رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منذ 2015.. التربيطات التي أضاعت اتحاد «كتاب مصر»

 اتحاد الكتاب
اتحاد الكتاب

«العند يورث الكفر»، مقولة شعبية عرفت منذ قرون، يرددها الكثير منا في  الأزمات، والمشاكل التي تواجهنا في الحياة اليومية، ويكون سببها العناد في أمر ما، مما يؤدي فيما بعد إلى خسائر فادحة، وهو ما حدث بالفعل في اتحاد كتاب مصر، عقب انتخابات التجديد النصفي التي جرت به، في مارس 2015، وتم عليها تصعيد علاء عبد الهادي رئيسًا له بتربيطات أجراها الكاتب جمال التلاوي وبعض أعضاء مجلس الإدارة وقتها عندًا في الكاتب محمد سلماوي، الذي لجأ إلى تقديم استقالته بدلا من الدخول في معارك، من الممكن أن تشوه صورته.

محمد سلماوي 

تربيطات انتخابات اتحاد الكتاب 2015

البداية كانت في مارس 2015، حيث أجريت انتخابات التجديد النصفي لمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، المكون من 30 عضوًا، انتهت مدة 15 منهم، وأجريت الانتخابات على مناصبهم، وتم بالفعل الترشح من قبل أعضاء الجمعية العمومية، وفاز فيها وقتها 15 عضوا، وهم: زينب العسال "248 صوت"، جمال التلاوي، "243 صوتا"، وحزين عمر، "241 صوت"، مسعود شومان "202 صوت"، زينهم البدوي "200 صوت"، عزة رشاد، "194 صوت"، شريف الجيار، "193 صوت"، علاء عبد الهادي، "184 صوت"، محمد يس الفيل، "180 صوت"، هالة فهمي، "179 صوت"، أحمد عنتر ، "179 صوت"، نجوى عبد العال، "170 صوت"، محمد السيد عيد، "167 صوت"، أسامة أبو طالب، "166 صوت"، مدحت الجيار، "163 صوت".

 

 

جمال التلاوي 

ولأن نظام اختيار رئيس الإتحاد الكتاب، يختلف عن النقابات الأخرى، ففي النقابات الأخرى كالصحفيين، والأطباء، والتشكيليين، وغيرها، يتم اختيار النقيب أو الرئيس من قبل الجمعية العمومية، أما هنا في اتحاد الكتاب يتم اختياره من قبل أعضاء مجلس الإدارة فقط، وبعدها يتم تشكيل هيئة المكتب، وهو الأمر الذي يعطي فرصة لخلق تربيطات، وكتل صوتية بشكل أقوى حيث أن أعضاء مجلس الإدارة عددهم 30 عضوا، ومن السهل في تلك الحالات خلق التربيطات.

بداية تصعيد عبد الهادي لرئاسة الاتحاد

وانقسم الأعضاء إلى مجموعتين الأولى برئاسة الكاتب محمد سلماوي، الذي كان يشغل منصب رئيس الاتحاد حتى إجراء الإنتخابات، والمجموعة الثانية برئاسة الكاتب جمال التلاوي، والذي فاز في الانتخابات، وكانت لديه الرغبة في تولي منصب رئيس الاتحاد، وتشكلت كل مجموعة من 12 عضو، ليصبح عدد المجموعتين 24 عضوًا، ويتبقى 6 أعضاء خارج التكتل، كان من بينهم علاء عبد الهادي، ونجوى عبد العال، مع بعض، بينما الـ 4 أعضاء الباقين خارج أي تكتلات أو تربيطات.

وبدأ التلاوي في محاولة لضم أعضاء جدد من الـ6 إلى مجموعته لينتصر على سلماوي، واتفق مع علاء عبد الهادي أن ينضم إلى مجموعته، ووافق عبد الهادي على ذلك ومعه نجوى عبد العال، وقبل اجتماع مجلس الإدارة بساعات قليلة، ذهب عبد الهادي إلى التلاوي ليخطره بأنه إذا لم يأتي هو رئيسًا للاتحاد، سينضم إلى مجموعة سلماوي، ويقبل بأي منصب منه، الأمر الذي اجبر التلاوي على الموافقة عندًا في سلماوي للإطاحة به من الاتحاد وعدم تمكنه من تولي الرئاسة مرة أخرى.

وانعقد بالفعل اجتماع المجلس بعد موافقة، التلاوي على شروط عبد الهادي، وتم اختياره رئيسًا للاتحاد، والتلاوي نائبًا، وحزين عمر سكرتيرًا عامًا، والأمير أباظة أمينًا للصندوق، هنا شعر سلماوي بالمؤامرة عليه، ومحاولات التنكيل به، فأعلن استقالته عقب إنتهاء إجتماع مجلس الإدارة، وتم تصعيد الكاتب إيهاب الورداني ليصبح عضو مجلس إدارة لأنه في الانتخابات حصل على أصوات بفرق صوتًا واحدًا عن أخر عضو فائز.

 

علاء عبد الهادي 

وعقب إعلان علاء عبد الهادي، رئيسًا لاتحاد كتاب مصر، تذمر العديد من أعضاء الجمعية العمومية، وغضبوا من تلك التربيطات التي حدثت في مجلس الإدارة، خاصة وأن علاء لم يكن شخصية معروفة بشكل كافي في الوسط الثقافي، ولم يحقق أي إنجازات في الثقافة بشكل عام، أو على المستوى الخاصة، فضلا عن الشائعات التي أثيرت حوله بأنه حاصل على دكتوراه من المجر غير معترف بها، كذلك أن بعض الأعضاء كانوا لا يعرفونه من الأساس، ويتساءلون من هو علاء عبد الهادي؟، وتغاضى الجميع فيما بعد ما حدث وأثير، وبدأ العمل من قبل مجلس الإدارة في الاتحاد.

أسامة أبو طالب 

بداية معارك عبد الهادي ومجلس الإدارة وتهديدات بالقتل

وبعد شهور قليلة، بدأت تدق الخلافات بين علاء عبد الهادي، والتلاوي في بداية الأمر، حيث أن الأول كان يرغب أن يستقل بكل القرارات الخاصة بالاتحاد، والتوقيع على كافة الأوراق دون استشارة مجلس الإدارة، ثم تطور الأمر إلى بعض الأعضاء، بسبب اعتراضهم على إدارة علاء عبد الهادي للاتحاد، وقراراته التي وصفوها وقتها «غير صحيحة»، وتضر بالاتحاد، والكتاب والمثقفين بشكل عام، وتطور الخلاف بين عبد الهادي، والدكتور اسامة أبو طالب، عضو مجلس الإدارة وقتها، والذي وصل الأمر بينهم بتهديد عبد الهادي لـ أبو طالب، بالقتل، وهو ما دفعه حينها للانسحاب والتوجه إلى قسم شرطة قصر النيل، لتحرير محضر بالواقعة، وبعد أيام منها تقدم باستقالة مسببة، لم يحقق فيها مجلس الإدارة، وقبلها عبد الهادي دون تردد للتخلص من أبو طالب.

استقالة أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكتاب 

وعقب استقالة أبو طالب تفاقمت الأزمات، و بدأت الاستقالات تنهال من أعضاء المجلس المنتخبين، حيث استقال أيضًا التلاوي، الذي أتى بـ علاء إلى المنصب، ومسعود شومان، وعزه رشاد، ومحمد يس الفيل، وهالة فهمي، وأحمد عنتر، وشريف الجيار، محمد السيد عيد، وتم إقالة حزين عمر، ومدحت الجيار، ولحق بهم الأمير أباظة، ومصطفى القاضي، وحسين القباحى، ويسري العزب، وجمال أحمد عبد الحليم، وأحمد مصطفى، ووصل عددهم جميعًا إلى 19 عضوا من اعضاء مجلس الادارة المنتخب، مع نهاية مارس 2016، وهو الأمر الذي دفع الجميع وقتها لتوقع أن يتم حل مجلس إدارة الاتحاد، وإجراء انتخابات جديدة خاصة أن سبب الاستقالة أو أسبابها تكاد تكون واحدة وتحديدا حول طريقة إدارة الاتحاد بشكل منفرد والخلاف مع رئيس الاتحاد الشاعر علاء عبد الهادي.

لكن تلك الخطوات أيضًا لم تحرك ساكنًا، سواء لدى الجمعية العمومية، أو لدى عبد الهادي، الذي كان صعد نفس العدد من المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ فى انتخابات 2015 بطريقة انتقائية حتى يتسنى له إنشاء مجلس خاص به فقط، يطاوعه في كل الأمور، وهو الأمر الذي اعتبره رئيس الاتحاد حلا عمليا وقانونيا، بينما اعتبره المنسحبون تحايلا على حل المجلس وإجراء انتخابات جديدة ربما كانت ستطيح بالمجلس الحالي ورئيسه.

حزين عمر 

 

مجلسين لاتحاد الكتاب 

ودخلت الاتحاد إذن في مزيد من الأزمات الأكثر اشتعالا، بدأت بانقسام هيكلي أدى لوجود مجلسين للإدارة أحدهما يرأسه علاء عبدالهادي ومجلسه من المنتخبين ومن تم تصعيدهم، والأخر لجنة إدارة تسيير الأعمال التي شكلت بقرار من الجمعية العمومية الطارئة التي عقدت في نهاية 2016، وصدق عليها وقتها وزير الثقافة حلمى النمنم، وتشكلت من الشاعر حزين عمر رئيسًا، والشاعر محمد ثابت نائبًا للرئيس، والدكتور مدحت الجيار أمينا للصندوق، واستمرت لمدة عام.

ومن هنا تحول الصراع إلى ساحات المحاكم ونيابات قصر النيل، ليحسم القضاء الأمر بعودة مجلس الإدارة القديم، الذي تقدم باستقالته، لكن علاء اعتبر هذا الحكم لصالحه هو والمصعدين فقط.

في تلك الفترة، تفرعن عبد الهادي، وتكبر على الجميع في الاتحاد، وبدأ يديره كما يريد، ويرغب، دون اعتراض من أحد، وإن تجرأ أحد على الاعتراض، لم يواجه غير التحويل إلى لجنة التأديب والتحقيق معه في اتحاد الكتاب، ثم الفصل، أو تجميد العضوية، وهو ما حدث مع الكثيرين من أعضاء الجمعية العمومية باتحاد كتاب مصر.

وفي 2017 كان من المقرر إجراء انتخابات التجديد النصفي، لباقي الأعضاء الذين انتهت مدتهم القانونية في مجلس إدارة الاتحاد، لكنها لم تتم،  وأجريت متأخره عامًا فى 2018 رغم استمرار الوضع غير المستقر للاتحاد، وأسفرت عن دخول 15 عضوا جديدا لمجلس الإدارة، ليستقر الأمر لفترة مؤقته إلى أن اشتعل مرة أخرى، بسبب تصرفات رئيس الاتحاد، وفكه وديعة الشيخ سلطان القاسمي الخاصة بالاتحاد، والتي كانت موجودة بأحد البنوك، وممنوع الإقتراب منها، حيث أنه يتم من خلال العائد الخاص بها الإنفاق على مشروع علاج الأعضاء، لكن عبد الهادي فك الوديعة وأنفق جزء كبير بحجة تطوير المبنى واحتياج الاتحاد إلى إنفاق.

وفي الانتخابات التي أجريت في 2018، منع عبد الهادي معارضيه من الترشح ضده، وهم جمال التلاوي، وزينب العسال، وشريف الجيار، ومحمد السيد عيد، وقد قام كل من الجيار، وعيد باللجوء إلى القضاء الذي حكم لصالحهم، ولم ينفذ علاء حكم المحكمة إلى الآن.

التهرب من انتخابات 2019

مع عام 2019، بدأت المطالبات بإجراء انتخابات المجلس كاملة كما هو مقرر قانونا لكن الوضع ظل معلقا على لعبة حسابات الوقت التى قدم لها الشاعر علاء عبد الهادى تفسيرا مفاده أن مدة المجلس القانونية وهي 4 سنوات لم تنته في مارس 2019 مختلف عليه فحقيقة الأمر أن مجلس إدارة الاتحاد لم يمارس عمله سوى ثلاث سنوات حتى مارس 2019، على اعتبار أن العام الذي حدث فيه الانشقاق وسيطرة مجلس إدارة أخر على المقر وهو عام 2017، لا يتم حسابه من عمر المجلس وبالتالى يستعاض عنه بعام آخر يضاف لعمر المجلس الذي يرأسه تنتهي مدته فى مارس 2020، هذا كان من وجهة نظر عبد الهادي، ولم يصدر بها فتوى رسمية حسبما اعتاد، إلا أنها تم إقرارها فعلا ولم يتم الدعوة لجمعية عمومية للاتحاد إلا في مارس، 2020 وتحديدا في 22 مارس على أن يتم الدعوة لإجراء الانتخابات الجمعة التالية 28 مارس حسب القانون الذي يطبقه الاتحاد الآن، لكن الأمر لم يتم ودخل فى سياق درامي تماما من التأجيلات المستمرة بسبب جائحة كورونا لينتهي بحكم قضائي بمنع إقامة الانتخابات لأجل غير مسمى بناء على دعوى أقامها أحد أعوان علاء، وهو ناصر دويدار، أحد أعضاء المجلس المصعد.

أحمد سويلم 

 

وظلت الجمعية العمومية في شد وجذب بين جبهة الإنقاذ التي أطلقها الشاعر أحمد سويلم ومعه بعض أعضاء الجمعية العمومية، ضد علاء عبد الهادي، حتى حصلت جبهة الإنقاذ على حكم نهائي بإقامة الانتخابات، وإبطال الحكم السابق تعطيل الانتخابات.

كوارث عبد الهادي في الاتحاد

وعلى مدار السنوات الماضية، شهد الاتحاد العديد من الكوارث، منها إعطاء جوائز الاتحاد إلى أعضاء ينتمون إلى جماعة الإخوان مثل: حلمي القاعود، الذي حصل على جائزة التميز الأدبي التي يمنحها الاتحاد عن مجمل الأعمال، كذلك فساد لجنة القيد والتي سهلت دخول أعضاء إلى الاتحاد لا يجيدون القراءة والكتابة، وسارقون أعمال لكبار الكتاب، ينسبونها إلى أنفسهم وعلى سبيل المثال: مصطفى أبو زيد سارق أشعار نزار قباني.

وأيضًا إلغاء مشروع علاج أعضاء اتحاد الكتاب الذي كانت قد تعاقد فيه الرئيس السابق للاتحاد محمد سلماوي مع مستشفيات القوات المسلحة،  والتعاقد مع شركة طردت من كل النقابات بالأمر المباشر، لمجرد منحها نسبة 35% لمن يسهل لها التعاقد في أي نقابة، كذلك تعاقد لأول مرة في تاريخ الاتحاد مع شركة أمن، لحمايته من معارضيه، بأموال الاتحاد.

عدم تنفيذ قرار الجهاز المركز للمحاسبات، برد مبلغ 105 ألف جنيه، تم إنفاقها بشكل غير قانوني من أمين الصندوق السابق فترة سلماوي، وهو الدكتور صلاح الراوي، وعدم تقديم أي ميزانية حقيقة منذ توليه المنصب في 2015 حتى الآن إلى الجمعية العمومية، رغم تعيين محاسب لاتحاد بمعرفته الشخصية.