رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قيلولة الثلاثاء».. قصة الأديب العالمى ماركيز عن اللص وأمه الثكلى

الكاتب الكولومبي
الكاتب الكولومبي الكبير جابريل غارسيا ماركيز

“قيلولة الثلاثاء” هى واحدة من قصص الكاتب الكولومبي الكبير جابريل غارسيا ماركيز والتى كتبها عام ١٩٦٢ . وجعل نهايتها مفتوحه كل يتخيلها حسب تفكيره . 

وهى تحكى عن سيدة نحيلة شاحبة تتشح بالسواد ومعها طفلتها التى لم تتجاوز العاشرة وهى أيضا تتشح بالسواد، يركبا قطار يشق زراعات الموز مخلفا وراءه تلك البيوت القديمة التى يسكنها الفقراء والمعدمين، يستمر ماركيز فى وصف القطار والمرأة وابنتها وأشجار الموز دون أن يخبرنا إلى أين ستذهب هذه المرأة وابنتها دون أن يفصح لنا عن مكان الوصول، أو سبب الرحلة . 

تستخرج السيدة رغيف خبز وقطعة جبن وتقتسمهما مع ابنتها وتحذرها من أن تفكر فى تناول طعام أو شراب فى المكان الذى سيحلان به . تومىء الطفلة برأسها موافقة دون أن تنطق بكلمة واحدة ، ليوحى لك ماركيز فى قصته قيلولة الثلاثاء أن الطفلة حزينة أيضا مثل أمها دون أن يبين سببا لهذا الحزن. 
يقف القطار فى إحدى المحطات ثم ينتقل بنا ماركيز إلى مشهد آخر حيث الام وابنتها يطرقان باب قس فى القرية التى نزلا بها ، تخرج إليهما أخته وتخبرهما أن القس فى القيلولة منذ خمس دقائق ولا يمكنها إيقاظه ويجب عليهما أن يعودا بعد الثالثة، غير أن المرأة الحزينة أخبرتها أنها ستعود فى قطار الثالثة وأنها غريبة وليست من قريتهم، رجعت شقيقة إدراجها وبعد دقائق جلس القس أمام المرأة وابنتها ليستوضح سر مجيئهما إليه فى وقت القيلولة، قالت المرأة أريد مفاتيح المقبرة، فسألها مقبرة من؟ فقالت: كارلوس شتيتو . 

فقال القس: اللص الذى قتلته العجوز منذ أسبوعين حين أراد أن يقتحم منزلها  ؟ قال عبارته المصحوبة بعلامة الاستفهام ثم احنى رأسه خجلا، فقالت العجوز: نعم ، لكنها أوضحت أن ابنها كان يسرق من أجل الفقراء وأنه كان يدخل حلبة الملاكمة ويشبعه المنافس ضربا من أجل أن ياتى لأمه وشقيقته بكسرة خبز . 

وكان ماركيز أراد أن يقول إن الخير يكمن فى الشر أحيانا ، يخرج القس والمرأة وابنتها إلى المقبرة فيجد جمعا من الناس ينظرون إليهم فخشى أن يصيب المرأة مكروها فطلب منها تاخير موعد الزيارة إلا أن المرأة رفضت . وهنا نتخيل هل سيثور أهل القرية ضدها ام سيتعاطفون معها.