استشارية التوجيه والإرشاد الوظيفي إيمان مرسى: الخوف من مخاطرة التغيير يصيب بالتعاسة والملل
شددت استشارية التوجيه والإرشاد الوظيفى، إيمان مرسى، على أهمية الربط بين الهدف من العمل والخطط المستقبلية الخاصة بالفرد وأسرته، مشيرة إلى أن هذا الأمر يحقق التوازن النفسى، ويقلل الضغوط ويضمن مضاعفة فرص النجاح. ونصحت بتعلم مهارات التفاوض وحل المشكلات والقيادة والعرض والتقديم الغائبة عن غالبية الأفراد فى سوق العمل المصرية، إلى جانب مهارات التعافى وتطوير المعارف التكنولوجية المطلوبة بشدة للعمل والتعايش مع أزمة جائحة فيروس «كورونا».
■ كيف نطور ذواتنا على المستوى المهنى؟
- التطوير الذاتى يسير فى اتجاهين أساسيين، الأول يركز على تنمية المهارات اللازمة للوظيفة نفسها، فأى عمل يحتاج إلى دراسة وشهادات علمية تضمن صقل مهاراته وزيادة حصيلته المعرفية فى تخصص العمل، والآخر تنمية المهارات الشخصية، مثل التفاوض، وحل المشكلات، والقيادة، والاتصال والعرض والتقديم، وهى مهارات نادرة فى السوق المصرية.
فى رأيى أن النجاح الوظيفى مرهون بتحقيق التوازن بين مهارات التخصص ومهارات التواصل مع الآخرين، فلا يمكن أن يكون هناك طبيب ناجح لا يجيد التواصل مع المرضى، والإنجاز فى العمل يجعلك راضيًا عن نفسك ويقلل من الضغوط داخل المؤسسات.
■ ما أفضل طريقة لتطوير أنفسنا إذا كان العمل عن بُعد بسبب جائحة كورونا؟
- بالفعل حدّت «كورونا» من حركة الكثير من العاملين، والتعاملات المباشرة بين الأفراد بشكل عام، لهذا فإن العالم تغير كثيرًا فى «زمن كورونا»، ولم تعد مهارات البيع المعروفة كما كانت عليه فى السابق، وحلت محلها مهارات جديدة لتحقيق الإنجاز، أولاها مهارة «التعافى من الصدمات». نحن نتحدث عن «جائحة كبيرة» لم يستطع تجاوزها الكثيرون، بمستويات مختلفة، فلهذا أولًا علينا تقبل الصدمة ثم التعامل معها، وتحديد أفضل الطرق للاستفادة منها.
أنعشت الجائحة الأسواق الإلكترونية، وفرضت على السوق مهارات جديدة يجب إتقانها مثل الذكاء الاصطناعى، ونظم المعلومات، وإجادة التعامل مع المواقع الإلكترونية للبيع والشراء والحصول على الخدمات من خلال تطبيقات الهواتف الذكية.
■ لماذا يضطر البعض لمواصلة العمل فى بيئات ضاغطة تصيبهم بالتعاسة والملل؟
- هناك جزء مهم، وهو «الالتزامات»، فأى شخص يضطر لمواصلة العمل فى مكان لا يحبه يفعل ذلك فى الغالب خشية أن يفشل فى إيجاد مصدر رزق بديل يسدد من خلاله «الالتزامات»، إضافة إلى جزء خاص بتصوراتنا عن أنفسنا، أو ما نسميه «المعتقدات عن النفس»، حيث تدور فى أذهان الكثيرين عدة معتقدات سلبية مثل التقليل من الكفاءة والقدرات، والاعتقاد بأن تقدم العمر يعنى صعوبة الحصول على فرص مناسبة، إلى جانب ما نسميه «الخوف من مخاطرة التغيير»، حيث يميل الناس عادة للاستقرار ومجاراة الوضع القائم ويخافون من التغيير.
■ كيف نوازن بين أهدافنا من العمل وخططنا الشخصية؟
- أول خطوة هى وضع الأهداف، فهناك الكثير من الأشخاص ليس لديهم أى أجندة للأهداف، فأى شخص يريد تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية يحتاج إلى تحقيق الأولويات ثم الأهداف.
من الأدوات الشهيرة لضمان التوازن فى الحياة، «عجلة الحياة»، وهى أداة هندية عبارة عن دائرة مقسمة إلى ٨ أجزاء، جزء لحياة الشخص، وجزء للعمل، وجزء لممارسة الروحانيات، وجزء للرياضة، وجزء للأهل والعلاقات، وغيرها.
ويستحيل أن يحقق الشخص الإنجاز فى الـ٨ أقسام، ولكن يمكن أن تقودك هذه العجلة إلى رؤية الصورة الكاملة للحياة، وتنظيم الوقت بين كل عنصر منها.
■ وما نصائحك الخاصة بتنظيم الوقت؟
- من المهارات المهمة للغاية هى مهارة تنظيم الوقت، وأكبر خطأ يقع فيه البشر هو «التسويف» وعدم تخطيط لليوم والشهر، وهناك أشخاص يخططون لعام كامل، ومع تنظيم الوقت وتحديد الأهداف يبدأ الشخص فى تحقيق التوازن، ويتحسن على المستوى الوظيفى ويقل شعوره بالضغط.
■ كيف نكتسب مهارة المرونة فى التعامل مع الزملاء؟
- «المرونة» تُبنى من خلال «البرمجة اللغوية العصبية»، وفى قول آخر فإن «الإنسان الأكثر مرونة هو الأكثر تحكمًا فى النظام»، وعلينا أن نتأمل فى تصرفات الآخرين تجاهنا، على سبيل المثال، إذا كان هناك شخص يسبب لك بعض المشكلات فى العمل، فعليك افتراض حسن النية، لأنه من الممكن أن يكون هذا الشخص يعانى من شعور كبير بالتهديد، ولديه نقص فى المهارات، أيضًا من أهم مبادئ المرونة احترام وجهة نظر الآخرين، وعدم التمسك بوجهة نظر متشددة.
■ ما النصيحة الذهبية التى تضمن لنا النجاح فى العمل؟
- الربط بين الأهداف، بمعنى الربط بين أهداف العمل والحياة والأسرة، فيجب معرفة أهداف كل خطوة على حدة.
على سبيل المثال إذا كنت أعمل فى مكان يبعد عن منزلى بمسافة كبيرة، فإنى فى المقابل أحصل على عائد مادى سيساعدنى على الانتقال إلى منزل آخر أفضل فى المستقبل القريب، وهكذا يجب أن يستمر عملك فى تناغم مع أهدافك، لتقليل الشعور بالقلق والتوتر.
