رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ليسوا فى مأمن».. أطباء يحذرون من إصابة الأجنة وحديثى الولادة بكورونا

طفل حديث الولادة
طفل حديث الولادة

كانت ولادة الطفل "آدم" في أبريل 2020 بالغردقة، أول حالة تسجل إصابة طفل رضيع بفيروس كورونا لسيدة مصابة بالفيروس في مصر.

"آدم" نال اهتمامًا كبيرًا كونه الأول، لكن توالت ولادات لأطفال لأمهات حاملات للفيروس ساعة الوضع أو تعافين منه حديثًا، وجميعهم خضعوا لذات الإجراءات، وهي أخذ مسحة من الطفل فور الولادة، وتبين سلبيتها، وهنا اطمئن الأطباء أن  كورونا، لا ينتقل للأجنة، وقلت الخطورة على استمرار الحمل لدى ملايين السيدات حول العالم.

ونظرًا لأن الموجات المختلفة لانتشار الوباء الفتّاك كانت تُنذر بتعديلات مستمرة، نبه متخصصي النساء والتوليد وعلماء الفيروسات السيدات المقبلات على الحمل تأجيل تلك الخطوة لحين الاستقرار عن تلقيح أو وضع برتوكول واضح لحماية الأجنة مستقبلًا، خاصة مع سلالات دلتا بلس وتجدد الحديث عن خطورة انتقال الفيروس عبر المشيمة والغذاء للجنين، وهو ما يجيب الأطباء عن احتمالية حدوثه.

عين الأم مناعة خارجية للطفل فى الأشهر الأولى

تذكر الدكتورة ولاء الأمير، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بقصر العيني، أن سلالة دلتا من وباء كورونا ثبُت خلال ذروتها في عدة دول أنها تطال الأطفال بمختلف أعمارهم وليس فئة عمرية معينة منهم، من بين هؤلاء الرضع  الذين يخرجون في تجمعات ويختلطون بمجموعة كبيرة من البشر يكونون أكثر عرضة للإصابة بتلك السلالة، والتي وصفتها بأنها أسرع انتشارا من السلالات المتحورة السابقة التي ظهرت منذ أن عرف العالم فيروس كورونا، وهو ما استدعى توقف الحضّانات في العديد من الدول عن استقبال الأطفال دون الثالثة لخطورة حملهم للفيروس.

وأكملت أن على الأمهات ملاحظة بعض المؤشرات على حديثي الولادة، ولا ينبغى استبعادهم لحمل الفيروس في موجته الرابعة، ومن تلك المؤشرات، انخفاض أو ارتفاع درجة حرارة، بالإضافة إلى تغير لون بشرة الطفل إلى الأزرق أو الأصفر، ولا يجب الاستهانة بأي عرض مفاجئ ومعاملته بالطرق التقليدية الموروثة.

الخطر يزداد على الطفل عقب الولادة 

"لم يُسجَل طفل مولود مصاب بكورونا لكن هناك من أصيب بها فور الولادة" هكذا بدأ الدكتور محمد عبد الفتاح أخصائي الأطفال وحديثي الولادة، لافتًا إلى أن الأبحاث أشارت مؤخرًا إلى أن هناك احتمالية كبيرة لتأثر الجهاز المناعي في مراحل تكوين الرئة خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل بالفيروس، وهو ما تأكد بعد إيجابية مسحة طفل بعد أسبوع من ولادته بأستراليا، لذا على الحوامل أخذ حذرهم بكافة الإجراءات الاحترازية خلال الشهور الأولى وحتى يوم الوضع، وعند إصابتها بالعدوى عليها ألا تحمل الطفل لمدة أسبوعين على الأقل بعد سلبية مسحتها.

وأكمل أنه خلال الأيام الأولى من الوضع يجب وضع الطفل تحت الملاحظة الدقيقة وأخذ مسحة عند ظهور بعض الأعراض، أخطرها ارتفاع الحرارة والسعال المستمر، وانتشار بقع تصبغات جلدية أو بقع بلون أحمر أو أصفر، فهي مؤشر على بطء تدفق الدم وقلة نسبة الأكسجين فيه.

وأضاف أن الحمى الشديدة التي تظهر بشكل غير عادي عند الأطفال الصغار هي علامة على إصابة الطفل بعدوى فيروسية، ويمكن أن تكون الحمى عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر خطيرة في بعض الأحيان، لذا يجب معالجتها في الحال، وعلى غرار الكبار يجب التعامل مع أي مرض باعتباره كورونا وهو المعتاد في زمن الأوبئة.

كورونا أسرع في الانتشار والتعافي بين الأطفال 

ومن جانبه، ذكر الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية لحساسية ومناعة الأطفال في حديث لـ"الدستور"، أن الشهور الأخيرة من عمر تفشي الوباء شهدت إصابة أسر بأكملها، من بينهم أطفال ورضع، ويظهر بشكل جلي على الأطفال تأثيره من الساعات الأولى لحمله، ويعتبر القيء والغثيان من علامات الإصابة الشديدة بكورونا، يمكن أن يحدث أيضًا عند الأطفال الذين يصابون بالفيروس، وقد يكون القيء علامة على عدوى الجهاز الهضمي أو الالتهاب الرئوي الخفيف (الذي يمكن أن يكون نتيجة لكورونا) .

وبيّن أن دلتا الذي أصاب الأطفال ويوصف بالأسرع في الانتشار، له ملمح آخر هو السرعة في التعافي خاصة مع الأطفال فجهازهم المناعي نشط للغاية، لذا يجب منح الطفل مضادات فيروسية وحيوية مع مطهرات معوية مدة عشر أيام، مع التأكد من سلامة الأطعمة التي تقدم له، وفي حالة الرضع يجب أن يمنع عنه لبن الأم فلربما كان هو وسيلة نقل الفيروس.