رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثقافة فى الصعيد.. مصر والكون يسكن هنا فى نيلها وفى صعيدها

 

ضمن فعاليات مبادرة وزارة الثقافة على مدى شهر بمركز ساحل سليم، بمحافظة أسيوط، كانت ورشة «السيكودراما» بجانب الورش الحرفية والتراثية، والعروض الفنية لفرق الموسيقى وكورال الأطفال، والفنون الشعبية وفرقة الآلات الشعبية.

قدمت ورشة السيكودراما، التى استمرت على مدى شهر فى تدريب عدد من أطفال وشباب وشابات قرى مركز ساحل سليم الموهوبين الذين لم تطأ قدمهم المسرح من قبل»- عرضًا مسرحيًا يجمع بين الرقص والغناء والتمثيل تحت عنوان «مصر التى نريدها».. وقد قام بالتدريب وإعداد وإخراج العرض المخرج المتميز أسامة عبدالرءوف، وتدريب الكورال المايسترو نصر الدين أحمد، مدرب كورال أطفال قصر ثقافة أحمد بهاء الدين المتخصص للطفل، وكان الديكور والإكسسوار للفنان فتحى مرزوق، وتألق من خلال الورشة ٢٨ فتى وفتاة، منهم صاحبة الإلقاء الجميل والإحساس العالى الطالبة بالثانوى مى حامد خلف، والصوت القوى الشجى لطالبة الجامعة زينب كامل.

وأود قبل أن أتناول العرض أن أشير إلى بعض المعلومات عن مصطلح «السيكودراما»، كما جاء على لسان عدد من الأطباء الاستشاريين فى علم النفس، منهم الدكتور محمد الرخاوى، الذى قال: «إن الاتجاه الحالى فى العلوم النفسية هو تطوير مهارات المعالجين والمدربين لكل أنواع الطب النفسى المكملة، بداية من العلاج بالأدوية والجلسات الكلامية أو الشفاهية، إلى العلاج الجماعى الذى تأتى على رأسه جلسات السيكودراما».

وفى قول آخر يطلق مصطلح «السيكودراما» على نوع من العلاج النفسى الذى يجمع بين الدراما كنوع من أنواع الفنون وعلم النفس، وتكمن فاعليته فى مساعدة الشخص على تفريغ مشاعره وانفعالاته من خلال أداء أدوار تمثيلية لها علاقة بالمواقف التى يعايشها فى الحاضر أو عايشها فى الماضى، أى دخول الشخص فى دور درامى يجعله يرى نفسه والموقف الذى يزعجه، والأشخاص الذين يتعامل معهم فى إطار محيطه حتى يرى الصورة كاملة دون أن يحمل الغضب بداخله، بل يفرغ الشحنات الداخلية دون أن يؤذى نفسه أو أحدًا من حوله، وذلك من خلال عمل مسرحية يعدها الطبيب المتخصص، ويكون لها هدف للمجموعة التى تتشارك فى التجارب النفسية المختلفة.

ومن الجدير بالذكر أن للسيكودراما دورًا كبيرًا فى علاج الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة، خاصة الذين لديهم «متلازمة داون»، فهذا يساعد الأمهات والآباء على التعامل مع أبنائهم من ذوى الاحتياجات الخاصة.

استطاع المخرج أسامة عبدالرءوف ومدرب الكورال نصر الدين أحمد، وبجهد كبير ومكثف نظرًا لضيق الوقت «١٥ يومًا فقط»، أن يقدما عرضًا جميلًا يعتبر بداية لعروض السيكودراما. 

قدمت الورشة عرضًا فنيًا يجمع بين التمثيل والغناء والاستعراض، بعنوان «مصر التى نريدها»، حيث بدأ العرض بوجود بعض الحالات التى تعانى نفسيًا بسبب العديد من المشاكل المجتمعية والظروف المحيطة، ويطوف بنا العرض بعد ذلك من خلال محطات مهمة فى تاريخ مصر، مليئة بالتغلب على الصعوبات، ومليئة بالمواجهة والانتصارات، لينتهى بنا بالتفاؤل والأمل والثقة فى قدرة شعبنا المصرى العظيم، وكان مشهد البداية مع الأجداد العظام، ومع إيزيس وأوزوريس وصوت الكاهن مرددًا: «إن مصر هى صورة للسماء، والكون يسكن هنا فى نيلها وفى صعيدها».

تحية لكل الفنانين والفنيين والإداريين بفرع ثقافة أسيوط، وبإقليم وسط الصعيد الثقافى، ونتمنى أن تستمر النافذة الثقافية مضيئة وحاملة ثقافة التنوير فى مواجهة خطاب التشدد والكراهية والإرهاب.

ونتمنى استمرار ورشة «السيكودراما» المهمة جدًا، وتعميمها فى كل محافظات مصر لنرى عروضًا متنوعة ومبدعة.