رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحتك ثروتك.. أطباء يتحدثون عن إطلاق أول حملة فى مصر والشرق الأوسط لصحة الرجل

حملة فى مصر والشرق
حملة فى مصر والشرق الأوسط لصحة الرجل

تستعد الهيئة العامة للرعاية الصحية لإطلاق أول حملة لصحة الرجل فى مصر والشرق الأوسط، تحت عنوان «صحتك ثروتك»، وذلك بمحافظة الأقصر، ثانى محافظات منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة، بدءًا من ١٩ وحتى ٢٣ سبتمبر ٢٠٢١، وذلك للكشف من خلال فحص الدم، عن أمراض البروستاتا وأهمها سرطان البروستاتا. ويستفيد من الحملة المسجلون بمنظومة التأمين الصحى الشامل وغير المسجلين، وتستخدم الفرق الطبية كواشف سريعة لقياس مستوى المستضد البروستاتى النوعى «PSA» فى الدم، حيث يشير وجود مستويات عالية من المستضد إلى احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا، وهو اختبار لا يستغرق أكثر من دقيقة واحدة، ويتم بواسطة سحب عينة صغيرة من الدم. وفى التقرير التالى يوضح عدد من الأطباء لـ«الدستور»، أهمية الكشف لمرض من أمراض البروستاتا، ودورها فى مضاعفة فرص الشفاء.

جودى إبراهيم: اكتشاف الورم قبل انتشاره يوفر فرصة لـ«الشفاء الكامل»

قال الدكتور جودى إبراهيم محمد، دكتور جراحة المسالك البولية والتناسلية بجامعة القاهرة، إن البروستاتا عبارة عن غدة ذكورية تحمى أسفل المثانة وتحيط بمجرى البول من الخارج وحجمها ١٨ جرامًا أى بحجم ثمرة ليمون صغيرة و«هذا التشبيه ليس بعيدًا عن شكلها التشريحى». 

وأضاف «إبراهيم»، أن وظيفة البروستاتا مشوشة لدى كثير من الناس نتيجة عدم المعرفة، ولكن علميًا وظيفتها الحقيقية إفراز المواد السكرية والإنزيمات المحللة داخل السائل المنوى، وإفرازاتها تشكل نصف كمية السائل المنوى فى كل مرة، مشيرًا إلى أنه يحدث تضخم حميد لغدة البروستاتا عند سن الأربعين لمعظم الرجال، كما تختلف الأعراض من شخص لآخر، إذ تتدخل عوامل عديدة لتحديد مدى التأثر بتضخم البروستاتا على سريان البول، وهذا النوع لا يحمل أى خطورة سرطانية وهو الأكثر شيوعًا. 

وذكرت أن أورام البروستاتا السرطانية قد تنتج عنها أعراض مثل عسر فى التبول أو الإحساس بعدم إفراغ المثانة بالكامل، وهذه أعراض نادرة الحدوث وغالبًا ما تحدث فى مراحل متقدمة من المرض، لافتًا إلى أنه فى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى ظهرت أشهر طريقة لتشخيص غدة البروستاتا وتسمى المستضد النوعى لغدة البروستاتا «PSA»، وهذا الفحص يتم عن طريق الدم ويجب ألا تتجاوز نسبته فى الدم ٢.٥ نانو جرام وأشار إلى أنه قد جرت الأعراف الطبية على إجراء هذا الفحص سنويًا بعد سن الخمسين وحتى السبعين، على أن يصاحبه فحص موضوعى للبروستاتا عن طريق جسها. 

وقال «إبراهيم» إن من علاجات أورام البروستاتا التخلص من الورم تمامًا عن طريق الاستئصال الجراحى أو العلاج بالإشعاع النووى، وتتجاوز نسب الشفاء فى الحالتين ما يزيد على ٩٠٪، مضيفًا: «من المهم إجراء متابعة لمن لديه تاريخ عائلى بهذا المرض، وإذا كان أحد من أقارب الدرجة الأولى أو الثانية مثل الأب والإخوة والأعمام قد أصيب به، فمن المرجح ارتفاع احتمالية الإصابة به». 

وشدد على أن الكشف المبكر من خلال حملة «الصحة» يستهدف علاج المشكلة من أساسها، إذ إن المشكلة الرئيسية فى أورام البروستاتا تتمثل فى أن الشخص يلجأ للطبيب بعد حدوث انتشار للورم وبعد ظهور الأعراض مثل آلام فى العظام أو مشاكل أخرى فى التنفس أو فى المخ. 

واختتم: «الكشف المبكر يستهدف اكتشاف الورم قبل انتشاره فى الجسم خارج غدة البروستاتا، لذا يمكن الشفاء منه بالكامل، ولكن فى حالة وجود ثانويات سرطانية يكون العلاج تحفظيًا ومرتبطًا بالتعامل مع أعراض الانتشار الثانوى».

سعيد البرجى: التشخيص الخاطئ يُدخل المريض فى دوامة الجراحات 

حذر الدكتور سعيد البرجى، استشارى الأورام والجراحة العامة، من أن الاكتشاف المتأخر لورم البروستاتا يتسبب فى حدوث آلام فى العظام والساقين، مشيرًا إلى أن المريض فى هذه الحالة يلجأ لبعض التخصصات الخاطئة مثل مخ وأعصاب، ويتم تشخيصه بشكل خاطئ، إذ قد يتم إبلاغه بإصابته بالغضروف ويصل الأمر لإجراء عملية الغضروف، فى حين أن المريض مصاب بأورام البروستاتا وهى السبب فى حدوث ثانويات العظام. وقال إن علاج البروستاتا يتم عن طريق علاج هرمون الذكورة لدى المريض، والذى يعد سببًا أساسيًا فى الإصابة بالفيروس، إلى جانب خضوعه للإشعاع على ظهره وعلى البروستاتا من خلال ٣٠ جلسة. وتوقع حدوث تطور كبير بعد إطلاق الحملة بالنسبة لمرضى البروستاتا، محذرًا من الإهمال والتراخى لأنه قد يتسبب فى حدوث ثانويات فى العظام وخاصة العمود الفقرى بشكل يؤثر على أعصاب المريض ويظل لفترة طويلة يعالَج من مشاكل فى الفقرات.

أحمد سليم: تغير لون البول والحرقان أو النزيف علامات مرضية رئيسية

ذكر الدكتور أحمد سليم، إخصائى علاج الأورام، أن الأعراض المرضية التى تشير إلى الإصابة بسرطان البروستاتا تتمثل فى حدوث تغير فى لون البول مع شعور بالحرقان أو النزول المتقطع للبول أو ضعف تدفقه وأحيانًا وجود نزيف، مشيرًا إلى أن فرص إصابة الرجال بسرطان البروستاتا تكون أكبر بعد بلوغ سن الخمسين عامًا أو أكثر. 

وقال إن إجراء فحوصات دلالات الأورام بشكل دورى يساعد فى علاج المرضى والكشف المبكر عن الإصابة لتحديد درجتها، والعلاج المناسب، للوقاية من الاكتشاف المتأخر للورم السرطانى، لافتًا إلى أن الحملة المرتقبة توفر العلاج والعمليات التى يحتاجها المريض بشكل مجانى.

ولفت إلى أن الاكتشاف المبكر يعنى أن فرص العلاج بالدواء أعلى بكثير، على النقيض من الاكتشاف المتأخر الذى يعنى الاضطرار لإجراء عمليات جراحية لاستئصال الورم.

نادر عبدالستار: يصيب ٥٠% من المسنين والتحليل يحدد حجم المشكلة

قال نادر عبدالستار، استشارى المسالك البولية بكلية طب الأزهر، إن مرض تضخم البروستاتا يظهر مع التقدم فى السن، خاصة لدى من هم فوق الـ٥٥ عامًا، كما أنه يزداد لدى من هم فوق الـ٨٠ عامًا، ليصبح لدى واحد من بين كل اثنين، أى أنه يتواجد بنسبة ٥٠٪. وأضاف: «هناك نوعان من تضخم البروستاتا، أحدهما حميد والآخر خبيث، ومعظم المرضى ممن تجاوزت أعمارهم الـ٥٠ عامًا يكون لديهم تضخم حميد بنسبة ٩٠٪».

وواصل: «يتم اكتشاف تضخم البروستاتا من خلال تحليل الأورام أو تحليل العينة التى يجرى الحصول عليها من البروستاتا، وبهذا فقط يتم تحديد مدى سوء التضخم، وكونه حميدًا أو خبيثًا، لأن الأعراض تكون متشابهة فى الحالتين».

وتابع: «لا يوجد سبب محدد لإصابة أى رجل بورم فى البروستاتا، فهذا أمر يشبه ورم الثدى لدى السيدات، لذا لا يمكن تجنب أشياء معينة للوقاية من المرض، لكن الكشف المبكر يسهم دائمًا فى حصار الورم فى بدايته وعلاجه».

أحمد عبدالبارى: استهداف الرجال  فوق 50 عامًا بشكل أساسى

أكد الدكتور أحمد عبدالبارى، إخصائى المسالك البولية، أن الأعراض المرضية للإصابة بأورام البروستاتا لا يمكن ملاحظتها فى المراحل المبكرة، مشيرًا إلى أن الفئة المستهدفة بالحملة هى الرجال فوق ٥٠ عامًا، حتى لو لم تظهر عليهم أى أعراض مرضية. وأضاف أن الرجال أقل من ٥٠ عامًا يمكن أن يصابوا بالتهابات البروستاتا، لكن الأورام الحميدة أو الخبيثة تصيب الرجال فوق هذه السن، مشددًا على أن الاكتشاف المبكر يضاعف فرص الشفاء.