رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا خلال عظة تدشين كنيسة العذراء: عيد النيروز نحتفل به امتدادًا من الحضارة الفرعونية

البابا اثناء العظة
البابا اثناء العظة

هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، الأقباط خلال عظة تدشين كنيسة السيدة العذراء مريم والأنبا تكلا هيمانوت قائلاً: كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة عيد النيروز، وهو عيد نحن ننفرد به عبر كل كنائس العالم، نحتفل به امتدادًا من الحضارة الفرعونية القديمة، كانت الحضارة الفرعونية حضارة غنية وكان لها تقويم خاص بها، وعندما أتت المسيحية في القرن الأول الميلادي على يد القديس مارمرقس الرسول واستشهد في مدينة الإسكندرية ونالت الإسكندرية الإيمان بالمسيح وصارت أول كنيسة في قارة أفريقيا تنال هذا الإيمان.

وتابع: "عاش المسيحيون في مصر عصور كثيرة وكان من أشدها عام ٢٨٤م وهو العام الذي اعتلى فيه الملك دقلديانوس عرش الإمبراطورية الرومانية، وكان طاغية ومضطهدًا شديدًا للمسيحيين، على يديه استشهد المئات ويقال في زمنه استشهد حوالي ٨٠٠٠٠٠ مسيحي في مصر وخارج مصر، ولأن تاريخه كان حاسمًا في مسيرة المسيحية على أرض مصر اختار الأقباط السنة التي أعتلى فيها العرش ٢٨٤م وجعلوها بداية السنة القبطية الجديدة.

وأضاف: “يعرف هذا التقويم بتقويم الشهداء أو التقويم القبطي، صارت السنة القبطية واسماء شهورها مأخوذه من أسماء التقويم المصري القديم  وتمتاز السنة القبطية بأنها سنة حسابية، فالسنة الميلادية والهجرية سنة فلكية ولكن السنة القبطية سنة حسابية وعدد الأيام الموجودة بكل شهر من شهورها ٣٠ يومًا، وأضيف شهر صغير سمي بأيام النسئ ويكون ٥ أو ٦ أيام”.

وتابع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية: “عاش التقويم حتى اليوم وهذا يفسر لنا لماذا يكون مواعيد الاحتفالات لدينا مختلفة عن الغرب، لأننا نسير على هذا التقويم وأعيادنا مضبوطه على هذا التقويم القبطي، نحتفل بعيد النيروز في بداية السنة القبطية ويستمر أحتفالنا بالطقس الفريحي حتى ١٧ توت (عيد الصليب) الذي نحتفل به لمدة ثلاثة أيام، وتمضي مسيرة السنة الكنسية بكل أعيادها ومناسبتها وتذكارتها”.

وأكمل: “نحن نحتفل بعيد الشهداء قد نظن أنه عيدًا قديمًا، ولكن الله أنعم في الأزمنه المعاصرة أن نسمع عن وجود شهداء وأن نراهم ونعرفهم، فصار هناك شهداء معاصرين ولذلك اختارت الكنيسة أن تعيد مرة أخرى للشهداء الجدد واختارت يوم (١٥ فبراير) من كل عام وهو تذكار دخول السيد المسيح إلى الهيكل، واختارت هذا اليوم لأنه تذكار شهداء ليبيا، واختارنا هذا اليوم ليمثل كل الشهداء ونحتفل به ويكون يوم فرح”.

وزاد: “نحن نفرح بعيد النيروز ونفرح معكم اليوم وكل الأحبار الأساقفة والآباء الكهنة والشمامسة بتدشين هذه الكنيسة الجميلة، ونشكر الله أنه أعطانا في العبور كنيسة ثانية بعد كنيسة ماربولس، وبدأ العمل في كنائس أخرى وربنا يكمل ويفرحكم جميعًا، وأوجه الشكر خاص للقمص رافائيل الأنبا بيشوي ونصلي أن يعطيه الله صحة ويكمل شفائه والآباء الأحباء الذين يخدموا هنا أبونا يوحنا وأبونا جوناثان وكل الآباء الأحباء في كنيسة ماربولس، ربنا يبارك الخدمة و المنطقة تعمر أكثر وأكثر، واسم العبور له مدلول في العهد القديم ونحتفل به في البصخة وله مدلول في العهد الجديد في حرب أكتوبر ١٩٧٣م وله معاني جميلة جدًا”.