رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى «عيد المرشد».. هيئة قناة السويس تحتفل بذكرى الانتصار فى معركة «التأميم»

احتفال هيئة قناة
احتفال هيئة قناة السويس بذكرى التأميم

احتفلت هيئة قناة السويس ، بالذكرى الخامسة والستين لعيد المرشد، بمقر المارينا الجديدة، وذلك تخليدًا لذكرى انتصار الإرادة المصرية على سلسلة من المؤامرات هدفت إلى عرقلة وإفشال قرار تأميم القناة الذي اتخذه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في 26 يوليو 1956.

احتفال هيئة قناة السويس بذكرى التأميم

وتعد مؤامرة الأجانب وخاصة فرنسا بريطانيا بالانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب، والذي تم تحديدًا في يومي 14 و15 سبتمبر 1956، تحدي واضح أمام الإرادة المصرية، لإحراج قناة السويس عالميًا، لعدم قدرتها على إدارة القناة، إلا أن المرشدين المصريين أظهروا كفاءة منقطعة النظير في إدارة المرفق الملاحي الأهم عالميًا، أخذته مصر وهيئة قناة السويس والمرشدون عيدًا لهم ليصبح "عيد المرشد".

احتفال هيئة قناة السويس بذكرى التأميم

وأكد الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة، أن عيد "المرشد" أحد أيام القناة الخالدة التي أثبتت قدرة الإرادة المصرية على التصدي لمحاولات فرض السيطرة الغربية والتي جسدها إنسحاب المرشدين والعاملين الأجانب من العمل في القناة ظنًا منهم بعدم قدرة المصريين على إدارة المرفق الملاحي الأهم عالميًا، ليخالف الواقع مخططاتهم وينجح المرشدون المصريون من القطاع التجاري وسلاح البحرية، بالإضافة إلى بعض المرشدين اليونانيين في تسيير حركة الملاحة بالقناة بأمان وسلامة.

احتفال هيئة قناة السويس بذكرى التأميم

ويعتبر "عيد المرشد" يوم إنجاز حقيقي مؤرخ في سجل البطولات المصرية، فعلى الرغم من محاولة عدد من الدول الأجنبية وعلى رأسها فرنسا وإنجلترا إحراج مصر دوليًا عبر زيادة عدد السفن المرسلة للقناة إلى 50 سفينة، إلا أن براعة وتصميم المرشدين المصريين واليونانين أفسدت المؤامرة وحولتها إلى نصر تاريخي.

ويعتبر المرشدون المصريون أهم عنصر من عناصر نجاح الملاحة بقناة السويس، خاصة عقب إعلان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تأميمها عام 1956، وكان عدد المرشدين الذين يقومون بالإرشاد في القناة قبل التأميم 205 مرشدين، منهم 29 مرشدًا مصريًا تحت التدريب، و176 مرشدًا أجنبيًا، موزعين كالآتي: 61 فرنسيًا، 54 إنجليزيًا، 14 هولنديًا، 11 نرويجيًا، 11 يونانيًا، ثلاثة بلجيكيين، ثلاثة دنماركيين، ثلاثة أمريكيين، ثلاثة سويديين، والبقية من جنسيات أخرى.


وواجهت الإدارة المصرية لقناة السويس سلسلة مؤامرات حركتها فرنسا وإنجلترا بغرض عرقلة قرار التأميم الذي اتخذه الرئيس جمال عبدالناصر في 26 يوليو 1956، وكانت الحلقة الأهم في سلسلة المؤامرات هي الانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب في ليلة 14 إلى 15 سبتمبر 1956 كمحاولة يائسة لإثبات عدم قدرة المصريين على إدارة هذا المجرى الملاحي العالمي، وذلك بعد أن فشلت فرنسا وإنجلترا في إثناء مصر عن قرارها الوطني بتأميم القناة.

 

وكانت الإدارة الأجنبية تعتقد أن نجاح العمل في القناة يرجع إلى موظفيها الأجانب، وأن المصريين لن يستطيعوا إدارة القناة بمفردهم، ومن ثم خلصت إلى أن سحب المرشدين والموظفيين الأجانب دفعة واحدة سيؤدي إلى اضطراب العمل وتوقف الملاحة في القناة وهو ما يشكل خرقًا صريحًا لاتفاقية القسطنطينية، وبذلك لا يكون أمام القوات البريطانية والفرنسية إلا فرض إرادتها بالقوة على مصر واللجوء إلى التدخل المسلح بحجة إعادة الملاحة في القناة فقامت الشركة بطلب عدم عودة المرشدين الموجودين بالإجازة إلى عملهم.

 

احتفال هيئة قناة السويس بذكرى التأميم

وفي يوم 26 أغسطس 1956 بلغ عدد المرشديين المتغيبين 59 مرشدًا، وفي منتصف ليلة 14 - 15 سبتمبر 1956 انسحب دفعة واحدة جميع المرشدين والموظفين والعمال الأجانب ماعدا اليونانيين فلم يبق في جهاز الإرشاد إلا 52 مرشدًا من أصل 207 مرشين، وانسحب مع المرشدين 326 موظفًا فنيًا وإداريًا من أصل 805، إلا أن الإرادة المصرية كانت قد أعدت العدة لذلك فعززت جهاز الإرشاد لديها بعناصر جديدة من البحرية المصرية وعدد من المرشدين الأجانب الجدد.
 

احتفال هيئة قناة السويس بذكرى التأميم

وبلغ عدد المرشدين الجدد منذ التأميم وحتى ساعة الانسحاب في 14 سبتمبر 68 مرشدًا، منهم 53 مصريًا و6 يونانيين و9 من جنسيات مختلفة حصلوا جميعا على تدريب مكثف مكنهم بالعزيمة والإصرار من المشاركة مع إخوانهم من المرشدين القدامى في مقاومة الانسحاب الجماعي.
 

احتفال هيئة قناة السويس بذكرى التأميم

كان النجاح المذهل حليف أبناء القناة الأبطال رغم محاولات الغرب إرسال أعداد كبيرة من السفن لعبور القناة دفعة واحدة حتى يظهروا عدم قدرة المصريين على إدارة القناة.

احتفال هيئة قناة السويس بذكرى التأميم


 في ليلة 13 سبتمبر بدأت تحاك أول خيوط المؤامرة إذ أخطر الفرنسي بول ريموند مدير إدارة الملاحة بقناة السويس المهندس محمود يونس رئيس هيئة قناة السويس، وقتها، فيما بعد بقرار الانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب البالغ عددهم 207 مرشدين بحجة استيائهم من معاملة الإدارة الجديدة رغم أن القرار جاء بناءً على تعليمات إدارة الشركة في باريس، وفي الليلة التالية مباشرة ترك 155 مرشدًا أعمالهم وجلس بعضهم في النوادي المطلة على مياه القناة وبجوارهم مراسلو الصحف الأجنبية الذين تجمعوا ليسجلوا الحدث المتوقع بتوقف الملاحة في قناة السويس، غير أن المؤامرة تحولت إلى ملحمة بطولات بفضل دقة القراءة المسبقة للإدارة المصرية، حيث توقعت مصر منذ بداية التأميم اتخاذ فرنسا وانجلترا هذه الخطوة، على إثره قامت الإدارة المصرية بالترتيب لإلحاق 68 مرشدًا، تم تدريبهم بواسطة المرشدين القدامى.

احتفال هيئة قناة السويس بذكرى التأميم

ووقف الرئيس عبدالناصر يوم 15 سبتمبر 1956 يخطب بمناسبة الاحتفال بتخريج فوج من الضباط الطيارين، مشيدًا برجال القناة من المرشدين ورجال التحركات وجميع العاملين قائلًا: "اليوم باسم الشعب وباسم كل فرد من أبناء مصر أهدى إلى هؤلاء الرجال وسام الاستحقاق المصري من الشعب المصري".