رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شباب يحاولون إنقاذ شواطئ الإسكندرية من النفايات البلاستيكية

تنظيف الشواطئ
تنظيف الشواطئ

بعد انتهاء موسم الصيف تظل مدينة الإسكندرية تعاني لفترة طويلة من المخلفات البلاستيكية التي يتركها المصيفون على شواطئها، والتي قد يغوص بعضها إلى أعماق البحر ليؤذي الكائنات البحرية، ورغم حملات التوعية والإرشادات المنتشرة على الشواطئ إلا أن الرمال تعج بالمخلفات طوال فصل الصيف.

وبعد الإطلاع على معلومة تفيد بأن عام 2050 سيكون حجم المخلفات البلاستيكية داخل البحار والمحيطات أكبر من عدد الأسماك والكائنات البحرية قررت شركة “بانلاستيك” بالتعاون مع وزارة البيئة لحماية شواطئ الإسكندرية وتنظيفها وإعادتها إلى سابق عهدها.

وقال أحمد ياسين أحد مسئولي الشركة أعلنت عن حملة تطوعية لتنظيف 8 شواطئ كبرى بالإسكندرية وتقدم 200 متطوع من بينهم أشخاص من غير المعنيين بحماية البيئة لكنهم أرادوا المشاركة والقيام بدور فعال تجاه مجتمعهم.

وبعد الوصول إلى هذا العدد من المتطوعين استعدت الشركة لكسر الرقم القياسي في اليوم العالمي لتنظيف الشواطئ، إلا أن موسوعة “جينيس” طلبت مبلغ مالي كبير للحضور إلى مصر وتسجيل الحدث، ولهذا لجأت لـ"بانلاستيك" إلى وزارة البيئة كضامن حكومي لتسجيل كسر الرقم مجانًا حسب ياسين.

وأوضح لـ"الدستور"، أن الحملة تستهدف شواطئ من سيدي بشر إلى المندرة، ولمدة ساعتين سيتم جمع أكبر قدر من المخلفات البلاستيكية الضارة، لتتجه بعدها إلى طريقين إما إلى شركات إعادة التدوير أو يتم التخلص من بعضها بطريقة آمنة، في حال التأكد أنها غير قابلة للتدوير.

وأضاف ياسين: "نتعاون مع أكثر من 10 شركات تعمل في مجال حماية البيئة ومجالات أخرى ومن بينها فرق كشافة الشباب ومجموعة من طلاب المدارس ومتطوعين غير منضمين لأي جهة، فضلًا عن المشاركة الرسمية من وزارة البيئة".

ولم تكن هذه المبادرة هي الأولى من نوعها التي تقدمها لبانلاستيك حيث سبق ونفذت حملة امتدت على مدار 16 يوم استخرجت خلالها أكثر من 3120 كجم من المخلفات الصلبة، وما يقرب من 10000 زجاجة بلاستيكية و8500 فلتر سجائر وهي المخلفات المصنفة كأكبر وأهم ملوث للبيئة البحرية.

وأكد ياسين أن الشركة تستعد لتنظيم مبادرات وحملات جديدة لوضع الإسكندرية على خريطة أفضل شواطئ بالعالم، حيث ستستمر في تنظيف الشواطئ على مدار العام وحتى في أوقات الذروة في شهور فصل الصيف.

من جانبها، قالت الدكتورة لمياء إسماعيل الأستاذ المساعد بمعمل التلوث البحرى في المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية، إن حملات تنظيف الشواطئ ليست كافية، بل يجب علاج المشكلة من مصدرها، وهو سلوكيات البشر الخاطئة ورمي المخلفات البلاستيكية في البحر.

وأضافت "إسماعيل" لـ"الدستور"، أن تلك الحملات تساهم في نظافة الشواطئ وحماية البحر من البلاستيك لكنها لا تقضي على المشكلة، وذلك لأن المواطنين يتعاملون مع البحر وكأنه صندوق للقمامة، ويلقون به الأكياس والأكواب البلاستيكية، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على الحياة البحرية وعلى نظافة البحر المتوسط.

وأشارت إلى وجود جزر من البلاستيك تكونت في السنوات الأخيرة بالبحر المتوسط، مطالبة بإطلاق حملة توعوية للمواطنين، لتعريفهم بمخاطر رمي البلاستيك على الشاطئ، وتجميعها وإلقائها في الأماكن المخصصة من أجل إعادة تدويرها مرة أخرى.