد 

بدأ سريان قانون حظر رموز وشعارات التنظيمات المتطرفة منذ الأول من شهر مارس 2019، وفي مقدمتها جماعة الإخوان وحزب الله اللبناني وحزب التحرير، إذ ينص القانون على حظر كافة الشعارات السياسية والأعلام الخاصة بجماعة الإخوان من الوجود في الشوارع والأماكن العامة، الذي تلاه مشروع خارطة الإسلام. وينص القانون على حظر كافة الشعارات السياسية والأعلام الخاصة بجماعة الإخوان من الوجود في الشوارع والأماكن العامة، كما حددت السلطات النمساوية غرامة تتراوح بين (4000) يورو إلى (10000) يورو للأشخاص الذين سيخالفون القرار.

 

ويعد حظر استخدام شعار جماعة الإخوان المسلمين أحد الإجراءات الأكثر إثارة للجدل، إذ يتم العمل بقانون الرموز المحظورة في النمسا منذ سنوات، وهو يمنع استخدام شعارات المنظمات المتطرفة والمجموعات التي تقوم بتطوير أنشطة على أراضي النمسا ضد الحقوق الأساسية، وسيادة القانون. 

 

وحظرت النمسا خلال العقود الماضية رموز عدة كيانات؛ منها داعش، وتنظيم القاعدة، وحزب العمال الكردستاني، وحماس، والجناح العسكري لـ حزب الله.. وغيرها.

 

وأكدت الباحثة النمساوية المتخصصة في شؤون الإرهاب يوانا شنايدر، أن قانون حظر رموز وشعارات الإخوان وعدد من التنظيمات الأخرى، الذي بدأ سريانه "ليس كافيا"، مطالبة بمد الحظر ليشمل أنشطتها في النمسا.

 

ويرى أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة فيينا محمد بسَّام قبَّاني، أن مشروع خريطة الإسلام بالنمسا يأتي كأحد إجراءات الحكومة في سياق تشديد الرقابة على التطرف، حيث إن كمَّ الاتهامات والضغوط التي تحيط بالحكومة النمساوية، والمتعلقة بإخفاقها في مكافحة التطرف الديني بعد الحادث الإرهابي في نوفمبر 2020 يعد أحد أسباب تدشين هذه الخريطة، لذا فهم يُعولون على هذا المشروع من أجل الإسهام في مكافحة هذا الفكر المتشدد والقضاء عليه.

 

واعتبر  مهند خورشيد، المسؤول في  مركز توثيق الإسلام السياسيوالخبير في شؤون التنظيمات الإرهابية، أن جماعة الإخوان المسلمين يرون أن الشريعة هي النظام الوحيد الصالح ويريدون إعادة تشكيل المجتمعات الأوروبية وفقًا لهذه الرؤية، مؤكدا بأن القيم الأساسية في أوروبا تتآكل وهذا يعني أن الإخوان يريدون التسلل إلى المجتمع وتشكيل مجتمع موازي.

 

وكشف تقرير في 8 يوليو 2021 لدراسة نشرها مدير برنامج دراسات التطرف في جامعة جورج واشنطن، المؤلف والخبير الأمريكي البارز لورينزو فيدينو، يتحدث فيها عن توغل الإخوان في المجتمع النمساوي، أنه قد أنشأت شبكات مؤسساتية مؤثرة، تدير العمليات المالية والفكرية الإخوانية في أوروبا، من أجل دعم نشاطات الجماعة في الشرق الأوسط، مثلما يديرون مختلف نواحي الحياة الإسلامية في النمسا، ويشكلون حلقة وصل بين الجالية المسلمة الكبيرة، والحكومة النمساوية المرغمة.

 

وأنشأت شبكات جماعة الإخوان في النمسا في الستينيات، على يد بعض أعضاء التنظيم المصريين المهاجرين، من أبرزهم يوسف ندى، وأحمد القادي، الذي كان له دورًا حاسمًا في الوجود الإخواني في أمريكا، هذا وقد عمل "ندى" على إنشاء إمبراطورية مالية إخوانية بين الشرق الأوسط وأوروبا، قبل أن يتولى منصب رئيس العلاقات الخارجية في التنظيم انطلاقًا من النمسا، وقد جاب “ندى” العالم لتمثيل مصالح الإخوان، خصوصًا المالية منها، عبر إنشاء علاقات واتصالات مكثفة مع قادة الحركات الإسلامية الدولية.