رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاته.. سميرة مليان لغز الفصل الأخير من حياة بليغ حمدي

سميرة مليان
سميرة مليان

خمس سنوات قاسية عاشها الملحن المصري بليغ حمدي هارباً إلى باريس، ليس هرباً من حكم بالسجن قدر هربه من نظرات المجتمع واتهاماته فيما عرف بقضية "سميرة مليان" وهي القضية التى نغصت حياته منذ وقوعها في 1984، وحتى وفاته في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر عام 1993 عن عمر يناهز 61 عاماً.

حفلات فنية 

كان بليغ حمدي مكتشف النجوم في عصره، فمن يستطيع أن يحكم على صوت مطرب أو مطربة أكثر من الملحن الذي لحن لاهم قامات في عصره مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.

اكتشاف المطرب لم يكن الجزء الصعب، ولكن الأصعب هو تسويق هذه الموهبة لذلك كان بليغ يعقد بصورة دورية حفلات فنية في منزله، تضم أهم رموز المجتمع الفني والمنتجين ورجال الاعمال المصريين والعرب، إلا أن الحفلة التى جرت في أغسطس عام 1984 كانت هي النهاية، حيث انتهت الحفل بموت مطربة مغربية حملت اسم سميرة مليان، حيث عثر على جثتها بعد منتصف الليل أسفل شرفة منزله عارية.

رجل أعمال عربي 

سميرة مليان فنانة مغربية أحبت الغناء منذ صغرها، إلا أن أهلها وقفوا ضد مستقبلها الفني وقاموا بتزويجها في سن الخامسة عشرة، إلا أن الزيجة لم تستمر حيث حصلت على الطلاق، وانطلقت إلى فرنسا لتتعرف على المجتمع العربي، وتحضر الكثير من التجمعات والسهرات لتغني، وذاع صيتها.

في عاصمة النور تعرفت سميرة على رجل أعمال عربي أقنعها أنها إذا أرادت الانطلاق إلى عالم الشهرة ليس أمامها سوى مصر التى تمثل نقطة انطلاق لاي فنان عربي، وعرض عليها أن ترافقه في رحلته إلى مصر.

وافقت سميرة على العرض خاصة حين وضع اسم الملحن بليغ حمدي فيه، حيث وعدها بتقديمها له ليكتشفها، وبالفعل جاء الاثنين إلى مصر، لتدخل عالم الفن من أوسع أبوابه بعد تقديم بليغ حمدي سميرة للمجتمع الفني.

الحفلة المشئومة

في أحد ليالي شهر أغسطس 1984، دعى بليغ حمدي صفوة عالم الفن لحفل موسيقي في منزله، لتغني لهم سميرة ليفتح لها باب الشهرة والفن في مصر، إلا أن بصورة مفاجئة أعلن حمدي أنه سيخلد للنوم لانه متعب، وترك الحفل ليذهب للنوم، وبدأ الضيوف ينصرفوا واحد تلو الاخر.

استيقظ بليغ على صرخات سميرة التى سقطت من شرفة منزله عارية، فيما اختفى رجل الاعمال العربي الذي لم يتم الكشف عن شخصيته حتى الآن.

بعد الحادث

أثار الحادث الكثير من التساؤلات، لاسيما وأن بليغ لم يقدم أي معلومات تكشف ما جري في منزله،  فرغم دفعه بانتحارها إلا أنه لم يوضح السبب أو سبب انتحارها دون ملابسها؟

خرجت الصحف في الأيام التالية تتهم بليغ حمدي باتهامات مخلة كتسهيل الدعارة والقوادة، مما اضطره إلى الهرب لفرنسا حيث عاش خمس سنوات، تم حفظ القضية فيها واعتبار الفاعل فيها مجهولاً، وعاد بليغ إلى مصر ونظم له عدد من الفنانين والأصدقاء احتفالا بعودته، ليكتشف بعدها إصابته بمرض في الكبد ليموت بعد عودته بـ 4 سنوات، تاركاً لغز سميرة مليان معلق فوق رأسه.

واستهوت قصة سميرة مليان المنتجين حيث تم إعادة تقديمها كفيلم مع بعض التعديلات باسم "مقتل سميرة" من بطولة كمال الشناوي ورغدة ويوسف شعبان.