رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسبب الإهمال الحكومى.. فقراء نيويورك يدفعون ثمن تغيرات المناخ

الفيضانات تغرق نيويورك
الفيضانات تغرق نيويورك

أعاد الدمار الذي تسبب فيه اعصار "إيدا" في مدينة نيويورك ذكريات تقشعر لها الأبدان بعد العاصفة الكبرى ساندي التي غمرت مساحات شاسعة من المدينة منذ 11 عامًا.

وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الموت والدمار الذي أحدثه إعصار إيدا في نيويورك هو تذكير بأن أزمة المناخ لن تأتي، بل هي موجودة بالفعل.

فمن المرجح أن يكون هناك المزيد من الأعاصير والفيضانات الشديدة، من نوع الأحداث المناخية التي يمكن أن تزعزع استقرار المجتمع.

واختلفت أعاصير إيدا وساندي في طريقة حاسمة واحدة وهي عرام العاصفة، ففي عام 2012، اجتاح ساندي سواحل مدينة نيويورك، وأرسل مياه المحيط إلى الأحياء السكنية، وكانت المناطق الأكثر تضررا، مثل مانهاتن وشبه جزيرة روكاواي، كلها بالقرب من الأنهار والخلجان والبحار المفتوحة، وكان من المفهوم أن حماية الساحل أمر بالغ الأهمية لتجنب وقوع كارثة. 

وبقدر ما كان إيدا مروعا، إلا أنه لا يضاهي الدمار الذي أحدثه ساندي، وهو عبارة عن عاصفة تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق لأسابيع.

ومع ذلك، كشف إيدا عن حقيقة مقلقة أخرى، وهي أنه لن يكفي في المستقبل بناء أسوار بحرية أو تأمين السواحل، لأن التهديد لا يأتي فقط من مياه المحيط، حيث ألقى إيدا كميات هائلة من الأمطار في فترة قصيرة من الوقت الذي غمرت فيه المياه الأحياء الداخلية. 

ووجدت بعض الأحياء التي تُركت سليمة نسبيًا خلال ساندي، بدلاً من ذلك، كمية محيرة من الفيضانات عندما مر إيدا عبر مدينة نيويورك.

ليس ذلك مشكلة تنفرد بها نيويورك فقط، حيث يمكن أن تتعرض أي منطقة حضرية لفيضانات غزيرة، من النوع الذي يسببه هطول الأمطار. 

وتمتلئ المدن بأسطح غير منفذة مثل الخرسانة التي تجبر المياه على الانحدار بدلاً من التسرب إلى باطن الأرض، كما هو الحال مع الأراضي العشبية والغابات. 

وإذا لم يكن هناك مكان آخر تذهب إليه المياه مثل الفيضانات تحت الأرض، فإن بعضها سوف يتجمع، مما يؤدي إلى الفيضانات التي شهدناها الأسبوع الماضي.

كان مخططو المدن على دراية بهذا التهديد وعملوا، منذ إعصار ساندي، على هندسة الأحياء بشكل أفضل للتعامل مع هطول الأمطار الغزيرة. 

ويمكن أن تحدث الأسطح الخضراء وحدائق المطر فرقًا، فضلاً عن ممرات المتنزهات المغمورة.

وقالت الصحيفة إن المشكلة بالطبع، هى أن تغير المناخ يتحرك بسرعة كبيرة، ونيويورك، مثل غيرها من المدن الكبيرة، سوف تحتاج إلى إعطاء الأولوية بقوة لمقاومة العواصف في السنوات المقبلة، وصب عشرات أو مئات المليارات من الدولارات لإعادة تصميم المدينة نفسها لالتقاط مياه الفيضانات في كل مكان تقريبًا، فلا يكفي أن تكون الأحياء فوق مستوى سطح البحر، لن تنقذهم من الأمطار الغزيرة.

وأكدت الصحيفة أن نيويورك لم تفعل ما يكفي تقريبًا لتحفيز السكان في المناطق الساحلية المعرضة للخطر على الانتقال بعد ساندي، فسكان نيويورك الذين يعيشون في هذه الشقق متدنية المستوى- معظمهم من الفقراء والمهاجرين هم الآن في الخطوط الأمامية في معركة لتغير المناخ.

وتابعت أنه مهما كان كل هذا مرعبًا، فإن مستقبلًا أفضل ممكن إذا اتخذ القادة المحليون إجراءات جادة مع إقناع الحكومة الفيدرالية بضخ المزيد من الأموال في مشاريع إصلاح البنية التحتية المتآكلة للمدينة.

وأكدت الصحيفة أن نيويورك والمدن الكبرى الأخرى ستحتاج إلى إنفاق مليارات الدولارات على تحصين نفسها لمواجهة الطقس القاسي، حتى الأحياء فوق مستوى سطح البحر ليست آمنة.